أصدر المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية إصدارًا خاصًا تحت عنوان: "تونس.. تصحيح المسار: خريف النهضة"، يتناول بالدراسة والتحليل القرارات التى أصدرها الرئيس التونسى قيس سعيّد يوم 25 يوليو الجارى والتطورات التى لحقتها، بدءً بالدوافع التى أدت إليها - ولا سيّما التدهور الاقتصادى وتفشى وباء كورونا - وخريطة القوى التونسية ومواقفها منها، وذلك فى ضوء ما تشهده تونس من تطورات متلاحقة منذ الخامس والعشرين من يوليو الماضى.
وكذا، يتناول الإصدار التداعيات المحتملة لهذه التطورات على المشهد فى تونس على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلًا عن مواقف القوى الدولية من هذه التطورات، وما سيكون لهذه التطورات من تداعيات على حركة النهضة التى تتبع أجندة التنظيم الدولى للإخوان، وصولًا إلى استشراف المسارات المستقبلية وتأثيراتها على مستقبل تيارات الإسلام السياسى فى شمال أفريقيا.
من جانبه أكد الدكتور خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الإصدار خلُص إلى مجموعة من النتائج والاستشرافات، منها أن قرارات الرئيس التونسى يوم 25 يوليو حظيت برضا معظم الأحزاب والقوى التونسية التى كانت فعليًا فى جبهة شبه موحدة ضد التيار الإسلامى، مشيرًا إلى أن الوضع الاقتصادى التونسى كان أحد الأسباب الرئيسة فى القرارات التى اتخذها سعيّد لأن استمرار الأزمة السياسية سيكون له تبعات سلبية وخيمة على الاقتصاد التونسى المنهك الذى جاءت جائحة كورونا لتسلط الضوء على أزمته العميقة.
وأضاف عكاشة أن الارتباط القوى بين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشى والتنظيم الدولى للإخوان يمثل حجر الزاوية فى الأزمة السياسية التى تشهدها تونس منذ شهور، وأن الحركة تتبع حاليًا نفس التكتيكات التى اتبعتها جماعة الإخوان فى مصر بعد ثورة 30 يونيو إثر حالة الارتباط والتخبط التى أصابتها بعد قرارات الرئيس، موضحًا أن هذه القرارات سيكون لها بالغ الأثر فى تشكيل مستقبل الدولة التونسية خلال السنوات المقبلة ومستقبل تيارات الإسلام السياسى فى شمال أفريقيًا التى قد تشهد حالة من التراجع والاندثار والكمون، خاصة فى ظل المتغيرات الوطنية لدول تلك المنطقة، وحالة التصدع التى تشهدها أحزاب هذا التيار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة