يصل كوكب زحل إلى التقابل مع الشمس في سماء الأرض اليوم الاثنين 02 أغسطس 2021 عند حوالى الساعة (السادسة صباحا بتوقيت جرينتش) حيث ستكون الأرض بين زحل والشمس، ووجه زحل مضاء بنسبة 100% بنور الشمس، وسيكون مشاهدا طوال الليل فى أحسن أحواله وهو أفضل وقت لمشاهدة وتصوير زحل وأقماره.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أنه بعد حوالي 5 ساعات من حدوث التقابل سيكون زحل في أقرب مسافة إلى الأرض عند الساعة ( 11:08 صباحا بتوقيت جرينتش) وسيكون على مسافة 8.9 وحدة فلكية (1,336,706 مليون كيلومتر) ما يعني انه في الواقع ليس في مكان قريب منا في الفضاء مطلقا.
وكوكب زحل سوف يرصد فوق الأفق الجنوب الشرقي بعد غروب الشمس وبداية الليل حيث سيبدو كنقطة ذهبية للعين المجردة لمعانه (0.1+) - نفس لمعان نجم العيوق - وبالقرب منه كوكب المشتري الساطع، ويصل أعلى نقطة في السماء عند حوالي منتصف الليل وسيغرب في الجنوب الغربي مع شروق الشمس.
وعند رصد زحل من خلال تلسكوب متوسط الحجم أو أكبر يمكن رؤية حلقاته وعدد من أقماره الكبيرة، وبالتزامن مع التقابل تزداد حلقات زحل سطوعًا عما هي عليه عادةً وذلك يعرف بتأثير سيليجر المعروف أيضًا بتأثير التقابل، فحلقات زحل تتكون من كتل متجمدة تتراوح في الحجم من الغبار إلى قطع كبيرة، حيث تتسبب أشعة الشمس المبعثرة مباشرة من جسيمات الجليد في تألق نظام الحلقات أكثر من المعتاد لبضعة أيام قرب التقابل .
خلال هذا التقابل ستكون منطقة زحل القطبية الجنوبية مرئية وستميل حلقاته بمقدار 18 درجة باتجاه خط رؤيتنا من الأرض وهي أقل بكثير من أقصى ميل لها البالغ 26 درجة ، والذي كان بين 2016 و 2018.
إن الظهور الرائع لزحل لن يقتصر على هذه الليلة فقط، فهو سيكون في حالة جيدة للرصد في سماء المساء في ليالي أغسطس و سبتمبر واكتوبر ما يعني طوال فصل الصيف في النصف الشمالي للكرة الارضية.
لو كنا نستطيع أن ننظر من بعيد في الفضاء نحو النظام الشمسي فسنرى كوكبنا والشمس وزحل مصطفة ولكن ليس لفترة طويلة، حيث تتحرك الأرض في مدارها بسرعة 29 كيلومتر بالثانية مقارنة بزحل الذي يتحرك بحوالي 9 كيلومتر بالثانية.
إن الكواكب التي تدور حول الشمس داخل مدار الأرض وهما عطارد والزهرة لا يمكن ان تكون في حالة تقابل، فهذه الحالة تحدث فقط مع الكواكب خلف مدار الارض وتشمل المريخ والمشتري وزحل و اورانوس ونبتون والكوكب القزم بلوتو فهذه يمكنها أن تقابل الشمس في سماء الأرض.
تصل جميع تلك الكواكب خلف مدار الأرض إلى التقابل في كل مرة تتحرك الأرض بين تلك الكواكب والشمس، فتقابل المريخ يحدث كل عامين ، وتقابل المشتري يأتي متأخراً بشهر كل عام، في حين يحدث تقابل زحل متأخرا بأسبوعين تقريباً سنوياً، فكما نلاحظ انه كلما كان الكوكب أبعد عن الشمس كانت الفترة الزمنية بين تقابلين متتالين أقصر.
زحل الكوكب السادس من حيث البعد عن الشمس وهو أبعد كوكب في نظامنا الشمسي يمكن رؤيته بسهوله بالعين المجردة، يمتلك العديد من الحلقات التي تتكون من قطع صغيرة من الجليد ، ويضم زحل 62 قمرا موثقاً ، تمت تسمية 53 منها فقط و13 قمراً منها اقطارها أكبر من 50 كيلومترآ ، لذلك فإن هذا الكوكب عالم جميل بكل ما تحمله الكلمة من معنى عند مشاهدته عبر التلسكوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة