بعد 370 يوما بدون حكومة أو مؤشرات تلوح فى الأفق على قرب تشكيلها، لا يزال لبنان يواجه الفساد والإهمال فى أشد صوره، فبعد 48ساعة من قرار إلغاء الدعم عن المحروقات، وقعت الفاجعة الأسوأ فى بلدة التليل فى محافظة عكار شمال لبنان، حيث انفجر مستودع للوقود راح ضحيته 28 متوفيا و80مصابا .
وكان قرار رفع الدعم عن المحروقات الذى اتخذه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الخميس تداعيات كبيرة من بينها الاشتباكات فى محطات الوقود ولجوء البعض لتخزينه وهو ما نجمت عنه كارثة "عكار".
الرقابة على مصادر الطاقة
وضمن الإجراءات المتخذة لمواجهة حالة الفوضى الناجمة عن قرار رفع الدعم عن المحروقات قرر المجلس الأعلى للدفاع بلبنان تكليف القوى العسكرية والأمنية والشرطة البلدية بفرض الرقابة على مصادر الطاقة، وتنظيم توزيعها على جميع الأراضى اللبنانية، وذلك لمدة شهر كامل حتى الخامس عشر من سبتمبر المقبل، والعمل على تفريغ وإقفال جميع المستودعات المخصّصة لتخزين الوقود المخالفة للأصول والأنظمة المتبعة.
لحظة الانفجار
وطلب المجلس - فى اجتماعه اليوم الأحد، برئاسة الرئيس اللبنانى ميشال عون - من الأجهزة العسكرية والأمنية ضبط الوضع العام فى منطقة عكار لتفادى أى انفلات أمنى، وإبلاغ وزارة الصحة بضرورة الأخذ على عاتقها معالجة المصابين من جراء انفجار خزان الوقود فى منطقة التليل بعكار.
وأكد المجلس ضرورة بقاء أطقم الإسعاف والمستشفيات فى حالة استنفار، وتكليف وزير الصحة بالاستمرار بالتواصل مع الجهات المهتمة والتى أبدت استعدادها لنقل الحالات الحرجة للعلاج خارج لبنان.
كما قرر المجلس إبلاغ وزيرى الصحة والطاقة العمل على تأمين المشتقات النفطية اللازمة لتأمين استمرارية عمل المستشفيات.
عون وميقاتى
ووجه المجتمعون شكرهم إلى الدول الشقيقة والصديقة التي أعربت عن استعدادها لاستقبال ومعالجة المصابين من جراء الانفجار.
الحريرى يوجه رسالة لعون
وأما رأى رئيس الحكومة السّابق سعد الحريري، أنه "من المريب أن تتقاطع مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون مرة جديدة مع مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وأن نسمع منهما كلاماً منسوخاً يتناول عكار والشمال بالتهم الباطلة".
وتساءل، فى تصريح عبر حسابه الرسمى على "تويتر"، "كيف يجيز رئيس الجمهورية لنفسه، أن يقفز فوق أوجاع الناس فى عكار، ليتحدث فى اجتماع مجلس الدفاع عن "أنشطة جماعات متشددة لخلق نوع من الفوضى والفلتان الأمني" فى الشمال؟ وأى صدفة يلتقى فيها الرئيس عون مع صهره جبران، الذى يقول إن "عكار صارت وكأنها خارج الدولة بسبب عصابات المحروقات، ولازم اعلان عكار منطقة عسكرية حماية، ولازم الحكومة تجتمع لاتخاذ القرار، ولتوقف قرار الحاكم يلّى عم يسبّب فوضى ويولّد فتنة."
وتوجه الحريرى إلى عون، بالقول: "لا يا فخامة الرئيس. عكار ليست قندهار، وليست خارج الدولة. فخامتك أصبحت خارج الدولة ورئيساً لجمهورية التيار العونى، وعكار مظلومة منك ومن عهدك، والنار اشتعلت بقلبها قبل أن تشتعل بخزانات التهريب"، مشددا على أن "من يتسبب بالفوضى والفلتان هو المسؤول عن ادارة شؤون الحكم، وعن الانهيارات التى لم تتوقف منذ سنتين"
واعتبر الحريرى، أن "عكار حركت أوجاع جميع اللبنانيين يا فخامة الرئيس، ولم تتحرك فيها أدوات الفتنة. أنت ترى أوجاع الناس فتنة ونحن نراها صرخة تعلو فى وجهك؛ ارحل يا فخامة الرئيس... ارحل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة