إنها حقا فتاة مكافحة، تخرج من بيتها يوميا في رحلة طويلة من العمل الشاق لجنى المال للانفاق على اخواتها الـ7 وابنائها آدم وجمال، مى جمال فتاة تبلغ من العمر 23 عاما، عرفت بـ"مى السباكة"، تعمل في مهنة الأدوات الصحية وصيانتها منذ نعومة أظافرها، وهى في الثامنة من عمرها كى تساعد والدها في الانفاق على أسرتها.
وتقول "مى"، "كنت برح الشغل في الأول عادى زي أي طفلة بتشبط في باباها، وبقيت بناوله المفاتيح والعدة وبناوله قبل الناس وفجأة حس انى مهتمة بالموضوع فحاول يقعدنى من الشغل مرة واتنين وتلاتة، بس انا مرضيتش خدنى وبدأ يعلمنى الشغل لحد ما تميت 17 سنة وبدأت أنا اللى بشتغل بايدى واتعلمت منه كل حاجة وبدأت أخرج لوحدى الشغل وفى ناس بتطلبنى بالاسم".
واستكلمت، "معظم زباينى من السيدات مش من الرجالة وبيستنونى باليومين والتلاتة لما بيكون في ايدى شغل تانى، قررت انى اشتغل في السباكة لأنى بحب والدى، الحاجة التانية أنا خدت ضرب بما فيه الكفاية علشان أسيب الشغل وبرضه خدت ضرب بما فيه الكفاية علشان اتعلمه".
ونوهت، "أبويا الله يرحمه كان بيحط ايدى في الأسمنت والجبس لحد لما ينشف علشان غلط في حاجة وعلشان اتعلم، اضربت ضرب ميتحملوش راجل علشان يعلمنى، ومعرفتش ققيمة الشغل إلا لما والدى توفى وفى ناس بتشجعنى، في بنات وشباب كتير قاعدين من الشغل وبالنسبة لبنات التيك توك بالنسبة لشغلى أنا دي حاجة تشرفنى كفاية لما بروح لزبونة تيجى تقولى انتى شرف للناس كلها".
واستطردت: "انا بخرج من بيتى امسك الهيلتى واشيل رمل على راسى لحد الدور السادس علشان اخد 50 جنيه أفضل من انى اعرى لحمى على التيك توك وآخد الالاف الجنيهات، لأ انا اشقى واتعب علشان 50 جنيه ومعملش الحاجة دية وربنا يهديهم، هي عامة شغلة السباكة صعبة انا باخد تأسيس عمارات والنسب تثق فيا ومش بكون لوحدى بس انا بشتغل بايدى لسبب انى بابا الله يرحمه مكنش بيعتمد على حد غيرى".
وأضافت، "جاتلى صدمة بعد وفاة والدى، وبشتغل علشان اخواتى السبعة وولادي وبساعد جوزي في مشقة ومتاعب الحياة، وبنساعد بعض أنا وامى علشان نكفى البيت، وساعات بروح أنا عند الزبون ومعايا عيل من عيالى وبيفرحوا بكده لما اتعلمت بالضرب قولت أبويا بيكرهنى في الشغل بس اكتشفت عكس كده بعد وفاة والدى".
وأشارت، "أول مرة حطيت ايدى في البلاعة قرفت وكنت عايزة امشى ، بابا عملى حركة وقالى خدى شمى ريحة الفلوس كده ريحتها حلوة قولتله آه قالى ده من شغلك ومن ساعتها ومبقتش اقرفوبقيت، وأنا داخلة حمام أي زبون اكنى مش شامة حاجة وبسلك أكبر البلاعات وجوزى بيحترمنى وبيحترم شغلى ومبقصرش معاه في البيت، مي السباكة اللى بـ100 راجل في شغلها في البيت حاجة تانية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة