كان يوم 3 يوليو 2013 هو أطول وأصعب أيام ثورة 30 يونيو، فقد سبقتها تحركات الشعب بالملايين رفضا لحكم المرشد، ومطلب إنقاذ مصر من مصير مظلم بدا فى الأفق، وتجسد فى حالات دول تعرضت لهزات وضربات ودخلت فى مصير غامض.
كان الشعب المصرى يثق فى شجاعة القوات المسلحة وانحيازها للشعب للمرة الثانية، بينما تتربص بالدولة تهديدات الإرهاب، ومساع وخطط فى الأفق، وتبدو مصر فى مواجهة واقع شديد الصعوبة ومخاوف وقلق يسكن بعض القلوب.
لقد عاش المصريون على مدى شهور تجربة جديدة عليهم، هويتهم وبلدهم مهدد، وتنظيم سرى علنى يسفر عن وجهه، ويسعى للسيطرة وتقسيم الدولة والناس طائفيا وعرقيا، ناهيك عن فشل تام فى إدارة شؤون البلد اقتصاديا وسياسيا، ورغبة فى التهام المؤسسات الدستورية والسياسية، مع رغبة موازية لتقسيم وإضعاف النواة الصلبة، وإنشاء ميليشيات خاصة موازية كانت يمكن أن تقود البلد إلى حريق.
شعر الشعب بوجود خطر يهدد أرضه وثقافته وحضارته، التى تكونت عبر آلاف السنين، وخرج ليعلن رفضه لحكم المرشد، أو رهن البلد لصالح خليفة وهمى، يومها تصورت الجماعة أنها قادرة على تخويف الشعب، وأسفرت فى الاعتصامات الإرهابية عن وجه معاد للبلد والشعب، لكن الشعب اتخذ قراره، رافضا التهديد.
وتصور التنظيم أنه قادر على تخويف الشعب، والعودة إلى ما قبل 30 يونيو، وهى تهديدات ساندتها مواقف حلفاء كبار وأموال مفتوحة، لكن الشعب اتخذ قراره، وراهن على أبنائه فى القوات المسلحة، الذين لم يخذلوه من قبل، ساندوا اختياره وحرسوا إرادته، مثلما كان فى كل مرة، يومها انحاز الجيش بقيادة المشير عبدالفتاح السيسى للشعب، وأعلن أنه «ما عاش من يهدد شعب مصر».
ومن عاصر هذه الأيام يدرك حجم التهديد القائم، وقيمة ما تحقق، والتضحيات الهائلة، والثمن الذى أعلن المصريون استعدادهم لدفعه مقابل إنقاذ وطنهم، فى مواجهة تهديدات إرهابية بحرق البلد، طوال 8 سنوات، قدم المصريون بكامل اختيارهم ثمن هذا الاختيار، وهذا الثمن لم يكن سهلا ولا بسيطا، فقد قدم المصريون أغلى ما لديهم، دماء أبنائهم، فى مواجهة إرهاب استهدف حياتهم وبيوتهم وأرزاقهم.
كان أبطال الجيش والشرطة يواجهون عدوا غير تقليدى، يحمل الكراهية والحقد مع المتفجرات والبنادق والأسلحة الثقيلة، يهاجم القوات، ويفجر ويحرق الكنائس، ويقتل المصلين فى المساجد.
وبعد فشلهم فى إرهاب الشعب، وحوكموا أمام القضاء، عادوا ليصدروا مظلومية رهانا على أن الناس يمكن أن تنسى التفجيرات والاغتيالات، والتحريض من منصات ممولة بالملايين، لكن لحسن حظنا أن الشعب لا ينسى، وأن كل أعمالهم وتصريحاتهم محفوظة على شبكات الإنترنت، وفى تحقيقات النيابة ومنصات القضاء بالصوت والصورة والبينة والقرائن والاعترافات، والشعب لا ينسى كيف حرضوا وشككوا ومارسوا كل أنواع الإرهاب والتخويف، لكن شجاعة الشعب وجيشه، هزمت كل هذا.
اليوم.. مرت الأيام الصعبة، منذ حسم الشعب اختياره، وفرض إرادته، ودفع ثمن هذا الاختيار، واثقا من نفسه ومن أبنائه الذين لم يخذلوه أبدا، صمد المصريون فى وجه الإرهاب، ولم يكتفوا فقط بهزيمة التهديد، لكنهم واصلوا الاختيار بقرار واضح، تحملوا إصلاحا اقتصاديا صعبا، تخلصوا على مدى سنوات من تهديدات للأمن القومى أقوى من الإرهاب، من الفيروس سى، ومن العشوائيات، وبنوا مدنا ومناطق صناعية واستصلحوا أراض، وواصلوا طريقهم إلى المستقبل بثقة وإرادة.
كان يوم 3 يوليو 3013، هو يوم اجتمعت فيه الشجاعة والثقة والإخلاص، واختار المصريون وطنهم، ولهذا يصر الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما على مقولة «يا مصريين حافظوا على بلدكم»، لأنه يعرف مثلما يعرف المصريون أنهم دفعوا ثمنا غاليا لإنقاذ هذا الوطن والحفاظ عليه.