بعد مرور 6 أشهر على دخول الرئيس الأمريكى جو بايدن للبيت الأبيض، فإن نائبته كامالا هاريس التى سبق وحظيت بإشادات كبيرة باعتبارها أول امرأة تصل لمنصب نائى الرئيس، لا تزال تعانى لإثبات نفسها، وهو ما انعكس فى استطلاعات الرأى وأثار معه قلق الديمقراطيين.
وتقول صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن تراجع شعبية هاريس فى استطلاعات الرأى يثير قلق الديمقراطيين قبل الانتخابات النصفية المقررة العام المقبل. وذكرت الصحيفة أن هذه الاستطلاعات تشير إلى أن هاريس تحظى بشعبية أقل من الرئيس بايدن، كما أنها ارتكبت بعض العثرات التكتيكية خارج البيت الأبيض يقول الديمقراطيين أنها أظهرت أنها لم تجد اتجاهاتها بعد.
وتاريخيا، لا تتجاوز شعبية نواب الرئيس شعبية الرؤساء أنفسهم، إلا أن معدلات هاريس المتدنية لم تمض دون أن يلحظها أحد.
ففى ثلاثة استطلاعات أخيرة، بلغ معدل عدم الرضا عن أداء هارس معا نحو 46%، وفقا للمتوسط الذى جمعه موقع ريل كلير بولتكس. وهذا الرقم أكثر بثلاث نقاط من معدل بايدن فى نفس الفئة والذى بلغ 43%.
وفى استطلاع أجرته مجلة إيكونوميست و"يو جوف" فى الفترة من 24 إلى 27 يوليو، بلغ رقم هاريس السلبى 48%.
وعادة ما تكون أى زيارة يقوم بها نائب الرئيس فى موسم الانتخابات النصفية لإحدى المقاطعات الانتخابية وسيلة لجمع الحشود وكسب الانتباه للمرشحين. إلا أن أرقام هاريس فى استطلاعات الرأى تثير أسئلة حول كيفية استخدامها مع سعى الديمقراطيين للحفاظ على الإيديولوجيات البسيطة التى يملكونها الآن فى مجلسى الشيوخ والنواب.
وقال أحد المخططين الإستراتيجيين للحزب الديمقراطى إنه حتى الآن، يعتقد أن هاريس لديها الإمكانية للإضرار أكثر من النفع لهؤلاء المرشحين. وأضاف أنه يشعر أنها ستجمع على الأرجح الكثير من الأموال وربما تذهب إلى مقاطعات محددة، لكنها يجب أن تكون إستراتجية حقا بالنسبة لها. وتابع قائلا إنها ليس لديها المكانة فى الوقت الراهن للذهاب إلى الكثير من هذه المقاطعات التى يوجد بها سباق متقارب.
وحتى بعض حلفاء هاريس يتشككون فى أنها ستحظى برحلة سلسلة كمندوب قبل انتخابات التجديد النصفى العام المقبل. ويعترف أحد حلفاء نائبة الرئيس بأن لا أحد يخرج ويشيد يعملها، لأن السؤال الأول سيكون "على ماذا"، مشيرا إلى ارتكابها مجموعة من الأخطاء وأنها جعلت من نفسها قصة للخير والشر.
ورفض متحدث باسم هاريس التعليق على ذلك.
وكانت هاريس قد واجهت ردود فعل سلبية بالتحديد على قضية الحدود، وهى واحدة من مجالين، إلى جانب قضية حقوق التصويت، تشكلان معا جزءا من حقيبة سياستها.
واجتذبت هاريس الصحافة السلبية بسبب تعليقات حول محاولة طالبى اللجوء دخول الولايات المتحدة خلال رحلة لها لزيارة الحدود مع المكسيك، حيث قالت للمهاجرين "لا تأتوا إلى هنا، مما أثار انتقادات من بعض التقدميين.
وقال حليف لهاريس أنه لا يعتقد أن شخصا مثل مارك كيلى يريدها أن تكون فى أى منطقة حوله. ويخوض كيلى، السناتور الديمقراطى المعتدل، محاولة لإعادة انتخابه فى أريزونا. وقد حدد الجمهوريون الولاية باعتبارها الفرصة الأكبر لهم، نظرا للطبيعة المتأرجحة لناخبيها. وقد دخل العديد من المرشحين السباق التمهيدى الجمهورى بالفعل.
وكانت هاريس جزءا من التذكرة الفائزة فى أريزونا العام الماضى على الرغم من أن الحزب فاز بفارق بسيط نحو 10 آلاف صوت على الرئيس السابق دونالد ترامب.
ورغم أن هاريس كانت عضوا فى مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا وترشحت مؤخرا لمنصب الرئيس، إلا أن البعض يقول إنها لا تزال مبتدئة إلى حد ما على المستوى الوطنى، عند مقارنتها ببايدن، الذى يتمتع بحضور قوى بعد فترة خدمه لعقود فى واشنطن كسيناتور ثم نائبا للرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة