يعد الكاتب الكبير يوسف إدريس (1927 – 1991) واحدا من مبدعى مصر الحقيقين وجانب مهم من ثروتها القومية، كان معروفا بكونه شخصية قوية وصاحبة، وصاحب تجربة كبيرة في الحياة، ولكن ماذا عن زواجه ولقائه الأول بـ رجاء الرفاعي.
يقول كتاب "غرام المبدعين.. حكايات حب العشاق المجانين) للكاتب والناقد الفني أيمن الحكيم تحت عنوان "يوسف إدريس ورجاء الرفاعي .. المرأة التى روضت الإعصار".
كنت متأكدا أن قصة زواج يوسف إدريس لا يمكن أن تكون تقليدية أو عادية ولا بد أن تشبهه فى تفرده وعبقرية جنونه هو ما ثبت عمليا بعدما سمعت بطلة القصة وهى تحكيها بتفاصيلها العجيبة، كانت رجاء الرفاعى تلميذة صغيرة فى السابعة عشر من عمرها عندما رتبت لها الأقدار هذا اللقاء العجيب مع يوسف إدريس فقد ذهبت إلى بيت شقيقتها العروس الجديدة لتساعدها فى فرش الشقة، وعندما كان العمال يحاولون إدخال ترابيزة السفرة فقد استعصى عليهم الأمر ووجدوا أنه من المستحيل دخولها بسبب ضيق الطرقة الموصلة إلى باب الشقة وكان الحل الوحيد أن يفتح لهم صاحب الشقة المقابلة بابه لخلق مساحة إضافية تسهل المرور.
ورحب الجار الشاب وفتح بابه وقلبه أيضا، إذ بمجرد أن وقعت عيناه على أخت العروسة، فإنه لم ينزلهما عنها، وشعر كأن هناك قوة خفية علوية ربطته بتلك الفتاة الصغيرة ذات الوجه الملائكى التى لم يكن يعرف حتى اسمها.
انتهت مهمة ادخال السفرة بنجاح وبدأت مهمة أخرى أكثر صعوبة فقد قرر الجار الشاب الذي لم يكن سوى يوسف إدريس أن يصل إلى تلك الصغيرة التى أحبها من أول نظرة، وبجرأة شديدة ذهب إلى جاره العريس يسأله عنها، وعرف منه أنها الأخت الصغرى لعروسة وأنها مخطوبة، ودار بينه وبين جاره أغرب حوار، قال له يوسف:
- طيب ممكن تدينى تليفونها أو تليفون أمها؟
- يا أخي بقول لك مخطوبة.
- طيب بلاش هى أو أمها.. ممكن توصلنى بحد من قرايبها؟
- ما هو صاحبك وتعرفه كويس
- ويطلع مين صاحبي ده؟
- إسماعيل الحبروك
.....
وذهب يوسف إدريس إلى صديقه إسماعيل الحبروك زوج الشقيقة الأخرى لفتاته الصغيرة، وبدون مقدمات قال له "أنا شفت أخت مراتك وعجبتنى وعايز أقابل مامتها"، وظن الحبروك أن صديقة سيتراجع فورا عندما يخبره بأنها مخطوبة، لكن يوسف قال بإصرار : عارف .. بس اسألها وشوف رأيها إيه.
وأمام هذا الإصرار العجيب طلب أن يمهله يومين ليعود إليه بالجواب النهائي..
المفاجأة الأكبر كانت في انتظار الحبروك عندما ذهب إلى بيت حماته وانتحى برجاء جانبا وهمس لها: يوسف إدريس شافك عند أختك ومعجب بيكي بس أنا قلت له إنك مخطوبة.. وفوجئ برجاء تقول له ببساطة: وأنا كمان أول ما شفته عجبني ولما رجعت قلعت الدبلة واديتها لماما وقلت لها: أنا شفت شاب النهاردة وعجبني وحاسة أنى ح أتجوزه.
واحتاج الحبروك لبعض الوقت حتى يستوعب ما يسمع فقد كان أكبر من خياله كشاعر، وسألها: طيب أخليه بييجي يكلم مامتك؟ وردت ببساطة: آه خليه ييجي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة