فلسفة الرعاية الاجتماعية قائمة على قيم حقوق الإنسان، فهى تكفل تنمية الإنسان عبر تلبية احتياجاته الإنتاجية والاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والثقافية وحمايته من براثن الجهل والفساد، وهذا تجلى في توجيهات القيادة السياسية الأخيرة بشأن توفير شقق للأيتام فور بلوغهم سن الرشد وخروجهم من دور الرعاية، بل التوجيه بضرورة العمل على تكافؤ الفرص التعليمية، ودعمهم نفسيا، ودمجهم في المجتمع وإيجاد وظائف لهم.
ليثلج هذا القرار قلوب المصريين جميعا، وخاصة أن هذه الفئة تعانى من مرارة اليتم، سواء في المرحلة الأولى قبل بلوغ سن الرشد، أو في المرحلة الثانية التي تعد أشد قسوة وآلاما عندما يخرجون من دور الرعاية ويواجهون الحياة ومصاعبها منفردين دون عائلة أو سند، يواجهون المجهول وهم في عمر الورود، وهم مدججون بالألم والحسرة.
فلك أن تتخيل مصير هؤلاء الأيتام، عندما يتم قذفهم خارج أسوار الحماية والرعاية دون سند، فكيف يكون حالهم وهم غير قادرين على توفير لقمة العيش أو السكن والعائلة البديلة؟ ألم يكن ذلك وضعا قاسيا يجعلهم فريسة سهلة لكل قوى الشر في عالم الجريمة والإرهاب تتلقفهم لخدمة أغراضها الخبيثة والشيطانية سواء ضد الوطن أو استغلالهم في أعمال ضد القانون، أو يتحولون هم أنفسهم إلى مجرمين محملين بالأضغان والأحقاد، فيكونوا عالة على أنفسهم وعلى مجتمعهم!
لكن، الحمد لله أدركت الدولة المصرية من منطلق توفير الحماية الاجتماعية لكل فئات المجتمع ومراعاة حقوق الإنسان في الوطن، خطورة هذه الظاهرة، واتخذت هذا القرار المهم والضرورى رغم التحديات، ليعكس حقا صدق وإرادة القيادة السياسية في خلق مستقبل مشرق لكل المصريين وخاصة الفئات المهمشة، بل دليلا قاطعا على أن ملف الحماية الاجتماعية يشهد اهتمامًا كبيرًا لدى القيادة السياسية، وحرصها على تحسين مستوى المواطنين وترجمة هذا الاهتمام فى صورة حزمة من القرارات والتشريعات على الأرض، يشهد بها القاصى والدانى، وأهمها مبادرة حياة كريمة التي ستغيير حياة 58 مليون مصرى، وهذا القرار الصائب.
وختاما، نقول، إن هذا القرار بادرة أمل في حماية الأيتام من فخ أعداء الشر من قوى الإرهاب وشياطين الجريمة، وليتأكد للعالم أجمع وخاصة المنظمات المشبوهة من دعاة حقوق الإنسان، والتى نقول لهم، أين أنتم من هذا القرار؟، أليس هذا انتصار لحقوق الإنسان؟، ألم يكن هذا القرار دعما وتطبيقا للعدالة الاجتماعية؟ وأخيرا لا نملك إلا أن نقول، "ستظل ما تفعله الدولة المصرية من إنجازات فى كافة القطاعات مفخرا لنا جميعا مهما كانت أراءكم، وبإذن الله تعالى ستبلغ هدفها بنجاح رغم كل المطبَّات والعقبات والتحديات التى يصطنعها المتربصون بها لإشغالها وإعاقتها عن تحقيق أحلامها ورفاهية شعبها..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة