فى "اليوم العالمى للشباب".. كيف نجحت الدولة فى تمكينهم سياسيا؟.. أطلقت البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب وإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب.. تمثيل غير مسبوق بالبرلمان والمناصب القيادية.. و"التنسيقية" تجربة رائدة

الخميس، 12 أغسطس 2021 04:00 م
فى "اليوم العالمى للشباب".. كيف نجحت الدولة فى تمكينهم سياسيا؟.. أطلقت البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب وإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب.. تمثيل غير مسبوق بالبرلمان والمناصب القيادية.. و"التنسيقية" تجربة رائدة اليوم العالمى للشباب
كتب عبد اللطيف صبح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل العالم اليوم الخميس الموافق 12 أغسطس باليوم العالمى للشباب، وتحل تلك المناسبة هذا العام بعد أن أضفت الدولة المصرية حماية واهتماماً خاصاً بتمكين ورعاية الشباب في الوثيقة الدستورية 2014، حيث نص الباب الثالث من الدستور المصرى (الخاص بالحقوق والحريات والواجبات العامة)، فى المادة 82 على أن: "تكفل الدولة رعاية الشباب والنشئ، وتعمل على اكتشاف مواهبهم، وتنمية قدراتهم الثقافية والعلمية والنفسية والبدنية والإبداعية، وتشجيعهم على العمل الجماعي والتطوعى، وتمكينهم من المشاركة فى الحياة العامة".

 

وفى الفصل الثانى المتعلق بالسلطة التنفيذية، فرع الإدارة المحلية، نصت المادة 180 من الدستور على أن: "تنتخب كل وحدة محلية مجلساً بالاقتراع العام السرى المباشر، لمدة أربع سنوات، ويُشترط فى المترشح ألا يقل سنه عن إحدى وعشرين سنة ميلادية، وينظم القانون شروط الترشح الأخرى، وإجراءات الانتخاب، على أن يُخصص ربع عدد المقاعد للشباب دون سن خمس وثلاثين سنة، وربع العدد للمرأة، على ألا تقل نسبة تمثيل العمال والفلاحين عن خمسين بالمائة من إجمالى عدد المقاعد، وأن تتضمن تلك النسبة تمثيلاً مناسباً للمسيحيين وذوى الإعاقة".

 

وتعتبر "المشاركة السياسية" إحدى أهم الركائز الأساسية التى تقوم عليها الديمقراطية، وتقوم الدولة بمساعدة الشباب على القيام بدور سياسى فعال، لاسيما بعد نجاحهم فى تحريك دفة الحياة السياسية بعد ثورتى 25 يناير  و30 يونيو، حيث أسهم الشباب بدور كبير في نجاحهما وضحوا بأرواحهم من أجل تحقيق أهدافهما، وهو ما دفعهم فيما بعد إلى المشاركة الفعالة فى الحياة السياسية.

ولم تتوقف مناشدات الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ قدومه رئيسًا للبلاد، بضرورة تمكين الشباب وتدريبه وتأهيله للقيادة فى دولة يشكل فيها الشباب السواد الأعظم من عدد سكانها، وفى كل مناسبة تتجدد المطالبة بضرورة ضخ دماء جديدة فى شرايين الجهاز الإدارى للدولة، وأيضا تمكين الشباب السياسى وإتاحة المناخ المناسب لتنمية الحياة السياسية، وشهدت السنوات الماضية عدة تجارب لتمكين الشباب سياسياً وإدارياً بداية من الدستور الذى أتاح نسبة للشباب فى الانتخابات البرلمانية والمحلية وتعيينات المحافظين ونوابهم.

 

وحصل الشباب المصرى على فرصة تاريخية فى تشكيل البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، حيث يشهد المجلسين تمثيلا غير مسبوقا للشباب سواء من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أو برنامج التأهيل الرئاسى او من الأحزاب المختلفة.

 

وفى إطار توجه الدولة نحو تمكين الشباب بالمناصب القيادية تضمنت حركة المحافظين ونوابهم عام 2019، اختيار 23 نائبا للمحافظين الجُدد كُلهم من الشباب أغلبهم من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، و2 محافظين من الشباب، ما يؤكد أن توجه الدولة هذه المرة نحو تمكين الشباب بعد تأهيلهم بشكل مناسب يسمح لهم بتولى بعض المناصب القيادية، وليس مجرد شعارات بالتمكين، أو حتى تمكين غير مبنى على التأهيل.

 

وتضمنت حركة المحافظين 2019 أكبر تمثيل فعلى للشباب، ضمت (39) قيادة جديدة ما بين محافظ ونائب للمحافظ، من بينهم (60%) من الشباب، حيث ضمت اختيار (16) محافظا، و(23) نائبا، وجاء عدد الشباب (25) قيادة، منها (2) من المحافظين، و (23) نائباً للمحافظين جميعهم من فئة الشباب.

تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

وبرغم إعلان الدولة التوجه لتمكين الشباب إلا أن المساعى لم تتوقف خاصة من الشباب السياسى الذى أعلن عن تدشين مبادرة تجمع الشباب الحزبى والمستقل تحت مظلة تنسيقية سياسية لتقديم نموذج للحوار القائم علي الأهداف والرؤى المشتركة من أجل تنمية الحياة السياسية وتقديم مشروع وطني يجمع كل الأطياف.

 

قدمت التنسيقية للحياة السياسية المصرية 16 نائبا بمجلس الشيوخ، و32 نائبا بمجلس النواب، و6 نواب للمحافظين، و6 أعضاء باللجان النوعية بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وعضو بالهيئة الوطنية للصحافة، و7 أعضاء فى تشكيل الجمعيات العمومية لعدد من المؤسسات الصحفية القومية، وقدمت نموذج قوى وناجح يحتذى به فى الحياة السياسية المصرية، واستطاعت أن تثبت نجاحها وأن تحظى بثقة الشعب المصرى، خاصة أنها تضم شبابا من أطياف مختلفة تتراوح بين اليمين واليسار، وتضم "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" 25 حزباً سياسياً بالإضافة إلى 9 من الشباب السياسى من مختلف التوجهات والأيديولوجيات السياسية.

 

وتقدم التنسيقية تجربة جديدة في ممارسة العمل العام، وفتح قنوات الاتصال المباشرة مع الدولة ومؤسساتها، والتنسيق بين شباب الأحزاب والقيادات السياسية والقواعد، والشباب المستقل والمهتم بالعمل العام.

 

شاركت التنسيقية فى 2018 فى المؤتمر الوطنى للشباب الخامس والسادس ومنتدى شباب العالم فى نسخته الثانية، وقدمت العديد من الأوراق والمشاريع السياسية أبرزها مدرسة الكادر السياسى، ولجنة التواصل مع السلطة التنفيذية، ومشروع الهوية المصرية، والمجلس الوطنى للشباب، وإقامة منتدى إفريقى، ومركز لريادة الأعمال، وملتقى دورى لدور الأرومتوسطى، وتدريب وتأهيل الشباب الإفريقى من خلال الأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل.

 

وتضم التنسيقية عدداً كبيراً من الأحزاب (الإصلاح والتنمية، والحرية، والمصريين الأحرار، وحماة الوطن، والإصلاح والنهضة، والشعب الجمهورى، والمؤتمر، ومستقبل وطن، والتجمع، والغد، والناصرى، ومصر الحديثة، والجيل، والمحافظين، والنور، ومصر بلدى، والحركة الوطنية المصرية، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، والوفد، السادات الديمقراطى، والدستورى الحر، والريادة، والاتحاد، وحقوق الإنسان والمواطنة، والمصرى).

 

كما تعد التنسيقية تجسيد حقيقى لاهتمام الدولة بالشباب وتمكينهم سياسيا وإتاحة الفرصة لهم للحوار والمشاركة والتعبير عن رؤيتهم، وبات واضحا منذ بداية تأسيس التنسيقية والتى جاءت تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لشباب الأحزاب للاجتماع مع بعضهم للعمل على مجموعة من الملفات وختاما بمشاركة أعضاء التنسيقية فى منتدى شباب العالم بمجموعة من أوراق العمل.

البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب

فى مارس 2015، كلف الرئيس السيسى المجالس التخصصية بإعداد برنامج تأهيلى للشباب، يهدف إلى تأهيل الشباب للقيادة وخلق قاعدة بيانات تضم الشباب المؤهل فى جميع المجالات، ويعمل تحت إشراف الرئاسة.

 

ونشرت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، مراحل الالتحاق بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، والتى تضمنت 5 مراحل تبدأ من التسجيل وحتى إعلان النتائج على موقع البرنامج وبدء فعاليات الدراسة.

الأكاديمية الوطنية للتدريب

الأكاديمية الوطنية للتدريب، هى هيئة عامة اقتصادية مصرية تتبع رئيس الجمهورية، أنشئت فى 28 أغسطس 2017 طبقاً للقرار الجمهورى رقم 434 لسنة 2017 كأحد توصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ الذى انعقد فى نوفمبر 2016، وتهدف الأكاديمية إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.

 

وتم تصميم نظام التعليم بالأكاديمية على غرار المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية بالتعاون مع عدد من الهيئات والمعاهد والمؤسسات العلمية الدولية، وتهدف الأكاديمية بحسب ما أعلن الرئيس إلى نشر الوعى الثقافى والاجتماعى والدينى والسياسى بين قطاعات الشباب، والمساهمة فى إعداد الأنظمة والسياسات الحكومية لتصبح أكثر ملائمة مع احتياجات الشباب، وإعداد كوادر سياسية وإدارية قادرة على معاونة الدولة فى مهامها، وتنمية قدرات ومهارات الشباب لتكون شريك أساسى وفعال فى الحكم المحلى، وبناء شراكات مجتمعية تنموية فاعلة مع كافات القطاعات (العام – الخاص – الأهلى).

 

كما تهدف إلى توعية الشباب بالأخطار والتحديات التى تواجه الدولة، وتنمية مهارات الشباب وتأهيلهم لتلبية احتياجات سوق العمل، والتوعية بالدور المجتمعى فى مواجهة كافة أنواع الأخطار التى تواجه الدولة، وتشجيع الفن والإبداع والارتقاء بالفكر والذوق العام.

مؤتمرات الشباب

وتعد مؤتمرات الشباب إحدى آليات تواصل الرئيس مع الشباب، وهى سلسلة من المؤتمرات الوطنية التى يعقدها للحوار مع الشباب من مختلف محافظات الجمهورية، وصولا إلى دعوته للحوار على أرض مصر بمنتدى شباب العالم فى نوفمبر 2017، وذلك بحضور كبار مسؤولى الحكومة، حيث يقدمون تقارير عن تطورات الأوضاع فى وزاراتهم، ويجيبون على أسئلة الشباب المشارك. وعقد الرئيس منذ توليه الحكم العديد من مؤتمرات الشباب خرجت بتوصيات عديدة جرى تنفيذها على الفور.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة