تعددت خطط تنظيم «جماعة الإخوان الإرهابية» بزعامة سيد قطب عام 1965 لتدمير المنشآت العامة، واغتيالات كبار الشخصيات المسؤولة فى الدولة وعلى رأسهم الرئيس جمال عبدالناصر، وجرت اللقاءات الخاصة بذلك، كان من بينها لقاء «كازينو تريومف» بمصر الجديدة، يوم 17 أغسطس، مثل هذا اليوم، عام 1965، والذى كشفت عنه تحقيقات نيابة أمن الدولة مع المتهمين فى القضية، ثم جلسات المحاكمة لهم، وخاصة جلسة يوم 18 إبريل 1966 التى سأل فيها رئيس المحكمة الفريق محمد فؤاد الدجوى، 18 متهما فى قضية «قيادة تنظيم الإخوان الإرهابى»، وكانت هذه القضية واحدة من أربع أخرى تضم المتهمين فى القضية ككل، وهى «قضية تنظيم إخوان القاهرة والجيزة» و«قضية تنظيم إخوان الإسكندرية والبحيرة» و«قضية تنظيم إخوان الدقهلية والغربية» و«قضية تنظيم إخوان الصعيد».
فى التغطيات التى نشرتها جريدتا «الأهرام» و«الأخبار» يوم 19 إبريل 1966، لما جرى فى جلسة يوم 18 إبريل، تظهر أسرار قصة «كازينو تريومف» عن الاغتيالات، بالإضافة إلى أسرار أخرى عن تدمير المنشآت.. تحدث عن لقاء «تريومف» المتهم سعد الشريف، وهو مهندس كيميائى كان يبلغ من العمر 25 عاما، وقال أمام المحكمة إنه انضم إلى التنظيم عام 1964، وحسب جريدة «الأخبار»، أكد أنه كان رئيس مجموعة تتبع مبارك عبدالعظيم، وتدرب مصارعة على يد على عشماوى، وكشف عن أنه يعرف أن التنظيم مسلح، وأنه كان فى بيته 5 شنط مملوءة بالسلاح.. واعترف بأنها بقيت عنده نحو أسبوع ولأنه كان سيتقدم للكلية الحربية تم نقلها من عنده.
تذكر «الأهرام»، أن رئيس المحكمة سأله عن «اجتماع كازينو تريومف»، فأجاب أنه كان يوم 17 أغسطس 1965، وكان موجودا مبارك عبدالعظيم وفاروق أحمد المنشاوى وعلى عشماوى.. وقال عشماوى فى هذا الاجتماع: فرضت علينا مواجهة الحكومة.. قال له رئيس المحكمة: أنت قلت فى التحقيقات إن على عشماوى قال إن شريف ومبارك سافرا إلى الإسكندرية لاغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، والمنشاوى يشرف على عمليات التخريب فى القاهرة فور سماعهم بالاغتيالات، وفايز محمد إسماعيل يستنى فى القاهرة لمساعدة المنشاوى ولاغتيال شمس بدران «وزير الحربية»، ومدير البوليس الحربى».
سأله رئيس المحكمة: أنت قلت فى التخريب إنه يشمل محطات الكهرباء والتوصيلات اللاسلكية ومحطة كهرباء المطار.. حصل؟..أجاب الشريف: بالصورة دى محصلش.. رد رئيس المحكمة: أمال بأى صورة؟.. رد الشريف: كان فيه حاجة اسمها استعداد؟.. رد رئيس المحكمة متعجبا: استعداد للتدريب!، ده اتحدد ميعاد السفر للإسكندرية للاغتيال.. وأنت قلت فى أقوالك: قمنا فى الاجتماع على أساس إنك ومبارك تستعدان للسفر.. ثم سأله رئيس المحكمة: أنت رحت محطة كهرباء المطار؟.. أجاب: أيوه.. سأله: أنت قلت إن على عشماوى قال إنه صدرت أوامر للاغتيالات، وإنه حدد لكم اليوم اللى هيتقتل فيه الريس.. قال: استعدوا هنقتل الريس يوم الأحد، وقلت إنك أحضرت مفرقعات.. أجاب الشريف: لا.
كان المتهم «إمام غيث» وعمره 22 سنة ويعمل مهندسا، وانضم إلى التنظيم فى مارس 1965 ممن حضروا اجتماع «كازينو تريومف»، وقال فى مناقشة رئيس المحكمة له، إن على عشماوى تكلم فى الاجتماع عن ساعة زمنية يتم استخدامها فى خطة الاغتيال، ويوجد بها دبوس بينور على ضبط توقيت عملية الاغتيال.
لم يكن «اجتماع كازينو تريومف» الحدث الوحيد يوم 17 أغسطس 1965 الذى بحث فيه قادة من التنظيم الإرهابى كيفية الرد على عمليات القبض التى بدأت ضدهم، وتوالت بعد ذلك.. سأل رئيس المحكمة، المتهم «فراد حسن متولى» وكان «ملازم أول مهندس بالقوات الجوية»: حصل مقابلة فى ميدان التحرير وفاروق كلفك بإيه؟.. أجاب: فى 17 أغسطس 1965، جالى سيد شريف وإمام غيث، ورحنا ميدان التحرير، وقابلنا فاروق المنشاوى، وقال لى: وضع الجماعة فى خطر، وتروح لجلال بكرى، وتقول له يخلص العملية اللى فى إيده، ورحت لجلال، وعرفت إن معاه ملزمة بالفرنساوى عن مادة «الفيبر جلسرين» بيحاول ترجمتها إلى العربية ويفهمها، وإحنا ألحينا على الأخ فاروق، يقول إيه وجه الخطورة؟.. وفهمت منه أنه ربما تتم عمليات تعطيل بعض محطات الكهرباء والتليفونات واللاسلكى، وطلب على عشماوى أن أقابله أنا والأخ كمال سلام فى اليوم التالى عند الأخ ممدوح الديرى، والأخ فايز إسماعيل طلب منه يومها حامض كبريتيك علشان يجربه كنوع من المفرقعات، وأحضرت له نصف كيلوجرام لإجراء التجارب عليه فى المعمل اللى باشتغل فيه، وتانى يوم رحنا لممدوح الديرى وماتكلمناش علشان الأخ فاروق مجاش، لكن الأخ ممدوح طلب منى شراء عشرة كيلو بنزين، علشان يعمل مفرقعات لتعطيل محطات الكهرباء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة