محمد الدسوقى رشدى يكتب: مصر بين صورتين.. المهدَّدة فى 3 يوليو 2013 .. و المنتصرة فى 3 يوليو 2021

الأربعاء، 07 يوليو 2021 02:32 م
محمد الدسوقى رشدى يكتب: مصر بين صورتين.. المهدَّدة فى 3 يوليو 2013 .. و المنتصرة فى 3 يوليو 2021

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست مجرد تواريخ وليست مجرد صور، لكل تاريخ معنى ورسالة ولكل صورة دلالة، وما بين صورة وأخرى تستطيع أن تحصل على نتيجة تخبرك بما حدث، وما بين تاريخ وآخر يمكنك أن تستكشف ملامح المهزوم والمنتصر.
السيسى (2)
 
صورتان وبينهما مصر، وتاريخان وبينهما شعب مصر، وضع كل منهما بجوار الآخر يحفز الذهن على مقارنة تنتهى بك إلى الحصول على إجابة السؤال الأهم فى تاريخ الأوطان: أين كنا؟! وأين أصبحنا؟! أو كما نقولها بالبلدى كنا فين؟! وبقينا فين؟! 
 
هذا هو حال مصر الذى يمكن أن تكتشفه دون أى رتوش أو مبالغة إذا وضعت صورة بيان 3 يوليو 2013 بجوار صورة افتتاح قاعدة 3 يوليو العسكرية فى 2021، ستجد أمامك سيناريو واضحا لاستعادة دولة من براثن التطرف وعصابة الإخوان إلى أحضان المستقبل، انتقال دولة من مرحلة الخوف والارتباك والفوضى إلى مرحلة الاستقرار والبناء والقوة.
 
3 يوليو 2021 لم يكن يوما عاديا، ولم يكن مجرد تسجيل للحظة افتتاح مصر لقاعدة 3 يوليو العسكرية على ساحل المتوسط، ولم يكن مجرد يوم جديد تعبر فيه مصر عن قدرتها العسكرية والإدارية والسياسية والاقتصادية، ولم يكن مجرد يوم تنطق فيه الألسنة وتشاهد فيه العيون رسائل معبرة عن قوة مصر، وقوة وصلابة وتطور مؤسستها العسكرية، بل كان أكبر من ذلك بكثير، كان يوما تخبر فيه مصر العالم أنها نجت من معارك ظن الجميع أن لا نجاة منها، وانتصرت فى معارك ظن الجميع أنها مهزومة فيها لا محالة، فجاء 3 يوليو 2021 توقيتا مناسبا لإعلان مصر انتصارها برسالة واضحة تقول إن من يملك قوته يملك قرار سيادته الوطنية واستقلاله واستقراره ومستقبله.
 
فى مفهوم البحث والتحقيق العلمى والأكاديمى، ينظرون لمصطلح «المقارنة» بأنه الوسيلة الأهم لتحديد أفضلية شىء ما على الآخر، والطريقة النموذجية لرسم صورة كاملة بلا مبالغة أو شوائب، فكل مقارنة نهايتها الحقيقة.
 
لذا تبدو المقارنة بين صورتين وسيلة فعالة لاكتشاف الإجابة عن السؤال الأهم: أين كانت مصر فى 3 يوليو 2013؟، وأين أصبحت مصر فى 3 يوليو 2021؟
 
الصورة الأولى يتصدرها وزير الدفاع المصرى وقتها عبدالفتاح السيسى، وهى  تسجل اللحظة التاريخية لإعلان بيان 3 يوليو، اللحظة التى  قرر فيها الجيش المصرى الانحياز للشعب المصرى، فجاء البيان التاريخى الذى أعلن خلاص مصر من كابوس الإخوان وعصابة أولاد حسن البنا، وإعلان بدء مرحلة جديدة لإنقاذ وإعادة بناء مصر. 
 
الصورة الثانية يتصدرها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وبجواره كبار المسؤولين فى الدولة، وكبار المسؤولين من الأشقاء العرب، وعلى رأسهم الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبو ظبى، الذى حمل حفيده ليشاهد وقائع افتتاح قاعدة 3 يوليو العسكرية، وكأنه يخبر حفيده بأن المستقبل هنا فى مصر. 
 
صورة مشهد افتتاح قاعدة 3 يوليو عظمتها فى دلالتها، فهى صورة عن قوة مصر، وعن الوطن الذى استطاع أن يخرج من نفق الظلام والارتباك والتحريض والإرهاب إلى مرحلة البناء، بناء كل شىء، قدرته العسكرية والاقتصادية والاجتماعية. 
 
الفرق ما بين الصورتين 8 سنوات، يمكنك أن تختار لهما عنوان «سنوات المعجزة»، 8 سنوات تحولت وتغيرت مصر خلالها من حال إلى حال، ومن هنا تأتى أهمية التركيز مع هذين التاريخين، 3 يوليو 2013 لحظة بيان الخلاص من الإخوان، و3 يوليو 2021 لحظة افتتاح قاعدة 3 يوليو العسكرية، لأن ما بين اليومين 8 سنوات داخلها الإجابة عن أهم سؤال فى تاريخ مصر الحديثة.. كنا فينا وبقينا فين؟ 
 
مصر التى كانت غارقة فى الفوضى ومصيرها مجهول فى يد جماعة إرهابية، لا تمانع فى أن تبيعها قطعة قطعة لضمان البقاء الأبدى، الإرهاب الذى كان يهددها فى كل مكان، والاقتصاد الذى كانت التقارير الدولية تصفه بالخراب، مصر التى ضاع دورها وفقدت هيبتها وتاهت مكانتها وتوترت علاقاتها مع أغلب الدول العربية والأوروبية والأفريقية، خاضت هذه المعركة الشاقة والصعبة فى 8 سنوات حتى وصلت إلى مصر التى شاهدناها فى افتتاح قاعدة 3 يوليو العسكرية، دولة قوية وآمنة ومستقرة لا تتوقف عن تطوير قدراتها العسكرية، تحتضن العواصم العربية والأفريقية وتسترد هيبتها وتستعيد مكانتها ودورها كمفتاح حل أزمات المنطقة، دولة تمارس هوايتها فى البناء تحت القصف، تمد يدها للبناء والتعمير فى كل المجالات، بينما المنطقة من حولها مشتعلة، ودول تصارع من أجل البقاء.
 
الفرق بين الصورتين، هو الفرق بين مصر التى  فى 3 يوليو 2013، حيث كانت المؤسسات والصحف العالمية تنشر تقارير عن خرابها الاقتصادى، ومصر التى فى قاعدة 3 يوليو العسكرية، التى تكتب كل المؤسسات الدولية عن استقرار وضعها الاقتصادى وتشيد ببرامجها الإصلاحية وتمنحها مؤشرات إيجابية، وتنبهر بقدرة اقتصادها على التماسك وقدرة مؤسساتها على مواصلة البناء وافتتاح المشروعات، رغم ظروف كورونا الصعبة التى ضربت العالم كله وتسببت فى شلل أكبر الدول.
السيسى (1)
 
الفرق بين التاريخين، هو الفرق بين مصر التى كانت فى 3 يوليو 2013 تشاهد القائد عبدالفتاح السيسى وهو يلقى بيان الانحياز للشعب والخلاص من الإخوان، والعالم يراقب بترقب وحذر ويكتب تقارير عن حرب أهلية منتظرة، وبعض الدول والمنظمات تمارس دورها فى التحريض ضد ثورة 30 يونيو، وكثير من التيارات والجماعات تشكك فى أن القاهرة قادرة على العبور من هذا النفق، والأصوات الإرهابية تعلو بتهديد الشعب بالخراب والتفجيرات والسيارات المفخخة، ثم تمر 8 سنوات ويظهر الفرق فى قاعدة 3 يوليو العسكرية فى 2021، والقائد عبدالفتاح السيسى يجنى ثمار بيان 3 يوليو 2013، ومصر آمنة ومستقرة وقوية ومنتصرة والعالم كله يعترف بدورها الإقليمى والدولى وقوتها العسكرية، ويشيد بقدرتها على الخروج من النفق المظلم، الذين ظنوا من قبل أنها غير قادرة على عبوره.
 
الفرق بين الصورتين، هو الفرق بين مصر التى كانت فى 2013، دستورها معطل وتدعو وتستعد لانتخابات رئاسية مبكرة وتبحث تشكيل حكومة قوية وتضع ميثاق شرف إعلاميا هدفه مصلحة الوطن العليا، وتعد فى بيان 3 يوليو 2013 أنها ستتخذ إجراءات لتمكين الشباب.. ومصر التى فى صورة مشهد افتتاح قاعدة 3 يوليو العسكرية سنة 2021، وهى محققة كل الإنجازات التى كانت مجرد أحلام قبل 8 سنوات، تمتلك دستورا قويا، وحياة نيابية سليمة، وحكومة قوية، وإعلاما يقدم مصلحة الوطن قبل كل شىء، ومؤسسات راسخة تنفذ وعدها لأول مرة بتمكين حقيقى للشباب والمرأة. 
 
الفرق بين التاريخين، 3 يوليو 2013 و3 يوليو 2021.. هو الفرق بين صرخات الإخوان التى كانت تملأ الأجواء وتهدد بحرق البلد كاملة، وتصريحات أهل الشر التى كانت تحرض ضد مصر فى كل المنصات الدولية، وما بين تلك الصرخة الواثقة التى أطلقها العميد أركان حرب ياسر وهبة، فى افتتاح قاعدة 3 يوليو، قائلا: «لسنا دُعاة حروب أو صراعات، لكن إذا فُرض علينا القتال فنحن أهله، ودروس التاريخ تؤكد للقاصى والدانى أن مصر وإن طال صبرها لا يمكن أن تفرط بحق من حقوقها».
 
الفرق بين الصورتين، إن مصر التى فى 2013 كانت دولة خائفة ومرتبكة وتعانى من تدهور اقتصادى وتحكمها عصابة تحت ستار الدين، وتخسر هيبتها ودورها وقوتها فى المنطقة وشعبها غرقان فى الظلام سواء ظلام الفكر أو ظلام انقطاع الكهرباء وخراب العشوائيات، أما مصر التى فى 2021 هى الدولة التى خاضت رحلة خطيرة ومعارك صعبة خلال 8 سنوات، ولم تترك معركة إلا وقد انتصرت فيها، وأصبحت أكثر قوة واستقرارا، يحكمها أهل الإخلاص من أولادها،  ويفرضون إرادتهم على الجميع ويحققون مبدأ السيادة الوطنية الكاملة على أرضها وقرارها ويعالجون مشاكلها من جذورها، بعيدا عن لعبة المسكنات، فلم تعد تعانى من عجز فى الطاقة أو الإسكان أو الصحة  أو الغذاء، بل حققت اكتفاءها الذاتى وأكثر.
 
هذا هو الفرق، وتلك هى المقارنة التى تصل بنا إلى صورة كاملة تجيب عن السؤال الأهم: كنا فين وبقينا فين؟، كنا دولة مستضعفة تهددها عصابة الإخوان بالإرهاب والسيارات المفخخة، وأصبحنا دولة تفاخر العالم بقدرتها العسكرية واستقرارها واستقلال قرارها، هذا هو الفرق بين مصر التى كانت تحلم بالمستقبل فى 3 يوليو 2013 وتقرأ بيان خلاصها من الإخوان، بينما الكل يجزم أنها لن تعبر الأزمة، ومصر التى حققت مستقبلها فى 3 يوليو 2021 وانتصرت وربحت التحدى، ولم تكتف بعبور الأزمة، ولكن حفرت لها قبرا ودفنت فيها الأزمة بصحبة أهل التحريض والتشكيك.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة