قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إننا لو قمنا بجولة داخل عقل سلفى لم نجده سلفيا ولكننا نراه متسلفا، لأن هناك فرقا كبيرا بين السلفية والمتسلفة وظهر فى الآونة الأخيرة رأي نرفضه تماما عندما سأل أحد المشايخ المتسلفة أنه إذا تزوج مسلما من امرأة مسيحية وطلبت منه أن يأذن لها بزيارة أهلها أو انهم يأتون إليها فأفتى بالنفى دون علم بالقرآن الكريم ودون فهم للسنة النبوية وهذا خطأ، مضيفا أنه لابد من التفريق بين أهل الكتاب والمشركين، فالمشركون هم عبدة الأصنام أو الأوثان ولكن أهل الكتاب هم من لهم كتاب سماوى، فأتباع موسى عليه السلام أهل كتاب وأيضا اتباع عيسى عليه السلام هم أهل كتاب وقول أهل الذمة كان فى الماضى والذكريات وطويت صفحته، وحاليا لا فرق بين المسلم وغير المسلم فى الدولة الحديثة ووجود الدساتير.
وتابع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر خلال لقائه فى برنامج التاسعة المذاع على القناة الأولى المصرية والذى يقدمه الإعلامى حسام الدين حسين انه لابد من تفكيك الخطاب المتسلف الذى يعتبر فيه استعلاء وتحريض وتجديد الخطاب الإسلامي، مضيفا أنه لابد من غربلة وتنقية الاخبار والاثار التى تنسب إلى الرسول صلى الله علية وسلم، مشيرا إلى أنه لديه مشروع متكامل بإحدى الجمعيات الخيرية للتجديد الفعلى والواقعى لتجديد الخطاب الإسلامى.
وواصل كريمة قائلا إن أغلب ما يتم نسبة للأمام احمد بن حنبل فى التعصب والتشدد ليس صحيحا، مضيفا أن الرسول صلى الله عليه وسلم، استضاف نصارى نجران فى المسجد ولم يضيق عليهم وجعلهم يصلون صلاة الاشراق فى المسجد واعطاهم عهدا بأنهم امنون على كنائسهم وصلبانهم وانه لا يعزل راهب من إبراشيته ولا تجبر فتاة نصرانية على الزوج بمسلم الا بموافقة أهلها.
وتابع كريمة قائلا انه يناشد مجلس النواب بسرعة اصدار قانون قصر الإفتاء والدعوة الإسلامية على خريجى الازهر لضبط الخطاب الدعوى بكافة جوانبه مشيرا إلى أن كل العنف الفكرى من التكفير والحكم على الناس بالكفر والفسق والبدعة ومائنتى عنه من تداعيات واراقة الدماء واتلاف الأموال وانتهاك الاعراض كله جاء من هذا الفكر السلفى مضيفا أن تارك الصلاة انكارا لها فهو مرتد عن الإسلام ومن يتركها كسلا فهو مسلم عاصى ولايخرج عن الملة، مؤكدا على انه لم يثبت حالة واحدة فى عهد الرسول صلى الله علية وسلم انه امر بقتل أى مرتد رغم وجود العديد من المرتدين فى عهده صلى الله علية وسلم والإسلام يقر التعددية الدينية ولا يزدرى المسيحية أو اليهودية مضيفا أن مرتكب الكبيرة فى مذهب السنة والجماعة والازهر الشريف فانه مسلم عاصى وامرة إلى الله أن شاء عفى عنه وان شاء عذبه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة