تواصل الهيئة الإنجيلية دورها في خدمة المجتمع عبر منتدى حوار الثقافات حيث أطلقت اليوم الثلاثاء، مؤتمر دور الدين فى دعم العيش المشترك، وذلك بمشاركة عدد من قادة الفكر ووسائل الإعلام المختلفة، ومشاركين من الأزهر الشريف والكنيسة ونواب، ووزير الأوقاف.
وبدأ المؤتمر اليوم بجلستين، الأولى تدور حول الفقة والتفسير ودعم العيش المشترك بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور أندرية زكى رئيس الطائفة الإنجيلية ويديرها الكاتب الصحفى محمود مسلم رئيس تحرير جريدة الوطن.
وصول المشاركين فى المؤتمر
رئيس إعلام مجلس الشيوخ
فى بداية الجلسة الأولى من المؤتمر، أكد الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الإعلام في مجلس الشيوخ ورئيس تحرير جريدة الوطن، أن العيش المشترك في مصر هو الأصل وليس الاستثناء، فالوعي العام لدى المصريين تغلب على كل أحداث الفتنة الطائفية التي مرت بها مصر، مؤكدا أن الفترة من العام 2011 حتى 2013، ضرب المصريون نموذج حقيقي في العيش المشترك، فقد تصدى المسلمون لحرائق الكنائس، وكانوا خير معين لإخوانهم المسيحيين وتصدوا سويا لإرهاب الإخوان.
الدكتور محمود مسلم
وأوضح محمود مسلم رئيس تحرير جريدة الوطن، أن مؤتمرات دعم العيش المشترك هامة جدا ومؤثرة في نشر الوعي العام ولها دور كبير في تعميق ثقافة الحوار، مؤكدًا أن الفترة الراهنة تشهد أزهي أوقات العيش المشترك، وأن شعب مصر سيظل نسيج واحد.
وزير الأوقاف : شعب مصر نسيج واحد
وقال الدكتور محمد مختار جمعة إن شعب مصر مندمج ومتجاور، ونسيج واحد، مؤكداً أن الأديان بها سماحة كبيرة جداً لقبول الآخر والعيش المشترك، ثقافة التسامح وصحيح الأديان يجب أن تسود الثقافة الشعبية، وتدخل إلى كل البيوت المصرية.
الدكتور محمد مختار جمعة
وأوضح وزير الأوقاف على هامش المشاركة في مؤتمر دور الدين في دعم العيش المشترك، أن هناك خطة لعودة القوافل الدعوية مع تراجع حدة جائحة كورونا وعودة الأمور إلى نصابها مرة أخرى، لافتا إلى أن هناك برنامج كبير تقوده الوزارة وهو الإمام المفكر، الذى يعتمد على تطوير قدرات علماء وزارة الأوقاف، وصقل مهاراتهم بصورة يمكن من خلالها نشر الوعى.
وأشار الوزير إلى أن برنامج الإمام المفكر هدفه التحول من التلقي لبرامج التجديد، إلى صناعة التجديد، وصناعة قادة الرأي العام الديني الوسطى، وهو برنامج شديد التقدم، وهناك جهد ضخم لاختيار من يلتحق بهذا البرنامج، وسوف يستكمل خلال الفترة المقبلة.
وكشف الوزير إلى أن وزارة الأوقاف أنتجت كتابا بعنوان حماية الكنائس، ثم تم تطويره إلى حماية دور العبادة، مؤكدا أن الدولة رممت المعبد اليهودي بالإسكندرية، على الرغم من عدم وجود شعائر به، انطلاقا من فكرة حماية دور العبادة، واحترام معتقدات واديان الآخرين، واحترام ما يريده الآخرون.
وتابع الوزير أن التقدم العلمى والاقتصادى مؤشر حقيقى لقوة الأمم، الذى يدعم تأثيرها وقوتها بين الأمم، مؤكداً أن الأديان تدعو إلى التطور والعلم والأخذ بالأسباب، والتحرك نحو الأفضل، ولا يمكن لأمة أن تحقق صحوة دون أن تصنع غذائها وكسائها ودوائها وسلاحها.
وأوضح أن الوزارة أنتجت عشرات الكتب، التى تدعم الوسطية ونشر الوعى وتصحيح الأفكار المغلوطة، موضحاً أن هناك كتاب جديد بصدد توزيعه عن مكانة المرأة، التى تمثل نصف المجتمع وتتحمل الكثير من أجل نهضة المجتمع وقوته.
اللقاء
وكشف الوزير أن الدولة تتصدر المشهد في برامج الحماية الاجتماعية للمواطنين الفقراء والبسطاء وتعطي أولوية لهذه الفئة، ولم يعد الامر كما كان سابقاً، حيث كان الدور محسور في عدد من الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني، بينما الآن، تتحمل الدولة المسئولية كاملة، مؤكدًا أن هيئة الأوقاف أنفقت العام الماضي حوالي 1.7مليار جنيه على باب البر فقط، بعدما كان المبلغ المخصص 20 مليون جنيه فقط.
مضيفا، أن الأصل في المجتمع المصري هو العيش المشترك، لافتًا إلى أن علو صوت بعض الجماعات المتطرفة خلال بعض الفترات يعد استثناءً.
وتابع خلال مؤتمر دور الدين في دعم التعايش المشترك الذي عقدته الهيئة القبطية الإنجيلية بأحد الفنادق، صباح أمس، أن الوطن لجميع أبنائه، مشيرًا إلى أنه على مدار التاريخ لن تجد أزمات طائفية على مستوى النخبة، داعيًا إلى ضرورة تحول مفاهيم التسامح، والتعايش المشترك من مستوى النخبة إلى مستوى الشارع.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن ثمة مبادرات تجري في هذا الشأن من بينها مبادرة الواعظات، والراهبات، معربًا عن تقديره للمجلس القومي للمرأة نظير دعمه في هذا الشأن، مؤكدًا أن ما تقوم به الدولة تجاه الفقراء لإقامة حياة كريمة من صميم المواطنة.
ولفت إلى أن ثمة طفرة جرت النهوض بمستوى التثقيف الإسلامي، والمسيحي، مؤكدًا أن التحديات القائمة، وأن القناعات الحقيقية هي السبيل لترسيخ التسامح.
واستطرد: بعض الناس منفذ لقيادات المؤسسات، لكننا نريد أن يتحول الدعاة، والواعظات إلى صناعة التجديد، والتعايش، ونريد أيضًا صناعة قادة للرأي العام الديني الوسطي.
وأوضح أن بناء برنامج ضخم يشمل إلى جانب الثقافة الأصيلة دراسة علم النفس، والاجتماع، وغيرها، معرجًا إلى أن هذا الجهد جاء على إثر جهد سنوات، منذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتجديد الخطاب الديني.
وعدد وزير الأوقاف الإصدارات التي أنتجها برنامج التعايش المشترك منذ بدايته، مبتدئًا بـ"حماية الكنائس"، والذي تطور حسب قوله إلى حماية دور العبادة واحترام معتقدات الآخرين.
وكشف الوزير إلى أن وزارة الأوقاف أنتجت كتابا بعنوان حماية الكنائس، ثم تم تطويره إلى حماية دور العبادة، مؤكدا أن الدولة رممت المعبد اليهودي بالإسكندرية، على الرغم من عدم وجود شعائر به، انطلاقا من فكرة حماية دور العبادة، واحترام معتقدات واديان الآخرين، واحترام ما يريده الآخرون.
وتابع الوزير أن التقدم العلمى والاقتصادى مؤشر حقيقى لقوة الأمم، الذى يدعم تأثيرها وقوتها بين الأمم، مؤكداً أن الأديان تدعو إلى التطور والعلم والأخذ بالأسباب، والتحرك نحو الأفضل، ولا يمكن لأمة أن تحقق صحوة دون أن تصنع غذائها وكسائها ودوائها وسلاحها.
وأوضح أن الوزارة أنتجت عشرات الكتب، التى تدعم الوسطية ونشر الوعى وتصحيح الأفكار المغلوطة، موضحاً أن هناك كتاب جديد بصدد توزيعه عن مكانة المرأة، التى تمثل نصف المجتمع وتتحمل الكثير من أجل نهضة المجتمع وقوته.
رئيس الطائفة الإنجيلية: مصر مكان للجميع
قال القس الدكتور أندرية زكي، رئيس الطائفة الانجيلية، إن العيش المشترك قضية حقيقية، وهناك نموذج هام جداً لهذا العيش في مصر، موضحا أن حدود الحرية هي احترام الآخر، وهي أحد أهم قواعد العيش المشترك وحق الاختلاف والمواطنة تؤكد هذا.
وأوضح القس أندريه زكي، خلال مؤتمر دور الدين فى دعم العيش المشترك، أن اختطاف النصوص الدينية قضية خطيرة جدا، يجب أن نفهمها جميعا، موضحاً أن البعض يساوي التفسير بالنص وهذا ليس صحيحا، فهناك دائما سماحة في النص بينما هناك جمود في التفسير.
ولفت أندرية زكى أن البعض يعطي التفسير أهمية أكبر من النص، بينما لا يوجد قراءة واحدة صحيحة، فالكل ظروفه التي تضع ملامح للقراءات المتعددة، موضحا أن التطرف الديني يبدأ عندما يحاول البعض أن يحاول وضع قراءة وحيدة للنص، في حين أن الفهم متعدد ويحتمل التأويل دائما، وهناك تشابه كبير بين المسلمين والمسيحيين في التعامل مع النصوص المقدسة.
الدكتور أندرية زكى
وأشار زكي إلى أن الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني هامة جدا، إلا أن المشكلة في أن معتقدات الناس مهمة ولا تتغير بسهولة أو بسرعة، مؤكدًا أن هناك رغبة صادقة في دعم العيش المشترك وقبول الآخر والتعددية، ويوجد مكان للجميع وهذا ما يشير إليه الرئيس السيسى دائما.
دور الدين في دعم العيش المشترك" الذى ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية بحضور الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، ونيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي - أن العيش المشترك قضية هامة وأنه لدينا نموذج حقيقي للعيش المشترك يجب أن ننتبه عليه، فهو ليس فقط يعنى ما نتفق عليه ولكن أن نحترم ما نختلف عليه.
وتابع قائلا، إن حدود الحرية هى احترام الآخر وقبول الإختلاف، وأن المواطنة تؤدى هذا الأمر بشكل كبير، موضحا أنه لا يجوز اختطاف النص الدينى من سياقه، والنص مقدس ولكن قراءة النص تحتمل أكثر من رأى، وأنه لا يوجد قراءة شرعية وحيدة للنص ، فالبعض يدعى أن قراءاته هى فقط الصحيحة.
وتابع قائلا، إن تجديد الخطاب الدينى تحتاج إلى مزيد من الوقت يتم خلاله إعادة تشكيل الوعى وقبول أفكار الآخر واحترامها.
المؤتمر
منتدى حوار الثقافات
جانب من المؤتمر