من ترتيبات القدر أن يصادف اليوم الموافق 27 يوليو ذكرى وفاة اثنين من أكبر وأعظم نجوم الفن وأن يوحد الموت بينهما فى نفس يوم الوفاة وبفارق 18 عامًا، حيث يمر اليوم 41 عامًا على رحيل الدنجوان رشدى أباظة الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 1980 ، وبعده بـ18 عامًا وفى نفس اليوم من عام 1998 رحل صديقه وحش الشاشة الفنان الكبير فريد شوقى.
أراد القدر أن يجمع بين الصديقين فى تاريخ الوفاة كما جمعتهما الصداقة والعديد من المواقف التى عاشاها معًا والتى تحدث عنها الكثيرون ممن يعرفون النجمين الكبيرين، حيث جمعت الدنجوان ووحش الشاشة العديد من الصفات المشتركة.
وفى حوار لـ"اليوم السابع" مع الفنان الكبير رشوان توفيق تحدث عن رشدى أباظة وفريد شوقى مؤكدًا أنه جمعته علاقة قوية بكل منهما.
وأوضح توفيق لـ"اليوم السابع" أنه جمعته العديد من الأعمال الفنية بهذين العملاقين، مشيرًا إلى أنه على الرغم من القوة التى يظهر بها وحش الشاشة والدنجوان إلا أن كل منهما كان يمتلك قلب طفل.
وتابع حديثه قائلاً: "فريد شوقى ورشدى أباظة فيهما الكثير من الصفات المشتركة، فهما مثل الأطفال فى الطيبة والبساطة، ولم أكن أتوقف عن الضحك وأنا مع أى منهما".
وأضاف: "سافرت للحج مع فريد شوقى، ورغم قوته وكونه وحش الشاشة كان يخاف أن ينام وحده فى الغرفة وكان ملاكًا مثل الأطفال، بينما كانت شقة رشدى مليئة بلعب الأطفال، وكانت سامية جمال تضحك وتقول: "بيجيب اللعب لنفسه ويقول لبنته".
كما تحدثت الفنانة رانيا فريد شوقى ابنة وحش الشاشة فى أحد حواراتها عن علاقة والدها برشدى أباظة، قائلة: "رغم نجومية ومنافسة العملاقين الدونجوان والملك إلا أنه جمعتهما صداقة كبيرة على المستوى الفني والشخصي وكان بابا دايما بيحكي عن صداقتهما وكانت ثالثتهم الفنانة نادية لطفى".
وأوضحت رانيا أن الأصدقاء الثلاثة، قرروا أن ينشئوا شركة إنتاج لكنها لم تكتمل بسبب انشغالهم بالأعمال الفنية، قائلة: "طلع في دماغهم التلاتة يعملوا شركة إنتاج تجمعهم وفعلا أجروا مكتب وكانوا بيتقابلوا يتكلموا، لكن الفكرة لم تكتمل لأنهم كانوا مشغولين بالتصوير في أفلام كتيرة لكن بقيت صداقتهم مستمرة على مر السنين".
وجمعت الدنجوان والملك العديد من المواقف الإنسانية، خلال مراحل عمرهما المختلفة، ففضلاً عن العديد من الأعمال الفنية التى جمعت رشدى أباظة وفريد شوقى فى مراحل عمريهما المختلفة ومنها، رجل لا ينام، الأسطى حسن، بورسعيد، سلطان، جعلونى مجرمًا، كلمة شرف، وغيرها، جمعت الدنجوان بوحش الشاشة علاقة صداقة كبيرة بدأت منذ البدايات ومرحلة الشباب واستمرت حتى الموت، وكان دائمًا يتحدث كل منهما عن هذه العلاقة وعن مواقف الأخوة والصداقة بينهما.
ومن ذلك ما كتبه رشدى أباظة فى مقال نادر نشرته مجلة الكواكب عام 1957 تحت عنوان "الدنيا بخير"، ذكر فيه أباظة عدد من مواقف الجدعنة والمساندة التى وقف فيها فريد شوقى إلى جواره خلال مروره بأزمات وظروف صعبة، ومنها مع فعله ملك الترسو أثناء ولادة قسمت ابنة الدنجوان الوحيدة.
وقال رشدى أباظة: "كنت أمثل دورى فى فيلم تجار الموت، وفى يوم من أيام التصوير وكنا نصور فى استوديو النحاس ذهبت وأنا تدور برأسى الكثير من الأفكار وأعانى من القلق لأننى تركت زوجتى فى المستشفى تعانى من آلام الولادة انتظارًا لمولودى الأول".
وتابع جان السينما: "ما إن رأنى المخرج كمال الشيخ والزميلين فريد شوقى ومحمود المليجى حتى شعروا بحالة القلق التى تنتابنى، وعرفوا سبب قلقى وحاولوا إزالة هذا القلق بالهزار والمداعبة والتهنئة بالمولود، وبين كل فترة وأخرى كان أحدهم يجرى اتصالاً بالمستشفى ليعرف آخر الأخبار".
وأضاف: "استمر العمل حتى وقت متأخر من الليل، وأخيرًا اتصل فريد شوقى بالمستشفى وجاء يرقص فرحًا ويهلل قائلاً: "مبروك يارشدى جالك بنت"، فضج الاستديو بفرح الزملاء الذين التفوا لتهنئتى وشعرت وقتها بأن فريد والمليجى إخواتى بحق يعيشون معى فرحى وقلقى".
وأخذ رشدى أباظة يحكى مواقف الجدعنة من وحش الشاشة فريد شوقى قائلا: "مرة أخرى كنا معا فى فيلم سلطان وكنت تركت ابنتى قسمت مريضة وأشعر بالقلق عليها لأن حرارتها ارتفعت عن 40 درجة، ورآنى فريد شوقى".
وتابع: "بمجرد أن عرف فريد شوقى سبب قلقى جذب يدى بسرعة وأجرى مكالمة مع زوجته هدى سلطان ليسألها بحكم أنها أم ولها تجارب مع مرض الأطفال وأعطانى السماعة وظلت هدى سلطان تسألنى وتطمئننى بخبرتها، وتؤكد أن هذه الحالة يمر بها كل الأطفال فى مرحلة التسنين، وشعرت أيضا فى هذا الموقف وبهذا الاهتمام والحب أنهم اخوتى وليسوا مجرد زملاء".
ولم يكن أى من النجمين يرفض أى عمل يشارك فيه الآخر حتى وإن كان سيمثل مشاهد قليلة وهو ما فعله الدونجوان حين ظهر كضيف شرف فى فيلم كلمة شرف أمام صديق عمره وحش الشاشة فريد شوقى.