أبدى الرئيس حسن روحاني، اليوم السبت، مخاوف من دخول إيران في موجة وبائية خامسة لفيروس كورونا، مرتبطة بمتحورة دلتا شديدة العدوى التي بدأت تنتشر في بلاده، خصوصا في مناطق جنوب البلاد.
وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للجنة الوطنية لمكافحة كوفيد-19 "أخشى أن نكون على مسار الموجة الخامسة في كامل البلاد".
وأضاف "في الأسابيع الماضية، أعلِن أن متحورة دلتا دخلت عبر (مناطق) الجنوب والجنوب الشرقي، ويجب أن نحرص على ألا تنتشر في البلاد"، مشددا على ضرورة "أن نكون أكثر حذرا في المحافظات الجنوبية لأن متحورة دلتا انتشرت".
وقال روحاني إن التزام المواطنين بالإرشادات الصحية لا يتجاوز 69%، وإن 92 محافظة (من أصل 451) تعاني من وضع صحي أحمر خطير.
وقال "للأسف، مقارنة مع الأسبوع الماضي، نحن نلاحظ اتجاها متزايدا في الإصابة" بالمرض.وأكد ضرورة التزام الإيرانيين بالاجراءات الوقائية خصوصا في المناطق المصنفة حمراء وإلا "سنواجه مشكلة".
وفي إقليم سيستان بلوشيستان، جنوب شرقي البلاد، أغلقت الحدود مع باكستان منذ الخميس الماضي للحد من تفشي الفيروس، بينما أعلن عن إغلاق كافة الدوائر الحكومية في الإقليم اعتبارا من اليوم السبت حتى إشعار آخر.
وحذر معين الدين سعيدي، النائب في البرلمان الإيراني عن مدينة "تشابهار" في الإقليم، من كارثة إنسانية جراء تدهور الوضع الصحي، فيما أكدت وزارة الصحة الإيرانية إرسال فرق إنقاذ سريع إلى الإقليم وذلك في ظل عدم وجود مستشفيات في عشر مدن بالإقليم حسب تقارير رسمية.
ويزداد تفشي الفيروس في عدة مدن، بما فيها العاصمة الإيرانية طهران، وتعد إيران أكثر دول الشرق الأوسط تأثرا بجائحة كوفيد-19، وهي أعلنت تسجيل أكثر من 84 ألف وفاة من أصل أكثر من 3,2 ملايين إصابة، علما بأن المسؤولين سبق أن أقروا بأن هذه الأرقام الرسمية تبقى دون الفعلية.
ووفق وزارة الصحة الإيرانية، بات الكثير من مناطق البلاد حاليا مصنفة عند المستوى "الأحمر"، وهو الأعلى وفق التصنيف الوبائي المعتمد محليا.
ويطال هذا التصنيف محافظة طهران، حيث صنّفت عشر مدن أبرزها العاصمة، عند المستوى "الأحمر". كذلك، أصبحت الكثير من المحافظات في الجنوب والجنوب الشرقي، لا سيما سيستان-بلوشتان (الحدودية مع باكستان) وكرمان وهرمزكان وفارس، "حمراء" أيضا.
ويقتضي بلوغ المستوى "الأحمر"، عدم السماح سوى بالأنشطة الاقتصادية التي تعتبر ضرورية، وتتصل بالغذاء والصحة وغيرها من الأمور الأساسية.
وكانت إيران أعلنت للمرة الأولى في 5 مايو، رصد 3 إصابات بالنسخة المتحورة الهندية من فيروس كورونا، والتي عزي إليها الارتفاع الحاد في عدد الإصابات بالهند.
وأعلنت السلطات المحلية في محافظة سيستان-بلوشستان الاسبوع الماضي، إغلاق المعابر الحدودية الثلاثة مع باكستان أمام الأفراد "حتى إشعار آخر"، مع الإبقاء على حركة البضائع، ضمن "الاجراءات الاحترازية الهادفة الى احتواء جائحة كورونا.
من جهته، شدد المتحدث باسم لجنة مكافحة كوفيد-19 علي رضا رئيسي السبت على ضرورة "الضبط الصارم" للحدود، خصوصا "في المناطق الواقعة في شرق البلاد" عند حدود باكستان وأفغانستان.
ووفق وزارة الصحة، حصل أكثر من 4,4 ملايين شخص من أصل إجمالي عدد السكان الذي يناهز 83 مليونا، جرعة واحدة من لقاح مضاد لكوفيد-19، في حين نال 1,7 مليون شخص فقط جرعتين، وذلك منذ بدء حملة تلقيح وطنية في فبراير.
وفي الأسابيع اللاحقة، شهدت أرقام كوفيد-19 تراجعا نسبيا، قبل أن تعاود الارتفاع في الآونة الأخيرة.وأعلنت وزارة الصحة في الأول من يوليو، تسجيل 14,303 إصابة خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية كانت الأعلى منذ قرابة منتصف مايو.
ومنذ بدء جائحة كوفيد-19، لم تطبق إيران إجراءات إغلاق كامل على غرار التي قامت بها الكثير من دول العالم للحد من تفشي الوباء، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية العائدة بالدرجة الأولى الى العقوبات الأمربكية.