رغم وجود فريق نسائي مصري لكرة القدم، إلا أن ممارسة الفتيات للعبة ليس شائعًا كرياضات أخرى، فما بالنا بأن تكون الفتاة مدربة ليس فقط لفريق نسائي وإنما لفريق من الجنسين؟ هذا ما نجحت في الوصول إليه نشوى جابر الفتاة الصعيدية ابنة محافظة المنيا التي برعت في لعب كرة القدم قبل أن تحرمها الإصابة من الاستمرار في صفوف اللاعبات فأصبحت الآن مديرًا فنيًا بنادي فليج السعودي النسائي.
نشوي جابر
قالت نشوي جابر لـ"اليوم السابع": "بدايتي كانت في المرحلة الإعدادية عندما التحقت بالمدرسة الرياضية بالمنيا في عام 2000 وبدأ وقتها ظهور الكرة النسائية داخل محافظة المنيا، وكان هناك بعض المدربين يطالبوا بتكوين فريق من البنات لـ كرة قدم نسائي بمركز شباب مدينة "أ" بالمنيا وقتها كنت حريصة على المشاركة وبالفعل التحقت مباشرة بالفريق عندما سمعت ذلك لأنى لم أقدر على ممارسة الكرة في الشارع بحكم العادات والتقاليد بالصعيد وكانت الخطوة مهمة ولاسيما داخل مركز الشباب".
وتابعت حديثها: "بعدها شاركت مع مركز شاب المدينة "أ" في الدوري الممتاز حققنا نتائج بالرغم من قوة المنافسين وحققنا معهم بطولات ومنافسات تشرف مجتمعنا بالصعيد لأننا من أقوى اندية الصعيد في هذه المرحلة وليس هذه المرحلة فقط حتى يومنا هذا، حيث يعد فريق محافظة المنيا من أقوى فرق الكرة النسائية في الصعيد".
أضافت: "انتقلت بعد ذلك إلي نادي سوهاج الرياضي عام 2006 أنا وبعض لاعبات الفريق، وشاركنا معهم فى عدة بطولات جمهوريه ومنافسات من أقوى المنافسات حينها وهي من أهم مراحل حياتي وقتها تم انضمامى لمنتخب مصر للناشئين ومشاركتي في تصفيات أمم افريقيا للسيدات سنة 2008 وبعد ذلك، فزنا في عدة تصفيات في دوري الناشئين وفاز نادينا على الفرق القوية في المنافسة وحصلنا على المركز الثاني ولكن عندما تعرض النادي لأزمة مالية ولم نستطع أن نواصل مسيرة عشقنا لكرة القدم كما بدأنا تلقينا عرضا للانتقال إلي نادي قنا البحري".
بالرغم من وصول نشوى إلى المنتخب إلا إنها لم تنس انتمائها للصعيد، وحلمها أن تحظى فرقه بالاهتمام لتقوى على منافسة فرق الوجه البحري بقوة وأضافت: الحمد لله شاركت في العديد من البطولات مثل البطولة العربية لمده 3 سنوات على التوالي وحصلت على المركز الثاني في جميع السنوات وبطولات الجمهورية مع الأندية التابعة لها.
نشوي جابر مدربة بنادي فليج
وعن الصعوبات التي واجهتها تحدثت نشوي قائلة:" كانت اصعب مرجلة هي وقت تعرضي لإصابة شديدة في الكاحل الأيمن مما أدى إلى عدم استمراري في صفوف اللاعبات ومسيرتي الرياضية ولكن حاولت أكون حريصة على الحفاظ على المرحلة الانتقالية المهنية بحياتي عندما أخذت القرار أن أصبح مدربة".
تابعت باعتزاز: "كنت أول مدربة بالصعيد لتدريب الأولاد "الذكور" في أكاديمية للموهوبين بمركز بني مزار في محافظه المنيا لتدريب الأولاد، كان بينهم أطفال وشباب وكان ذلك فرصة لي رغم تخوفي ولكن هذه المرحلة هي سبب ما انا فيه الآن".
نشوى أثناء عملها كمدربة فى المنيا
محطات عدة مرت بها نشوى خلال عملها في التدريب من أبرزها التدريب بمشروع ألف بنت ألف حلم التابع للمجلس الثقافي البريطاني والتدريب لدى وزارة الشباب والرياضة، بعدها انتقلت إلى دوله الإمارات العربية المتحدة وبعدها إلى نادي فليج السعودي في حفر الباطن كمدير فني للسيدات، حيث تستعد للمشاركة مع فريقها في الدورى السعودى للمحترفين في أغسطس المقبل.
نشوى
مزجت نشوى فى عملها بين عشقها لكرة القدم والدورات التدريبية المعتمدة بالإضافة إلى عملها ودراستها فهى أخصائية اجتماعية وأتمت الدراسات العليا في التخاطب وصعوبات التعلم كما درست علم النفس التربوي، وقالت: "دراستي كانت لها دور في فهم الفتيات لممارستهم لعبه كرة القدم لان مجتمعنا ليس داعم لفكره أن البنت تمارس كرة قدم وانها لعبة للرجال فقط لذلك كنت حريصة على مساعدة الفتيات والبحث عن المواهب الموجودة داخل محافظتي وأن هدفنا ليس فقط تعليم كرة القدم ولكن هدفنا هو تغيير المفاهيم المغلوطة لدي المجتمع والهدف الاسمي والأكبر هو تنميه العقول فكريا وتعليما ورياضيا".
وعن الداعمين في حياتها قالت: "فى المقام الأول جاءت عائلتي ولا سيما والدي رحمه الله واهتمامه بموهبتي وأمي رحمها الله لها دور كبير في اهتمامى في الاستمرارية في المجال الرياضي ومدربينى لهم فضل كبير أيضا على منحي فرص داخل الملعب وخارج الملعب والتعليم الصحيح ليس فقط في الرياضة ولكن على الجانب الأخلاقي".