شهدت دور المزادات العالمية أسبوعًا حافلًا لبيع المقتنيات الثمينة والتي يتمتع أغلبها بإرث تاريخى هام، ولعل اللوحات الفنية كانت أكثر هذه المقتنيات باهظة الثمن مبيعًا على مدار الأسبوع الماضى، ورغم استمرار التزام الناس بقيود وإجراءات الوقاية من فيروس كورونا التي تفرض التباعد وعدم المشاركة في تجمعات، إلا أن المزادات تابعت عملها عبر الإنترنت دون توقف كما هو الحال في أغلب قطاعات الأعمال.
بيع لوحة رسمها تشرشل مقابل 1.8 مليون دولار فى مزاد بنيويورك
وفى هذا الصدد، أعلنت دار مزادات فيليبس عبر موقعها الرسمى بيع لوحة زيتية رسمها رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ونستون تشرشل فى أحد المزادات الأمريكية بنيويورك مقابل 1.8 مليون دولار.
وقال الموقع إن القيمة التقديرية للوحة تراوحت بين 1.5 مليون دولار ومليونى دولار، مع العلم أنها كانت سابقا ضمن مجموعة الفن التشكيلى التابعة لرجل الأعمال اليونانى الراحل أرسطو أوناسيس، وفقا لموقع روسيا اليوم.
لوحة تشرشل
وأهمية اللوحة تتمثل فى كونها بريشة أحد أهم رجال الدولة فى القرن الـ20، وثانيها أنها كانت مملوكة لأحد أبرز الأثرياء وثالثها أنها كانت محفوظة فى أول "يخت خارق" فى التاريخ، وحسب خبراء دار المزادات، فإن اللوحة رسمها تشرشل بالزيت صيف عام 1921 وصوّرت اللوحة الزيتية غابة وخندقا بالقرب من بلدة إنجليزية صغيرة.
اللوحة الزيتية التى رسمها تشرشل عام 1921 تحمل اسم "ذى موت، بريكليس"، وتم بيعها اٌقل بكثير من لوحة أخرى لتشرشل باعتها نجمة هوليوود الأمريكية أنجلينا جولى مقابل 11.6 مليون دولار فى مزاد لدار "كريستيز" فى مارس الماضى.
واهتم تشرشل بالفن التشكيلى فى الـ40 من عمره، ورسم نحو 540 لوحة فنية، ويحفظ بعضها فى مجموعات الفن التشكيلى الخاصة والبعض الآخر منها يمتلكه أقارب تشرشل وأحفادهم.
السيارة التى كانت تمتلكها الاميرة ديانا
بيع هدية خطوبة الأميرة ديانا من تشارلز فى مزاد علنى بـ72 ألف دولار
وانتقالًا لإرث تاريخى آخر، بيعت السيارة الشهيرة التى كانت تقودها الأميرة ديانا فى كثير من الأحيان قبل ولادة الأمير ويليام بفترة وجيزة، حيث اشتراها متحف فى أمريكا الجنوبية مقابل أكثر من 52000 جنيه إسترلينى أى ما يعادل 72 ألف دولار، وبهذا المبلغ فإن السيارة قد بيعت بقيمة أعلى بنحو 30 ألف دولار عن الحد الذى كان متوقعا لبيعها خلال المناقصة.
وحصلت الأميرة ديانا على السيارة من قبل الأمير تشارلز أمير ويلز، كهدية خطوبتهما، فى مايو 1981، وذلك قبل شهرين من زواجهما، ويتميز غطاء المحرك بضفدع فضى، وهو نسخة من التميمة الأصلية التى حصلت عليها الأميرة ديانا من أختها سارة، والتى احتفظت بها ديانا عندما باعت السيارة، وفقا لما نشرته "فوكس نيوز".
وتوقفت الأميرة عن استخدام السيارة بعد فترة وجيزة من ولادة الأمير ويليام فى عام 1982 واشتراها لاحقًا تاجر تحف مقابل 6000 جنيه إسترلينى.
الضفدع على غطاء محرك السيارة
والسيارة كانت مملوكة لسيدة من المعجبين الملكيين منذ حوالى 20 عامًا، والذى قادها بشكل مقتصد دون الكشف عن تاريخها لأصدقائها، وتم بيع السيارة فى مزاد عبر الإنترنت من قبل Reeman Dansie Auctions فى ضاحية إسيكس بانجلترا، عن طريق مزايدة عبر الهاتف مقابل 52.640 جنيهًا إسترلينيًا، بما فى ذلك ضريبة القيمة المضافة وأقساط المشترى.
ومن جهته، قال لويس رابيت، من دار المزادات، إن العرض الفائز جاء من متحف فى أمريكا الجنوبية وسيتم شحن السيارة هناك، وتابع "الاهتمام كان كبيرا بالسيارة قبل المزاد ويعد بيعه لصالح متحف فى أمريكا الجنوبية دليلاً على مستوى الاهتمام العالمى بالسيارة، حيث إنها شهادة على حياة ديانا وإرثها الدائم".
ولا تزال السيارة تحمل تسجيلها الأصلى،WEV 297W ، بالإضافة إلى الطلاء الأصلى والمفروشات ، وقد قطعت 83000 ميل على مدار الساعة.
سيارة الأميرة ديانا
حق تسمية 3 حيتان نادرة فى أمريكا تقدر بـ4 ملايين دولار
وفى أحد نوادر المزادات العالمية، تخطط إدارة حوض للأحياء المائية فى ولاية كونيتيكت الأمريكية لعرض فرصة الفوز بحق تسمية 3 حيتان بيضاء من بين 5 حيتان نادرة انضمت أخيراً لقائمة الكائنات البحرية النادرة فى الحوض.
ويأمل حوض مايستك أكواريوم فى جمع نحو 4 ملايين دولار من المزاد، الذى يشمل أيضاً فرص الفوز برحلات بحرية تعليمية إلى مواقع شهيرة فى المحيط الأطلسى مع خبراء فى علوم البحار.
وتعاونت مؤسسة "Sea Research" التى تشرف على إدارة الحوض المائى مع دار للمزادات فى نيويورك لعقد المزاد فى 19 أغسطس المقبل، سعياً لتوفير التبرعات لمقابلة رعاية الحيتان وتغطية كلفة نقلهم من كندا، وفقا لموقع إنديان أكسبيرس.
الحيتان الثلاثة
وقال ستيفن كوان، المدير التنفيذى للحوض، إن عرض فرصة تسمية الحيتان النادرة يساهم فى لفت أنظار المجتمع للحيوانات المائية، ويمنح السكان شعوراً بدورهم فى الترحيب بوصول الكائنات البحرية النادرة، مؤكدا أن الحوتين الآخرين سيحصلان على اسميهما من عامة الناس من خلال مسابقات يخطط الحوض لإطلاقها بداية أغسطس المقبل.
كما كشف كوان إن هناك مبادئ توجيهية حول ما سيسمح حوض السمك بتسمية الحيتان. أسماء الشركات أو الأسماء المسيئة، على سبيل المثال، محظورة.
وأوضح كوان أن حوض الأحياء المائية سيحتاج إلى نحو 5 ملايين دولار سنوياً لتوفير الرعاية الكاملة للحيتان البيضاء ومقابلة كلفة الغذاء والرعاية البيطرية بالإضافة لكلفة الإدارة والبحوث.
وقال المسؤول إن مؤسسة Sea Research أنفقت ملايين الدولارات فى الشهر الماضى لنقل الحيتان بطائرات شحن خاصة من موطنها السابق فى شلالات نياجرا بمقاطعة أونتاريو الكندية.
الحيتان المطروح حق تسميتها فى مزاد
بيع الكود الأصلى لشبكة الويب العالمية مقابل 5.4 مليون دولار فى مزاد علنى
فيما، انتهى مزاد لدار سوثبى للمزادات، ببيع الشيفرة الأصلية لشبكة الويب العالمية فى شكل أصل غير قابل للاستبدال "NFT"، مقابل رقم ضخم وصلت قيمته إلى 5.4 مليون دولار.
الكود الأصلى سبق وكتبه تيم بيرنرز لى، وهو مخترع الشبكة العنكبوتية، ومن مواليد لندن، وحاصل على زمالة ماك آرثر عام 1998، وفقًا لما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية.
و"NFT"، هو أحد أنواع الأصول الرقمية المصممة لإظهار شخص ما يمتلك عنصرًا افتراضيًا فريدًا، مثل الصور ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت، أو حتى بطاقات التداول الرياضية.
وتقنية "NFT" تم انشاءها على الإنترنت بواسطة عالم الكمبيوتر البريطانى ومخترع الويب تيم بيرنرز لي، وهى تشتمل على ملفات أصلية مختومة، بحسب تغريدة كتبها تيم بيرنرز لى على "تويتر".
والبيع يتضمن شهادة ملكية قائمة على تقنية سلاسل الكتل "blockchain" للملفات التى تحتوى على شفرة المصدر الأصلية لشبكة الويب العالمية، وبلغ السعر النهائى 5434500 دولار.
ومن جهتها، قالت رئيسة العالمية للعلوم والثقافة الشعبية فى دار المزادات "سوثبى"، كاساندرا هاتون: "إن الرمزية والتاريخ وحقيقة أنها أتت من المبدع نفسه هو ما يجعلها ذات قيمة، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يجمعون الأشياء لهذه الأسباب بالضبط"، وأوضحت أن الرمز تم عرضه فى منتدى عام، وبدأ المزاد بسعر 1000 دولار.
بيع لوحة رسام فرنسى بأكثر من 9 ملايين دولار كانت إرثا عائليا لـ200 سنة
كذلك، بيعت لوحة منسية للرسام الفرنسى جان أونوريه فراجونارد، مقابل 7.68 مليون يورو، أى ما يعادل 9.1 مليون دولار، فى مزاد لدار "Enchères Champagne" للمزادات، وكان أنطوان بيتى، منظم المزاد فى إبيرناى شمال شرق فرنسا، تم استدعائه لتقييم إرث عائلى فى شقة، فى إبيرناى، ليكشتف لوحة "الفيلسوف يقرأ" للرسام الفرنسى جان أونوريه فراجونارد.
ورأى "بيتى"، اللوحة التى تبلغ أبعادها 45.8 سنتيمترًا، و57 سنتيمترًا، على جدار مغطى بالغبار، وقال بيتي: "اعتقدت أنها كانت جميلة"، وأضاف أنه بعد إزالة اللوحة من الجدار لفحصها عن كثب، وجد كلمة "فراجونارد" مكتوبة على ظهرها بالحبر الأسود، وذلك وفقا لموقع سى إن إن عربية.
ولم يُدرج المالكون، الذين امتلكت عائلتهم اللوحة لأجيال فى أى وصية، وقاموا بإعطاء العمل الفنى إلى بيتي، والذى أخذ اللوحة ليتم تقييمها من قبل "Cabinet Turquin"، وهى شركة لخبراء الرسم، ويقع مقرها فى باريس.
اللوحة
وأشار بيتى، إلى أن الفريق فى "Cabinet Turquin"، أكد أنها لوحة أصلية للرسام الكبير فراجونادر، وقال ستيفان بينتا، وهو من "Cabinet Tuequin": "رغم تراكم الغبار، والدهان الأصفر على القماش، تظل قوة لوحته سهلة التمييز".
وتُظهر اللوحة الزيتية ذات الشكل البيضاوى رجلاً بشعر أبيض يتكئ على كتاب، وقال بيتى، إن اللوحة تعود إلى الفترة بين عامى 1768 و1770.
فيما ذكرت شركة "Cabinet Tuequin" أن اللوحة كانت موجودة فى العائلة ذاتها منذ أكثر من 200 عام، ويبدو أنه تم التعامل معها ونقلها بشكل متقن، مضيفةً أنها فى "حالة رائعة من الحفظ".
لوحة الفيلسوف يقرأ
