أكرم القصاص - علا الشافعي

أفغانستان.. "شفرة تورا بورا" التي عجز 4 رؤساء أمريكيين عن فكها.. بوش يطلق الرصاصة الأولي بعد 11 سبتمبر.. أوباما يراهن على "الجوار الأفغاني" لقطع رأس بن لادن.. ترامب يرفع شعار العودة للثكنات.. وبايدن يضل الطريق

الإثنين، 16 أغسطس 2021 01:14 ص
أفغانستان.. "شفرة تورا بورا" التي عجز 4 رؤساء أمريكيين عن فكها.. بوش يطلق الرصاصة الأولي بعد 11 سبتمبر.. أوباما يراهن على "الجوار الأفغاني" لقطع رأس بن لادن.. ترامب يرفع شعار العودة للثكنات.. وبايدن يضل الطريق طالبان ورؤساء امريكا
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شرارة أولي لحروب عبرت نيرانها المحيطات واجتازت الحدود والخرائط .. كان ذلك يوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، حين فوجئ الأمريكيين والعالم أجمع بالانفجار الذي طال برج التجارة العالمي، ليخرج بعدها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأبن، معلناً الحرب علي الإرهاب، لتكون الرصاصة الأولى داخل أفغانستان، ليتبعها الغزو الأمريكي للعراق، لتتوالي الإدارات الأمريكية علي البيت الأبيض، وتتسع دائرة "حروب أمريكا المفتوحة" وسط رغبات بعضها صادق، وبعضها يشوبه الشكوك في عودة أمريكية إلى الثكنات.

 

وبعد 20 عاماً خارج السلطة، استطاعت حركة طالبان ليل الأحد الخامس عشر من أغسطس العودة مجدداً إلى قلب العاصمة الأفغانية كابول، وهي الفترة التي حاولت خلالها الولايات المتحدة الأمريكية دون جدوي فرض سيطرتها علي الأرض، وتمكين حكومات متتالية من إدارة شئون البلاد التي أوت بين سهولها ووديانها رموز وقادة الحركات الإرهابية الأشهر، وبمقدمتها تنظيم القاعدة، وزعيمه الراحل أسامة بن لادن.

 

وأدى اكتساح طالبان لأفغانستان إلى تراجع المجهود الحربي الأمريكي المستمر منذ عقدين ‏والذي بدأ بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر2001.‏

 

وبدأ تكوين الحركة في أوائل التسعينيات حيث كان الاحتلال السوفيتي لأفغانستان يواجه ‏مقاومة من الإسلاميين وكانت باكستان حليفًا قويًا للولايات المتحدة آنذاك، ‏تخشى أن يوسع السوفييت نفوذهم جنوبًا،‏ وفي الوقت نفسه كان اتفاق تقاسم السلطة بين مختلف الأطراف الأفغانية غير فعال، وأعقب ‏ذلك أربع سنوات من الحرب الأهلية الأفغانية.‏

 

وفي ظل الاشتباكات وفراغ السلطة ، اندمجت مجموعة من المقاتلين في حركة طالبان ‏وتحت قيادة مؤسسها الملا محمد عمر ، انتشرت بسرعة في جميع أنحاء أفغانستان.‏

 

وجعلت طالبان وجودها ظاهراً في أفغانستان بحلول عام 1994 ، لكنها سيطرت على ‏كابول فقط بحلول عام 1996، ووعدت بتحرير أفغانستان ممن اسمتهم بـ"قادة أمراء الحرب" و"إقامة ‏مجتمع إسلامي خالص".‏

 

وتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 1267 الذي يربط بين طالبان والقاعدة ‏ككيانات إرهابية ويفرض عقوبات على تمويلهما عام 1999 وجاءت هذه الخطوة بعد ‏فترة من صعود القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن.‏

 

11 سبتمبر.. وحرب بوش المقدسة ضد الإرهاب

وفي 2001 شن تنظيم القاعدة أعنف الهجمات الإرهابية على الأراضي الأمريكية من ‏خلال تحطم طائرات ركاب في مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاجون في ‏واشنطن العاصمة والذي اسفر عن مقتل ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص في الهجمات.‏

 

وفي أعقاب الهجمات الإرهابية، أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الحرب المقدسة على ‏الإرهاب وركز على القاعدة وأسامة بن لادن في أفغانستان، وبعد أيام من الهجوم ، وقع ‏بوش على قرار مشترك ليصبح قانونًا يجيز استخدام القوة ضد المسؤولين عن مهاجمة ‏الولايات المتحدة في 11 سبتمبر. ‏

 

واستشهدت إدارة بوش في وقت لاحق بهذا القرار كمبرر قانوني لاتخاذ إجراءات شاملة ‏لمكافحة الإرهاب ، بما في ذلك غزوها لأفغانستان، ليجبر هجوم الولايات المتحدة على مدى الشهرين التاليين طالبان على التخلي عن ‏معاقلها الرئيسية ومع ذلك ، هرب بن لادن إلى باكستان خلال هذه الفترة.‏

 

وفي الفترة من 2002 الى 2004 شنت القوات التي تقودها الولايات المتحدة هجمات ضد ‏مقاتلي طالبان والقاعدة في أفغانستان ، بما في ذلك عملية أناكوندا.‏

 

وفي أبريل 2002 ، دعا بوش إلى إعادة إعمار أفغانستان وأعلن "خطة مارشال" للبلاد ‏ وبشكل منفصل ، بدأ البنتاجون أيضًا في تحويل الموارد ‏العسكرية والاستخباراتية بعيدًا عن أفغانستان.‏

 

في عام 2003 ، أعلنت إدارة بوش إنهاء "القتال الرئيسي" في البلاد ، وفي هذا الوقت ، ‏لم يكن هناك سوى 8000 جندي أمريكي يتمركزون في أفغانستان.‏

 

في عام 2006 كانت عودة لظهور الدماء مرة أخرى على الساحة الأفغانية، حيث تصاعد ‏العنف في جميع أنحاء البلاد خلال أشهر الصيف ، مع اندلاع القتال العنيف في الجنوب ‏في يوليو.‏ وتضاعف عدد الهجمات الانتحارية خمس مرات من 27 عام 2005 إلى 139 عام ‏‏2006 ، بينما تضاعف عدد التفجيرات التفجيرية عن بعد لتصل إلى 1677. ‏

أوباما .. الرهان علي "الجوار الأفغاني"

ثم بدأت مرحلة جديدة، فبعد شهور من توليه المكتب البيضاوي في 2009 أعلن الرئيس ‏باراك أوباما عن استراتيجية جديدة للجهود الحربية الأمريكية تربط النجاح في أفغانستان ‏باستقرار باكستان.‏

 

وكان الهدف الأساسي للاستراتيجية هو تعطيل وتفكيك وهزيمة القاعدة وملاذاتها الآمنة ‏في باكستان ومنع عودتهم إلى باكستان أو أفغانستان، كما أجاز نشر قوات أمريكية إضافية ‏في البلاد.‏

 

في يوليو، شن قرابة أربعة آلاف من مشاة البحرية الأمريكية هجوم في جنوب أفغانستان ‏ردًا على تمرد طالبان المتزايد، ركزت العملية على إعادة الخدمات الحكومية  وتعزيز ‏قوات الشرطة المحلية  وحماية المدنيين من توغل طالبان وبحلول أغسطس 2009 ، كان ‏هناك حوالي 60 إلى 68 الف جندي أمريكي في أفغانستان.‏

 

في ديسمبر ، أعلن الرئيس أوباما عن تصعيد كبير للمهمة الأمريكية والتزم بثلاثين ألف ‏جندي إضافي للقتال لأول مرة في الجهود الحربية التي استمرت ثماني سنوات، تم وضع ‏إطار زمني للوجود العسكري الأمريكي، حيث يتطلع أوباما إلى سحب القوات بحلول يوليو ‏‏2011.‏

 

وبعد ما يقرب من 10 سنوات من هجمات 11 سبتمبر القاتلة ، قتل زعيم القاعدة أسامة بن ‏لادن على يد القوات الأمريكية في باكستان في مايو 2011.‏

 

بعد مقتل أسامة ، وضع أوباما أخيرًا خطة لسحب القوات بحلول صيف عام 2012. ‏

 

وفي 2014 أعلن الرئيس باراك أوباما عن جدول زمني لسحب معظم القوات الأمريكية ‏بحلول نهاية عام 2016، وقال إن: الانسحاب سيحرر الموارد لأولويات مكافحة الإرهاب ‏في أماكن أخرى.‏

 

في سبتمبر، وقع الرئيس المنتخب حديثًا أشرف غني اتفاقًا لتقاسم السلطة مع خصمه ‏الرئيسي، عبد الله عبد الله ، الذي حشد آلاف المتظاهرين أثناء طعنه في نتائج التصويت ‏وتم التوسط في الاتفاقية بعد دبلوماسية مكثفة من قبل الولايات المتحدة.‏

 

في عام 2015، أعلنت الحكومة الأفغانية على الملأ وفاة الملا عمر في عام 2013، ‏وقالت طالبان: إنه توفي بسبب مرض السل وقضى أيامه الأخيرة في مخبأ في أفغانستان.‏

ترامب يرفع شعار "العودة للثكنات"

ومع تولى رئيس جمهوري للسلطة في أمريكا عام 2016/2017، قال الرئيس دونالد ‏ترامب: إن القرارات المتعلقة بالانسحاب الأمريكي ستستند إلى "الظروف على الأرض" ‏بدلاً من الجداول الزمنية التعسفية.‏

 

في العام التالي ، شنت طالبان هجمات كبيرة في كابول أسفرت عن مقتل أكثر من 115 ‏شخصًا وسط تصاعد أوسع في أعمال العنف، وجاءت الهجمات بعد أن كثفت إدارة ترامب ‏هجومها على طالبان بضربات جوية ونشر قوات في مناطق ريفية. ‏

 

في الوقت نفسه ، قطعت إدارة ترامب المساعدات الأمنية التي تبلغ قيمتها مليارات ‏الدولارات عن باكستان بسبب ما وصفه الرئيس ترامب بـ "أكاذيبها وخداعها" في إيواء ‏طالبان.‏

 

بحلول نهاية عام 2018 ، أحرزت محادثات السلام بين طالبان والولايات المتحدة تقدمًا ‏مع قيادة المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد والمسؤول البارز في طالبان الملا ‏عبد الغني بارادار.‏

 

وسعت طالبان إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل تعهدها بمنع الجماعات ‏الإرهابية الدولية من العمل على الأراضي الأفغانية.‏

 

في سبتمبر ، وقال ترامب في تغريدة إنه ألغى اجتماعا سريا مع طالبان والرئيس الأفغاني ‏غني في كامب ديفيد بعد مقتل جندي أمريكي في هجوم لطالبان.‏

 

في عام 2020 ، وقع المبعوث الأمريكي خليل زاد وحركة طالبان بارادار أخيرًا اتفاقية ‏لتمهيد الطريق لخفض كبير للقوات الأمريكي وتضمنت ضمانات من طالبان بعدم ‏استخدام البلاد في أنشطة إرهابية.‏

 

في سبتمبر ، التقى ممثلو طالبان ومسؤولون من الحكومة الأفغانية وجهًا لوجه لأول مرة ‏بعد ما يقرب من عشرين عامًا من الحرب. وأعرب الجانبان عن حرصهما على إحلال ‏السلام في أفغانستان وإنشاء إطار عمل للمجتمع الأفغاني بعد انسحاب القوات الأمريكية.‏

 

بايدن .. أقصر طرق فى "فوضي الخروج"

وعند توليه أعلن الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة لن تفي بالموعد النهائي المحدد ‏بموجب اتفاق الولايات المتحدة وحركة طالبان لسحب جميع القوات بحلول الأول من مايو ‏، وبدلاً من ذلك أصدر خطة لانسحاب كامل بحلول 11 سبتمبر 2021. ‏

 

وبدأت طالبان في الاستيلاء على الأراضي بعد إعلان بايدن ، بدءًا من الاستيلاء على ‏منطقة نيرخ خارج كابول، واعترف المسؤولون بصراحة أنهم أخطأوا في الحسابات، ‏وقال وزير الخارجية أنطوني بلينكين لمراسل سي إن إن: "حقيقة الأمر هي أننا رأينا أن ‏تلك القوة لم تكن قادرة على الدفاع عن البلاد، في إشارة إلى قوات الأمن الوطني الأفغانية ‏وقد حدث ذلك بسرعة أكبر مما توقعنا ".‏

 

الارتباك الذي سيطر علي أداء إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، ظهر جلياً فى تضارب تقديرات الاستخبارات التي أفادت قبل أيام أن العاصمة كابول من المرجح أن تسقط ‏في يد طالبان خلال 60 يوما، وفي نفس الوقت صدر تقرير آخر عن أحد الوكالات ‏الاستخباراتية ليحدد تلك المدة بـ90 يوما مع الحصار ثم صدر تقرير آخر بعده ‏بيومين يحذر من أن كابول قد تكون معزولة من قبل طالبان خلال 3 أيام، والذي ترتب عليه ‏إصدار أوامر باخلاء السفارة الامريكية في العاصمة واتلاف الملفات ذات الاهمية بها، لتسقط العاصمة بالفعل بعد تلك التعليمات بأقل من 48 ساعة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة