للمهنة أصول لا يصيبها الزمن ولا يهددها التطور التكنولوجي؛ بفضل أصحابها الذين يتمسكون بعبق السنوات الخالية، فتارة نلحظ محلاً صغيرًا في حارة قديمة يفترشه رجل عجوز يمارس مهنة يدوية تحكي بداية أي مهنة حرفية.
من بين هؤلاء هم عادل الذي، بات أقدم مكوجي رجل في مصر، لا يزال يعتمد على ساقه كمنضدة لكيّ الملابس، وهو المشهد الذي يحكي فترة ما قبل المكواه البخار.
رجل ستيني لا يزال يحتفظ بملامح مهنته منذ 40 عامًا، كما لا يزال زبائنه يحتفظون بثقتهم في عمله، فباب رزقه مفتوح طوال اليوم رغم أن بضعة أمتار تفصله عن أقرب محل مكواة بخار.
قصة عم عادل كما يرويها لـ "اليوم السابع" مليئة بالتفاصيل، ما بين حبه لمهنته التي اندثرت وبين الاحتياج المادي، ما جعله يحتفظ بمحل ورثه عن أبيه في حي الشهداء بمدينة الإسماعيلية.
يجد عم عادل، الحاصل على الابتدائية فقط، في محله مصدر رزق للإنفاق على أبنائه الثلاثة خلال السنوات الماضية، من بينهم ابن أصغر من أصحاب الهمم، ما جعل التحديات المادية مرهقة لكاهله.
رغم هذه المتطلبات المادية الكبيرة لم يفكر هم عادل في تغيير مهنته، التي ربما بات رزقها محدودًا، مفضلًا الاحتفاظ بمهنة أبيه؛ حتى بات مكوجي الرجل الوحيد في محافظة الإسماعيلية.
لا يزال لدى عم عادل، شيء من الماضي يفتخر به، عندما كان والده يعلمه الصنعة، فلا تزال تتردد على مسامعه حتى اليوم كلمات أبيه، تعطيه الأمل لمواصلة العمل في محله الصغير، الذي شهد لحظات ضعفه وقوته.
يواجه الرجل العجوز مشكلات في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المحل، لاسيما أن أنه يقوم بتسخين زهرة المكواة في درجة حرارة عالية ولمدة تزيد عن 15 دقيقة، لذلك لا يستطيع العمل خلال ساعات الصباح في فصل الصيف.
لم تعد الصحة تساعد عم عادل للعملات ساعات اليوم المتواصلة، فهو يقسم يومه، الذي يبدأ غالبًا في فصل الصيف الساعة 6 مساءً وحتى الثالثة فجرًا.
عم عادل أقدم مكوجي رجل
أقدم مكوجي رجل
أقدم مكوجي رجل في مصر والزميل السيد فلاح
أقدم مكوجي رجل
عم عادل يرث عشرة جنيهات عن والده تعود لعام 1960