مع أول انطلاقة لفعاليات منافسات أولمبياد طوكيو، وخسارة بعض اللاعبين المصريين فى عدد من اللعبات وخروجهم من المنافسة مبكرا، سن المتربصون من كتائب التشكيك والتسخيف وخبراء القلوووظ، الذين منحوا أنفسهم الحق الحصرى للفهم، سكاكينهم، وأجهزوا على البعثة المصرية، تريقة وتسفيه وتسخيف وتشكيك.
ظاهرة التشكيك والتسخيف، على مواقع التواصل الاجتماعى، تنقسم إلى ثلاثة أنواع، كل نوع منها يضم فريقا متسقا ومحدد الأهداف:
النوع الأول، عبارة عن كتائب تشكيك، يقف وراءها جماعات وتنظيمات، مسخرة ذباب إلكترونى على السوشيال ميديا، يعمل ليل نهار على التشكيك فى كل مؤسسات الدولة، وقرارتها وإنجازاتها، مستخدمين نظرية «الدوشة تقنن أوضاع»، فتجد حالة من حالات الزخم فى توجيه سهام الشك فى قرار أو مشروع أو نجاح تحققه الحكومة بشكل عام، أو مؤسسة من مؤسساتها المختلفة.
النوع الثانى، خبراء القلوووظ من الذين منحوا أنفسهم كل الحقوق الحصرية فى فهم كل شىء، يتحدثون فى الفيزياء والكيمياء والطب والهندسة والفلك وعلوم البحار والعلوم العسكرية والعلوم الشرعية والقانون والسياسة والاقتصاد والفن والرياضة وعلم النفس والفلسفة والمنطق والرسم والشعر والأدب والإعلام، بجانب قراءة الفنجان ووشوشة الودع، وربما يفتى البعض منهم بأنه يجيد لغات الطير والتحدث مع النمل، لذلك يصدرون فتاوى فى كل شىء، فإذا عقدت مصر اتفاقية لاستيراد أسلحة، تجدهم يقفزون من أماكنهم ويملأون الدنيا ضجيجا، عن جدوى التسليح، وقيمة طائرات الراڤال، وما الحاجة فى شراء غواصات، والميسترال، رغم الحاجة الملحة التى أظهرتها اكتشافات الغاز فى شرق المتوسط، التى تتطلب أن يكون لدى مصر قوة بحرية قادرة على حماية ثروات المصريين فى البحر، وأن تردع كل محاولات التهديد.
النوع الثالث، المتأثرون لا إرادى بالبوستات على فيس بوك، والتويتات على تويتر، والفيديوهات على يوتيوب وتيك توك، دون التأكد من حقيقة ما يتضمنه البوست أو التويتة، أو الفيديو، والتعامل معها باعتبارها حقائق مؤكدة، فيزيدون من انتشار وترويج الشائعات، ثم سرعان ما يكتشفون كذب وزيف كل ما تضمنته البوستات والتويتات والفيديوهات، ولكن سرعان ما يعيدون الكرة.
وجدنا هذه الأنواع الثلاثة، يدشنون حملات التشكيك والتسخيف من أبطالنا المشاركين فى أولمبياد طوكيو، فى بداية انطلاق اللعبات المختلفة، وفشل بعض اللاعبين فى تحقيق أى مركز متقدم، وكانت الحملات سخيفة، ومدعية، رغم خروج المسؤولين باللجنة الأولمبية المصرية، يؤكدون أن الحكم متسرع، وحملات الهجوم والتشكيك والتسخيف غير المبررة، إلا أن هؤلاء القابعون خلف الكيبورد، يقذفون بآراء بائسة وجاهلة على مواقع التواصل الاجتماعى.
وبمرور الوقت، ووسط حملات التشكيك المخيفة، جاء الرد من الأبطال، وحققوا انتصارات تاريخية لم تتحقق من قبل، وفازوا بنصف دستة ميداليات متنوعة، ما بين الذهب والفضة والبرونز، وكانوا حديث العالم، وعُزف السلام الوطنى، ورُفع علم مصر 6 مرات على منصات التتويج.
الميداليات الست كشفت بوضوح شديد جهل وبؤس مدعى الفهم، وكتائب التشكيك والمتعاطفين المتأثرين لا إراديا، وأن كل من دشن حملات للنيل من أبطالنا فى طوكيو، كانت واهية، وتفتقد أدنى معايير التقييم والفهم والعلم، لذلك يجب على كل شخص سوى ألا يسلم عقله لكاتب بوست أو تويتة، وأن يتعامل بكثير من الحيطة والتدقيق والتحقق، فما يُدون على مواقع التواصل الاجتماعى معظمه كذب وشائعات مغلفة بجهل عميق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة