تمت، منذ أيام قليلة، أعمال نقل مركب خوفو من أمام الضلع الجنوبى لهرم خوفو إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف الكبير بنجاح كبير بأيد مصرية خالصة، وبتطبيق أحدث الطرق العلمية الحديثة، وهى عملية صعبة للغاية، واتخاذ القرار بنقلها لم يكن سهلا، والذى استغرق وقتًا طويلا لدراسته وللاطمئنان على حالة الأثر لعدم تعرضه لأى أضرار، من خلال اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة، والذى بدأ فى التفكير بجدية بها منذ عام 2019، لإزالة التشويه البصرى لمبنى المركب الذى يبلغ عمره أكثر من 40 عامًا.
خلال استخراج المركب من الحفرة
نقل المركب كان قرارا جريئا للغاية خصوصا أن الفكرة تم طرحها من قبل، لكن لم يستطع أحد وضع رؤية حقيقة لنقل أكبر أثر عضوى دون حدوث ضرر، إلى أن تقدم اللواء عاطف مفتاح بفكرة نقل المركب للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذى وجه على الفور بدراسة الأمر من الناحية العلمية الدقيقة، كما كلف الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار واللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة، بالمراجعة مع المعاهد العلمية البحثية وعدد من الاستشاريين المتخصصين، للفكرة المصرية التى طرحت، بهدف إزالة التشويه البصرى الذى يبلغ عمره أكثر من 40 عامًا لمبنى المركب، فى الضلع الجنوبى للهرم الأكبر.
أحمد يوسف خلال بروفة تجميع المركب
وتأكيدا على أن قرار نقل المركب أمر ليس سهلا وقرار في منتهى الصعوبة، كشف الدكتور عيسى زيدان، المدير العام التنفيذي للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، عن أن نقل المركب طرح منذ عام 1994 أى منذ 27 عامًا، وكانت الفكرة تعتمد على تفكيك المركب الأمر الذي حذر منه الحاج أحمد يوسف الذى قام بترميم وتجميع مركب الملك خوفو الأولى.
وأشار المدير العام التنفيذي للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير إلى أن الحاج أحمد يوسف مرمم المركب قال "إن المجازفة بفك أجزاء المركب في الوقت الحاضر سوف يترتب عليها دون شك انهيار المركب وعدم استطاعة بنائها مرة أخرى، وقد يكون في هذا الإجراء غير السليم فقد الاثر الفريد وضياعه على العالم قبل مصر لا قدر الله".
ثم بدأت الفكرة تظهر على مسرح الأحداث مرة أخرى من قبل الفنان العالمى فاروق حسنى، وزير الثقافة آنذاك، والدكتور زاهي حواس، عام 2002 وحتى عام 2012 ولكن لم يتمكن من التنفيذ واتخاذ القرار بوقف المشروع، وفي عام 2019 بدأت فكرة نقل المركب تراود اللواء المهندس عاطف مفتاح من جديد لكنه فكر فى المشروع من زاوية أخرى ألا وهى نقل مركب قطعة واحدة تلك الفكرة التى وصفت بالمستحيل، فكيف يتم إخراج المركب قطعة واحدة من المبنى؟ وكيف يتم حمايتها وتأمينها ونقلها بسلام إلى المتحف المصرى الكبير؟، ثم بدأ اللواء المهندس عاطف مفتاح بعقد ورش عمل لمدة ستة أشهر مع الأثريين والمرممين والمهندسين وكل التخصصات للوصول إلى خطة عمل تتضمن سلامة وتأمين المركب ونقله من الهرم إلى المتحف الكبير بأمان، وهذا ما تحقق بالفعل، فى 48 ساعة، وتم تثبيت المركب بنجاح فى مكان عرضها الدائم بالمتحف الكبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة