حياة المصريين.. عصر الرعامسة زمن الإمبراطورية المصرية

الأربعاء، 11 أغسطس 2021 03:00 م
حياة المصريين.. عصر الرعامسة زمن الإمبراطورية المصرية موسوعة مصر القديمة الجزء السادس
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل قراءة حياة المصريين من خلال مجد أجدادهم القدماء، ونلقى الضوء على موسوعة مصر القديمة لعام المصريات الشهير سليم حسن، ونتوقف اليوم مع الجزء السادس والذى يأتى بعنوان "عصر رعمسيس الثانى وقيام الإمبراطورية الثانية".
 
ويقول سليم حسن فى تمهيد الجزء السادس:
كانت نهاية الأسرة الثامنة عشرة، وهى آخر مرحلة وصلنا إليها فى الجزء السالف، فاتحة عصر جديد فى تاريخ مصر وسياستها فى الداخل وفى الخارج، وهو عصر قيام الإمبراطورية الثانية على يد سلسلة من الفراعنة الأماجد.
 
فقد قضى "حور محب" على النظام الدينى الذى اصطفاه "إخناتون"، وكان يُعد فى جوهره وثبة قوية نحو عقيدة التوحيد الحقة، فرجعت البلاد ثانية إلى ديانتها التقليدية العتيقة التى ارتضتها لنفسها منذ فجر التاريخ، قاد هذه الحركة الرجعية "حور محب" آخر ملوك هذه الأسرة، فأعاد الأمور إلى نصابها، وسنَّ من القوانين الرادعة ما ضرب به على أيدى العابثين، فاستقرَّ الأمن بعد أن اختلَّت موازينه فى البلاد.
 
موسوعة مصر
موسوعة مصر
 
ولقد أراد أن يرأب صدع إمبراطوريته من الخارج، وأن يعيد إليها أملاكها الضائعة، لكن الموت أسرع إلى اختطافه؛ فمات قبل أن يحقق ما كان يعتلج بين جوانحه من آمال.
 
وقد خلفه على العرش قائده ووزيره الأكبر وولى عهده الذى أحسن تدريبه قبل وفاته على سياسة الملك، ونعنى به "رعمسيس الأول"، وقد أنجب سلسلة من الفراعنة العظام لا ينتسبون من بعيد أو قريب إلى فراعنة الأسرة الثامنة عشرة الذين دبَّت فى أجسامهم عقارب الترف، ودلف إلى نفوسهم الوهن، وانحلال الأخلاق؛ فطواهم الدهر، وذرتهم أعاصير الفناء.
 
نبتت أسرة "رعمسيس" فى مقاطعة "ستوريت" فى شمال "الدلتا"، ولقد خلف "رعمسيس" على العرش ملكان يعدان من أمجد الفراعنة الذين وُلوا أمر الكنانة، وهما: "سيتى الأول"، وابنه "رعمسيس الثانى"، وهما المحور الذى يدور حوله بحثنا فى هذا الجزء من الكتاب.
 
ولقد تمت فى عهد هذه الأسرة أعمال عظيمة ميزتها فى التاريخ المصرى على الرغم من قِصر عهد ملوكها، ويبتدئ عهدها فى نحو سنة عشرين وثلاثمائة وألف قبل الميلاد، ويعتبر هذا العهد تجديدًا فى الدم الملكى المصرى، فهذه الأسرة العريقة التى وضعت حدًّا للتناحر حول سرير الملك، وتربعت على عرش "حور"، تنتمى إلى شمال "الدلتا"، ونُسلت من أصول كانت فى خدمة الإله "ست" إلههم المحلي، ذى السمعة السيئة فى سائر البلاد الذى قتل أخاه "أوزير" صاحب الخلق الرفيع، والسمات الفاضلة.
 
وما عهدنا من قبل أن تجيء فراعين البلاد من هذه الطريق، بل كانوا ينحدرون من أصل "منفى"، أو من أرومة "طيبة"، أو يترعرعون فى مقاطعات مصر الوسطى بين "قفط" و"الفيوم".
 
وأول من قام بأعباء الحكم فى هذه الأسرة الجديدة ، كما نعلم، رجل حنكته تجارب السنون، وصهرت أخلاقه الأحداث الجسام التى انصبت على البلاد فى عهد الانتقال؛ ذلكم هو "رعمسيس الأول" الذى كان أول حياته قائدًا ووزيرًا للفرعون "حور محب"، واعتلى عرش الملك بعد وفاة سيده مباشرة، وقد سار بالبلاد قدمًا فى طريق الإصلاح على النهج الذى رسمه له "حور محب"، فكان أول ما وجه إليه عنايته إعلاء شأن الإله "آمون" بمشايعة كهنته ومؤازرتهم، والعمل على رد سلطانهم، فأسس قاعة العمد العظيمة بالكرنك التى تعد نسيجًا وحدها بين المبانى الدينية التى خلفها لنا الفراعنة، وقد غلبت الزمن، وبقيت حتى الآن ثابتة فى مكانها برهانًا بيِّنًا على النهضة الجديدة التى قام بها فراعنة هذه الأسرة الأماجد، غير أن القدر المحتوم لم يطل فى عمر "رعمسيس الأول" ليتم هذه القاعة الفخمة، وليسير قدمًا بالبلاد نحو تحقيق أغراضها؛ إذ كان قد تولى الحكم وهو فى شيخوخته، ولكنه مع ذلك كان قد أعد للأمر عدته، فأشرك معه فى حكمه القصير ابنه "سيتى الأول" الذى كان آنذاك مكتمل الرجولة فى الحلقة الرابعة من عمره أو يزيد، ولا نزاع فى أنه قد حضر الدور الهام الذى لعبه "حور محب" فى العمل على إعادة بنيان الإمبراطورية التى كانت قد تداعت وذهب ريحها، فرأى نُظم الإصلاح التى سنها لإعادة الأمن فى الداخل، كما لمس السياسة التى انتهجها ليرد إلى مصر اعتبارها وهيبتها فى الخارج. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة