النفس عدو الإنسان، بل هي العدو الكثر أذية، دعك مما يذهب إليه فريق من أن الشيطان هو العدو الأول، ولكن الحقيقة أن النفس هى العدو الأول والأخطر والتى توردنا التهلكة، وتأخذ بأيدينا إلى سوء المصير.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة "ق" فى الحديث عن الإنسان ومشاكله "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"، وللعلم كانت سورة "ق" دائمًا واحدة من سور المصحف الشريف التى يلجأ إليها خطباء المساجد لما تحتويه من تحذيرات وإنذارات مختلفة، ولأنها تضع الإنسان بصورة مباشرة أمام ذاته، تكشف له عوراتها وتحاسبه على تقصيراته.
ويستوقفنى فى الآية السابقة الربط بين الفعل "وسوس" وبين "النفس"، إنه الفعل نفسه الذى يستخدم مع الشيطان الذى يوسوس لنا ويدفعنا لارتكاب الموبقات، والنفس أيضا تحدثنا دائما بما يرضينا ولا تحدثنا عما يحمينا ويقينا الشر، تحدثنا عن الطرق الملتوية للنجاة ولا تحدثنا عن الحق إلا قليلا، إنها عادة ما تزين لنا أعمالنا، وتبرر لنا تصرفاتنا.
أعتقد أن التراث الإسلامى، وربما الدينى كله، يهتم بموضوع النفس ويحذر منها، ويرى أن القدرة على ترويضها وتهذيبها هو قمة النجاح الذى يصل إليه الإنسان، وذلك انطلاقا من كون النفس هي الجانب الحيوانى في داخلنا، وأنها تملك إرادة وقادر على المناورة والمشاغبة.
ومقاومة النفس يحتاج وعيا، ويحتاج أيضا رضا من الله ورحمة منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة