نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، وبالتعاون مع العلاقات الثقافية الخارجية، أمسية "مصر وقبرص.. علاقات ثقافية"، بحضور السفير هومر مافروماتيس، سفير جمهورية قبرص بالقاهرة، والسفيرة مى خليل، سفير مصر السابق فى قبرص ونائب مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات غير الحكومية، والدكتور طارق رضوان رئيس قسم اللغة اليونانية بكلية اللغات والترجمة- جامعة الأزهر، والأمير أباظة، الناقد السينمائى ورئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، والفنان عمر طوسون، النحات والفنان التشكيلى المصرى، وستيفانو أرجيريو، نائب رئيس الجالية القبرصية، والدكتور بدر عبد العزيز، عميد كلية الآداب جامعة بورسعيد "عبر الفيديو"، وألكسندروس كازمياس، سكرتير عام الجالية القبرصية بالقاهرة، والمتحدث الرسمى لها، كما بدأ اللقاء بعرض فيلمين تسجيليين قصيرين عن جمهورية قبرص.
وأشار الدكتور هشام عزمى إلى أن تلك هى الليلة الثامنة عشرة من سلسلة مبادرة "الثقافة بين إيديك"، والتي دشنت منذ أشهر عشرة، ونلتقى الليلة مرة أخرى في إطار مبادرة "علاقات ثقافية"، تلك المبادرة الواعية، التي يتم التعاون فيها بين المجلس الأعلى للثقافة وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية من جهة، وهذا الأخير ووزارة الخارجية المصرية من جهة أخرى، وتلك المبادرة قد حققت نجاحات رغم قصر الفترة، فقد شهدت هذه القاعة مجموعة كبيرة من اللقاءات الثرية خلال الأشهر الماضية، بدأت باحتفالية المكسيك فى سبتمبر الماضى مرورًا بدول كثيرة، وانتهت بالمغرب الشقيقة فى الأسبوع قبل الماضى.
ورأى الدكتور هشام عزمى أن كل ندوة من تلك الندوات قد ألقت الضوء على جانب أو أكثر من العلاقات الثقافية بين مصر وتلك الدول، ربما لم تكن معروفة للبعض، أو أنها أبرزت تفاصيلها وأهميتها على العلاقات بين الدولتين، ولعل ما كشفت عنه هذه الندوات هو الدور الذي لعبته الثقافة والفنون في دعم العلاقات بين مصر وهذه الدول، بل إن العلاقات الثقافية وبروتوكولات التعاون الثقافي بين مصر وبعض تلك الدول كانت أسبق من العلاقات الدبلوماسية.
ولفت أمين المجلس الأعلى للثقافة إلى أنه لا يمكن إنكار العلاقات الثقافية بين مصر وقبرص، في جميع المجالات، وحرص مصر على آليات التعاون المشترك بين البلدين، على كافة الأصعدة، فضلاً عن الاحتفاء بالعلاقات بيننا وبين قبرص واليونان فى إطار الآليات الثلاثية التى دعت للتعاون المشترك بين الدول الثلاث في منطقة شرق المتوسط، وكذلك لمواجهة التحديات المختلفة.
وأضاف الدكتور هشام عزمى، ترتبط مصر وقبرص بعلاقات صداقة تاريخية، فمصر من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية قبرص واستقلالها وتم تبادل العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1960، الأمر الذي جعل العلاقات بين البلدين تتسم بالتميز، كما تتسم العلاقات السياسية والثقافية بين مصر وقبرص بالعمق وهو ما نتج عنه دومًا علاقات قوية، فعلى الصعيد الثقافي قد شاركت وزارة الثقافة المصرية في عدد من الفعاليات والمهرجانات الشعبية التي تقام بقبرص، وقد لاقت الفرق المختلفة نجاحًا كبيرًا، كما شارك عدد من الفنانين التشكيليين المصريين في معارض بقبرص، كما تمت استضافة قبرص في الاحتفال باليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب عام 2019، تتويجًا للتطور الذي تشهده العلاقات الثقافية بين مصر وقبرص.
ومن جانبه أعرب السفير هومر مافروماتيس، عن سعادته بهذا اللقاء، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تأتي في وقتها الصحيح، مع الاحتفاء بمرور ستين عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وقبرص، اللتين جمعهما تاريخ مشترك ومتشابه في الاحتلال الإنجليزي لكلتا الدولتين ورحلة الحصول على الاستقلال، ومركزًا على الحديث عن العلاقات الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، كما يرى أن الثقافة إحدى ثمار ذلك التعاون الثلاثي، كما أن هناك تعاونًا متميزًا بين البلدين في السياحة، فكلتا الدولتين تتميزان بمعالم سياحية مهمة، تعزز النشاط السياحي بين البلدين، وقدم في ختام كلمته بعدد من الأفكار المقترحة لتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، كإقامة مهرجانات سينمائية مشتركة.
كما تحدثت السفيرة مي خليل عن تجربتها حين كانت سفيرة في جمهورية قبرص، مشيرة إلى القرب المكاني الشديد بين البلدين، إذ إن الرحلة بين البلدين لا تزيد عن ساعة عبر الجو.
وتحدث الدكتور طارق رضوان حول العلاقات الأكاديمية المشتركة بين البلدين من خلال الجامعات المصرية والقبرصية، وقد ألف الدكتور أحمد عتمان كتابًا حول تاريخ قبرص، وتمنح جامعة قبرص عددًا من المنح الدراسية للطلبة المصريين.