نلقى الضوء على كتاب "الوطنية هى الحل" لـ الدكتور أنور عبد الملك، والتى صدرت له طبعة جديدة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، صمن سلسلة الهوية.
ومن الأسئلة التى طرحها الكتاب: لماذا تقدم الشرق وتأخرنا؟
ويجيب أنور عبد الملك بقوله، الحديث عن الشرق الحضارى الذى نحن منه وفى قلبه يجعل لزاما علينا لو أردنا الوفاء لروح هذا الاقتراب من الجوهر أن نقارن بين ما حدث على أرضنا وما زال وما تم فى بلدان الشرق الكبرى الرئيسية الأخرى، هذه مثل الصين وكذا اليابان وإلى درجة أقل الهند وفيتنام.
الصين واليابان وكذا كوريا استطاعت أن تلهم من تراثها الفكرى الذى قدمته على مر الأجيال حضارتها الكنفوشية على تنوع معالمها الثقافية الوطنية خاصة التاووية فى الصين وفلسفة الدين فى اليابان وكوريا، ولم يستطع الغرب وموجاته الاستعمارية والإمبريالية الواحدة تلو الأخرى حتى بلغت أقصى درجاتها فى ضرب مدن اليابان بالقنابل الذرية وسحق جيوش كوريا وإحراق فيتنام، لم تستطيع أن تنال من استمرارية النسيج الفكرى فى عمق هذه الدائرة الحضارية.
وقد ترتب على ذلك أن اصطدام دول وشعوب شرق آسيا بالحضارة الغربية الغازية لم يؤد إلى تفتيت فى الداخل ما دام أن النسيج الفكرى الحضارى سليم فى الأعماق، ومن هنا كان تساؤل موجات التحديث على مختلف اتجاهاتها فى هذه الدائرة العظمى تسعى إلى إعمال التراث الحضارى الحى الذى ما زال يدب فى أركانها مع عناصر النهضة الصناعية والتقدم التكتولوجى القادم من الغرب فى القرن التاسع عشرد وبداية القرن العشرين، وقد وضح هذا بجلاء فى ثورات الصين المتتالية خلال القرن التاسع عشر من ثورة التايبنج إلى البوكسر، وهو المسار الذى تأكد من فلسفة الرئيس ماو تسى يونج خاصة ومن بعده فى أيديولوجية وبرنامج الحزب الشيوعى الصينى الذى وضع ما أطلق عليه "فكر ماو تسى تونج" جنبا إلى جنب مع الماركسية اللينينة مصدرا لهذه الأيديولجية وليست عبارة "فكر ماو تسى توتج" إلا تأكيدا للتمسك بفاعلية التاووية بوضفها الوريث الراديكالى للكنفوشية التى نادى بها ماو تسى تونج منذ شبابه حتى الثورة وبناء الدولة الاشتراكية مع امتزاجها بالفكر الاشتراكى القادم من الغرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة