تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الجمعة، بتذكار معجزة القديس ثاؤفيليس، رجل يهودي اسمه فيلوكسينوس. كان غنيًا جدًا وخائفًا من الله وعاملا بشريعة موسى.
ويذكر كتاب السنكسار أن أنه كان في مدينة الإسكندرية وكان فى المدينة فقيران مسيحيان فجدف أحدهما قائلًا: "لماذا نعبد المسيح ونحن فقراء. وهذا اليهودي فيلوكسينوس غنى جدًا ؟" فأجابه الثانى قائلًا: "مال الدنيا ليس له عند الله حساب. ولو كان له حساب لما كان أعطاه لعابدى الأوثان والزناة واللصوص والقتلة، فالأنبياء كانوا فقراء مضطهدين وهكذا الرسل أيضا والرب يقول أخوتي الفقراء" فلم يتركه عدو الخير يقبل شيئا من قول رفيقه فجاء إلى فيلوكسينوس اليهودي وسأله أن يقبله في خدمته.
وقال لهم فيلوكسينوس: "لا يحل أن يعاشرنى إلا من يدين بدينى فان كنت تريد صدقة أعطيتك"، فأجابه ذلك المسكين قائلًا: "خذني عندك وأنا أعتنق دينك وأعمل جميع ما تأمرنى به"، فأخذه إلى مجمعهم فسأله الرئيس أمام جماعة اليهود قائلًا: "أحقا تجحد مسيحك وتصير يهوديا مثلنا ؟" فقال "نعم"، وهكذا جحد المخدوع المسيح الإله أمام جماعة اليهود وأضاف إلى فقره فى المال فقر الإيمان فأمر الرئيس أن يعمل له صليب من خشب ودفعوا له قصبة عليها إسفنجية مملوءة خلا ثم حربة وقالوا له "أبصق علي هذا الصليب، وقدم له هذا الخل وأطعنه بالحربة. وقل طعنتك أيها المسيح". ففعل كل ما أمروه به.
وعندما طعن بيده الآثمة الصليب المجيد سال منه دم وماء علي الأرض، ثم سقط ذلك الجاحد ميتا يابسا كأنه حجر فاستولى الخوف على الحاضرين، وآمن كثيرون منهم وصاحوا قائلين "واحد هو إله النصارى، نحن مؤمنون به" ثم أخذوا من الدم ومسحوا به عيونهم ووجوههم وأخذ أيضا منه فيلوكسينوس، ورش على ابنة له ولدت عمياء فأبصرت للوقت فآمن هو وأهل بيته وكثيرون آخرون من اليهود وبعد ذلك أعلموا البابا ثاؤفيلس بذلك. فأخذ معه الأب كيرلس وجماعة من الكهنة والشعب وأتى إلى مجمع اليهود وأبصر الصليب والدم والماء فأخذ منه وتبارك وبارك الشعب أيضا ثم نزع الدم من الأرض ووضعه في أناء للبركة وأمر بحمل الصليب إلى الكنيسة وبعد أن أخذ إقرار الحاضرين بالإيمان عمدهم وباركهم ثم مضوا إلى منازلهم شاكرين السيد المسيح وممجدين اسمه القدوس.