تخوض دول العالم معركة شرسة فى الوقت الراهن ضد وباء كورونا بعد تهديد متغير دلتا سريع الانتقال بالعودة إلى المربع صفر بعد أكثر من عام ونصف على بداية الجائحة. وفى محاولة لاستقطاب الشباب وحثهم على التطعيم لخلق مناعة ضد الفيروس، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا حملات مختلفة لتحفيز الصغار على تلقى التطعيم بعدما أظهرت الأرقام أنهم أقل الفئات تحصينا حتى الآن.
فى الولايات المتحدة، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن البيت الأبيض قد شكل فريقا من نجوم تيك توك، بينما دفعت الولايات اموالا لعدد من الشخصيات المؤثرة محليا فى حملات لدعم التطعيم ضد كورونا.
من بين هؤلاء إيلى زيلير، صانعة محتوى على تيك توك تبلغ من العمر 17 عاما ولديها نحو 10 ملايين متابع، وتلقت رسالة بريد إلكترونى من وكالة تسويق الانفلونسرز تسمى فيلدى ماركيتنج، والتى قالت إنها تتواصل معها نيابة عن طرف آخر وهو البيت الأبيض. وتساءلت الوكالة فى رسالتها عما إذا كانت زيلير، طالبة بمدرسة ثانوية عادة ما تنشر مقاطع فيديو قصيرة عن الموضة، مستعدة للمشاركة فى حملة مدعومة من البيت الأبيض لتشجيع جمهورها على الحصول على اللقاح ضد كورونا.
ووافقت زيلير بشكل سريع، وانضمت لحملة واسعة يقودها مشاهير لمواجهة التحدى الذى يزداد إلحاحا فى المعركة ضد الوباء،وهو تطعيم حشود الشباب الذين يسجلون أقل معدل التحصين بين كل الجماعات المؤهلة للحصول على اللقاح فى الولايات المتحدة.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن أقل من نصف الأمريكيين من عمر ما بين 18 إلى 39 عاما قد تم تطعيمهم بشكل كامل مقارنة بأكثر من الثلثين فوق الخمسين عاما، وفقا لمراكز الوقاية من الأمراض، كما أن 58% من بين هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 17 عاما لم يحصلوا على أى جرعة.
وللوصول إلى هؤلاء الصغار والشباب، وضع البيت الأبيض قائمة تضم أكثر من 50 شخص من البارزين على السوشيال ميديا خاصة اليوتيوب والتيك توك ونجمة البوب البالغة من العمر 18 عاما أوليفيا رودريجو، وجميعهم لديه جمهور هائل على الإنترنت. وبدأت بعض الولايات والحكومات المحلية حملات مشابهة، ودفعت أحيانا ألف دولار شهريا لعدد من المؤثرين الذين لديهم متابعين يتراوح عددهم ما بين 5 آلاف إلى 100 ألف للترويج للتطعيم بين جمهورهم.
وتصف نيويورك تايمز هذه الجهود بأنها جزء من حملة مضادة للتضليل المعلوماتى المتزايد بشأن اللقاح الذى أغرق الإنترنت، حيث أصبحت أصوات النشطاء المعارضين للقاح مسموعة بقوة حتى أن بعض صانعى المحتوى يقولون إنهم اختاروا الصمت فى مسألة اللقاحات لتجنب رد الفعل المسيس.
وفى بريطانيا ، قالت صحيفة "تليجراف" فى تقرير لها الأحد إن الحكومة ستقدم للشباب عروض تشمل توصيل مجانى بسيارات الأجرة والحصول على بيتزا ودخول للسينما بأسعار مخفضة لو وافقوا على الحصول على لقاح كورونا.
وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة البريطانية تجرى محادثات مع عشرات من الشركات من بينها سلاسل المقاهى ودور السينما عن خطة قسائم يتم إطلاقها فى وقت لاحق هذا الشهر مع بداية العام الجامعى الجديد.
وذكرت تليجراف إن الحكومة تسعى لزيادة اعداد البالغين الشباب الذين يحصلون على لقاح كورونا. حيث حصل 67% فقط من الشباب تحت 29 عاما على أول جرعة من اللقاح حتى الآن. ونقلت الصحيفة عن مسئولين قولهم إنه لو أمكن زيادة هذه النسبة لأكثر من 80%، فيمكن ألا تحتاج لجوازات سفر اللقاح فى أماكن مثل النوادى الليلية.
واستبعد داوننج ستريت المطالبة بجوازت سفر اللقاح للطلاب العائدين إلى الجامعة.
وحتى الآن، وافقت شركة أوبر على تقديم رحلات مجانية، بينما عرضت شركة "ديلفرو" للتوصيل تخفيضات على الوجبات من 46 ألف مطعم أو تخفيضات على فواتير التسوق فى عدد من المراكز المشهورة.
وعرضت سلسلة مطاعم بيتزا بيلجرمز تخفيضات على الوجبات، فيما سيقدم تطبيق النقل التشاركى "بولت" رصيد مجانى للتوصيل إلى مراكز التطعيم.
وعلمت تليجرف أنه من المرجح أن يتم توسيع الخطة لتشمل تذاكر فى دور السينما ومشروبات فى المقاهى خلال الأسابيع القادمة.
وتسعى الحكومة للترويج للخطة الجديدة باعتبارها حدث رئيسى هام للشباب فى الأسابيع القليلة المقبلة، عندما يتم تقديم قسيمة ائتمان لهم.
وسيستهدف العرض البالغين الشباب، لكنه سيكون مفتوحا لجميع الأعمار، مما قد يؤدى إلى رد فعل عنيف بين الآخرين الذين حصلوا بالفعل على اللقاح ولم يتم مكافآتهم.
