إنهم أصحاب إرادة وإصرار اختاروا أن يقضوا حياتهم مثلهم مثل البشر الطبيعيين، خلقهم الله مصابين بإعاقة فى إحدى حواسهم، وقد تكون أغلب حواسهم مصابة، لكن هذا لم يعيقهم من الوصول إلى أحلامهم وتحقيق النجاح، فإن أخذ الله منهم شيئًا فقد أعطاهم ما هو أهم ليساعدهم فى إحراز أهدافهم،و ليثبتوا لنا جميعا أن النجاح حليفهم تحدوا إعاقتهم فالإعاقة ليست إعاقة الجسد بل إعاقة الفكر الروح، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز العقبات ويحقق النجاح مهما كبلت جسده القيود، حيث استطاعت الطالبة "سهيلة فتحى عنانى، الحصول على المركز الثانى بالجمهورية على المكفوفين بالثانوية العامة، بمجموع 96,22 .%
فرحة كبيرة للطالبة سهيلة الثانية على الجمهورية مكفوفين بالثانوية العامة
وقالت "سهيلة" ابنة قرية حسين تيمور التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية، إن الله عوضها بفقد بصرها بمواهب أخرى كثيرة، وأن نعم الله لا تحصى، فهى تلقى الشعر بطريقة بارعة، كما أنها تجيد اللغات المختلفة، وأنها تسعى دائما أن تكون متميزة فى كل أفعالها، وأن تترك بصمة ورائها يتذكرها كل من يأتى بعدها فى أى مكان تذهب إليه، وأن أملها الالتحاق بكلية الألسن كى تتقن عدد كبير من اللغات لتتعرف من خلال اللغة طبائع البشر فى أنحاء العالم.
وأردفت: أنها لم تكن ملتزمة بعدد ساعات معين للمذاكرة، فلم تضغط نفسها كثيرا بعدد ساعات معين، وأنها لم تبدأ مبكرا فى المذاكرة مثل بعض الطلاب يبدأون من شهر أغسطس مما يجعلهم يصابون بالملل، ولم تأخذ دروس خصوصية فى كافة المواد بل اكتفت بمادتين فقط هما اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكانت تعتمد على نجلة عمها الطفلة" آية" 12 عاما كانت تساعدها فى مذاكرة دروسها تقرأ لها وتسمع عليها الدروس.
وأضافت أن أسرتها عانت معاها كثيرا وخاصة أن والدها يعمل باليومية والفترة الأخيرة أجرى عملية قلب مفتوح، ولم يمنعه ذلك من القيام بدوره معاها حيث يوصلها إلى مدرستها بمدينة الزقازيق بدراجته البخارية، وكان شقيقها الأكبر يساعده فى القيام بتلك المهمة فترة تعبه.
فيما قالت والدتها أن سهيلة تتعامل وكأنها ترى وقلبها ملئ بالإيمان والخير لكل الناس، وأن الله عوض صبرها خير لأنها دائما متفوقة فى كل مجالات الحياة وليست فى العلم فقط، مناشدة الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، بتكريمها مع طلاب الثانوية العامة لرفع من روحها المعنوية.
أما والدها فأكد أن ابنته دائما ترفع رأسه فى كل مكان، وكلما ذكر اسمها ذكر معه كل شيء جميل، وأنه سيبذل قصارى جهده لتلبية مطالبها وتحقيق أحلامها لأنها متفوقة ولن يخذلها بإذن الله.
فيما قال " راضى" معلم اللغة الفرنسية لـ" سهيلة" الذى حرص على الحضور إلى منزلها لتقديم التهنئة لها بالنجاح والتفوق، إن سهيلة تستوعب بسرعة فائقة فقد أعطاها الله سرعة الفهم والتركيز بالإضافة إلى أنها مبدعة وأن مستقبلها حافل.