لا صوت يعلو فوق ظاهرة قتل الأزواج في الآونة الأخيرة، والتي أصبحت مسار جدل كبير على السوشيال ميديا، وخلال الأيام القليلة الماضية نسمع كل يوم تقريبا عن زوجة تقتل زوجها بسكين، وآخر يقتل زوجته، والسؤال هنا لماذا وصلت الأمور لهذا الحد بين الزوجين ؟..هل اختلف مفهوم الزواج من كونه سكن ومودة ورحمة إلى جريمة مكتملة الأركان والقتل العمد فيها أصبح ظاهرة!!!
من الواضح أن هذا الجيل -وأنا منه- لم يصل إلى المفهوم الكامل للزواج، فلو ندرك جميعا معنى كلمة زواج على سنة الله ورسوله وأن كلا الزوجين يشهد الله على هذا الزواج لفكر ألف مرة قبل أن يجرح شعور الطرف الآخر أو يأذيه ولم نصل أبدا إلى فكرة القتل بين الزوجين التي اجتاحت مجتمعنا مؤخرا.
ونتساءل هنا: هل يقوم المجتمع بدوره في تربية الشباب والفتيات ويقدم لهم نموذجا ملهما للزواج وكيف جعله الله عقدا مقدسا؟..هل تقوم المؤسسات الدينية بدورها في تربية الشباب والفتيات التربية الصحيحة وتعرفهم بمفهوم الزواج وكيفية وجود علاقة سوية بين طرفين؟ بالطبع لا، فلو قامت المؤسسات الدينية بدورها في هذا الصدد لما وصلنا إلى آلاف حالات الطلاق سنويا ولما وصلنا إلى أن نسمع كل يوم عن خبر لزوج أو زوجة يقتل شريك حياته.
نحتاج لوقفة من الدولة والمجتمع والمؤسسات الدينية والأسرة تخص الحياة الزوجية، ونحتاج إلى إعداد جيد ومتزن الشباب والفتيات للزواج قبل الإقدام على هذه الخطوة، فالآن أصبح نتاج الزواج في مصر إما أطفال شقاق أو جريمة قتل من أحد الزوجين للطرف الآخر، والغريب أن السوشيال ميديا أصبحت تمثل بعبع لكل من يرغب في الزواج، نتيجة لسيل من الأخبار والمعلومات والتلميحات المباشرة وغير المباشرة عن سلبيات الزواج وكونه نهاية لحياة الشباب والفتيات.
الزواج عقد مقدس وفيه كثير من المعانى والقيم الجميلة التي تستحق أن نسرع إليها لا أن نتشاءم منها، والزواج لا يشمل القتل والطلاق والخلافات المستمرة بين الطرفين، بل هو سكن ومودة وكيان جميل خلقه الله عز وجل لتنمو البشرية ويجد كل إنسان طرفا آخر يشاركه لحظات الحياة الجميلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة