تشهد سماء مصر والوطن العربى تقابل كوكب المشتري مع الشمس، اليوم الخميس 19 أغسطس 2021، حيث سيكون قرصه مضاء بالكامل بنور الشمس وفى قمة لمعانه مقارنة بأى وقت آخر هذه السنة، ويظل مرئيًا طوال الليل وسيكون القمر الأحدب المتزايد موجودا فى السماء بالتزامن مع هذا الحدث.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها أن كوكب الأرض سيكون بين الشمس والمشترى وستمثل ليلة التقابل منتصف أفضل وقت فى السنة لرؤية هذا الكوكب إضافة إلى الليالى 21 و22 أغسطس 2021، عندما يكون بالقرب من القمر.
وسيشرق كوكب المشترى عند غروب الشمس حيث يرصد كنقطة بيضاء ساطعة للعين المجردة بالأفق الجنوبى الشرقى بداية الليل، وعند منتصف الليل يرصد باتجاه الأفق الجنوبى وفى الفجر سيشاهد منخفضا باتجاه الأفق الجنوبى الغربى وهذه الحركة الظاهرية للكوكب فى السماء نتيجة لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق وسيغيب الكوكب عند شروق الشمس.
وتابع التقرير: كوكب المشترى سيكون فى هذا التقابل على مسافة 600,4 مليون كيلومتر، أو 33.3 دقيقة ضوئية من الأرض، وسيتألق عند أقصى لمعان له (-2.88)، ونظرا لأن كوكب المشترى يقترب من الحضيض فى يناير 2023، فسوف يكون قرصه بعرض رائع 49 ثانية قوسية فى تقابل هذا العام.
وعند رصد المشترى عبر التلسكوبات سيلاحظ أن غلافه الجوى ينقسم إلى عدة معالم واضحة تشمل أحزمة ملونه منتظمة بالتوازى مع خط استواء الكوكب، هذه الأحزمة تكونت من خلال الاختلافات فى عتمة الغيوم نتيجة امتلاكها كميات متفاوتة من الامونيا المتجمد فالأحزمة البراقة فيها تركيز أعلى من الأحزمة الداكنة ولذلك التركيز يحافظ على تلك الأحزمة منفصلة من خلال الرياح السريعة التى تصل سرعتها إلى ما يزيد على 650 كيلومتر بالساعة.
ويعتبر أكثر الأشكال المميزة التى ترصد على المشترى هى العاصفة الضخمة والتى تسمى البقعة الحمراء العظيمة وهى كبيرة كفاية لتسقط بداخلها كوكب بحجم كوكبنا، وهى تعصف على المشترى منذ 150 سنه على الأقل.
ويحدث تقابل المشترى هذه العام بالقرب من زحل على قبة السماء، وسيكون كل من المشترى وزحل أمام كوكبة الجدى ولكن يتفوق لمعان المشترى على زحل بنحو 18 مرة.
وسيتميز هذا التقابل برؤية المشترى والزهرة فى وقت واحد عند غسق المساء، حيث سيرصد الزهرة بالأفق الغربى بعد غروب الشمس بينما المشترى بالأفق الشرقى كما لو كانوا يجلسون على طرفى أرجوحة فى جانبين متقابلين من السماء، ولكن سيحتاج الراصد الى أفق خالٍ من العوائق كالمبانى فى كلا الاتجاهين لرؤية الكوكبين فى ذات الوقت فى منظر دراماتيكى وكأنه من الخيال العلمي.
وتعتبر هذه فرصة للإستماع للعواصف الراديوية على المشترى باستخدام تلسكوب لاسلكي، تلك العواصف الراديوية ناتجة عن أشعة ليزر راديوية طبيعية فى الغلاف المغناطيسى للكوكب والتى تتدفق بينما يدور حول محورة، ويمكن للتيارات الكهربائية المتدفقة بين الغلاف الجوى العلوى للمشترى والقمر البركانى آيو أن تعزز هذه الانبعاثات إلى مستويات يمكن اكتشافها بسهولة بواسطة هوائيات هواة الاتصالات اللاسلكية على الأرض بالتزامن مع تقابله وصوله إلى أقرب مسافة من كوكبنا.
بشكل عام يتكرر تقابل المشترى كل 13 شهرًا تقريبًا، وهو الوقت الذى تستغرقه الأرض للدوران مرة واحدة حول الشمس بالنسبة إلى المشترى، ونتيجة لذلك يحدث تقابل الكوكب متأخراً بشهر تقريبًا من كل عام.
المشترى ليس كوكبًا صخريًا مثل الأرض، إنه أشبه بنجم عاجز، ليس ضخمًا بدرجة أو ساخنًا بدرجة كافية فى الداخل لإحداث تفاعلات اندماج نووى حراري، لكن كتلته تزيد بمقدار ضعفين ونصف عن جميع الكواكب الأخرى فى نظامنا الشمسى مجتمعة، ولكى يصبح المشترى مثل النجوم يجب دمج حوالى 80 كوكبًا مثل المشترى ليكون ضخماً وساخناً بدرجة كافية لإحداث تفاعلات نووية حرارية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة