عادل السنهورى

عودة الوعي للثقافة في المحافظات

الجمعة، 20 أغسطس 2021 04:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشاركة وزارة الثقافة في مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي شيء يسعدنا جميعا، ويسعد من يدرك الدور الحقيقي للثقافة بمفهومها الشامل في أي خطة تنموية شاملة على مستوى الدولة ولسنوات طويلة قادمة، فالبناء الحقيقي هو بناء الإنسان وبناء الوعي. والإنسان الواعي هو من يعي أهمية ما يحدث على أرض الواقع، ويسعى للحفاظ عليه والدفاع عنه ضد أية شائعات وأكاذيب تقلل من حجم الإنجاز، والتصدي لأية أفكار هدامة. فالوعي بقضايا الوطن وبمشاكله وأحلامه وطموحه على المستوى القومي بداية من الريف المصري هو أساس التقدم والتنمية.

 

لذلك فدور وزارة الثقافة دور مهم وحيوي ومحوري، وهو الدور الذي كاد أن يختفى تماما من القرى والمدن خارج القاهرة والإسكندرية منذ منتصف الثمانينات، بعد أن تحولت قصور الثقافة إلى خرابات وبيوت للعنكبوت وتولى مسئوليتها موظفون إداريون ينتمون فكرا لجماعات الظلام الفكري، فهجر الناس والشباب تحديدا من أصحاب المواهب والمبدعين وتجمدت الأنشطة الإبداعية والفنية وتوقفت الفرق المسرحية للأقاليم والفرق الغنائية عن نشاطها وتقديم أعمالها الفنية التي كانت تجذب مئات بل آلاف الناس في الريف والمدن الصغيرة خارج القاهرة. وهى الفرق التي أفرزت عشرات الفنانين الموهوبين لمسارح القاهرة.

 

عودة الوعي مرة أخرى للثقافة المصرية في المحافظات هو بمثابة عودة الروح إلى العقل الذى حاولت الأفكار الهدامة والظلامية تغييبه والسيطرة عليه، والتي فشلت معه عندما كان للثقافة دور مبهر ومدهش حتى بداية الثمانينيات، مع السماح لجماعات الإرهاب بالتغلغل في الجسد المصري في الأندية والنقابات وهيئات الثقافة في سبيل الاستحواذ على الوعي والعقل المصري.

 

مبادرة حياة كريمة ليست فقط توفير معيشة كريمة تليق بأهلنا في حوالى 5 آلاف قرية –حوالى 60 مليون نسمة- وإنما بناء إنسان جديد بثقافة جديدة ترتكز على الوعى والعمل والإنتاج والحفاظ على ما يتم إنجازه على أرض الواقع بل وتطويره للأفضل.

والهدف ليس فقط مشاركة مؤقتة بزمن تنفيذ المبادرة، وإنما خطة استراتيجية دائمة ومستمرة للأنشطة الثقافية بالمحافظات، والعمل الجاد لاستعادة عافية النشاط الثقافي والفرق المسرحية لأقاليم مصر والفرق الشعبية والغنائية من جديد بما يعني توطين الثقافة في ريف ومدن مصر. وهذا ما يمكن أن يكون حائط الصد الأول ضد الأفكار المتخلفة والظلامية وجماعات الانغلاق الفكري.. فالشعب الواعي هو الشعب القادر على حماية الأوطان. فالسلاح في العقل أولا قبل أن يكون في الأيدي.

 

من هنا أحيي الدكتورة الوزيرة الفنانة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة على مشاركة الوزارة بمئات الأنشطة الثقافية في حوالي 107 قرية و7 محافظات، ضمن خطة المرحلة الثانية لمشاركة وزارة الثقافة في المبادرة الرئاسية حياة كريمة وتستمر حتى فبراير 2022 .كما تشارك عروض مسرح المواجهة والتجوال وتشمل 4 عروض مسرحية هي محطة مصر، ولاد البلد، أمر تكليف، رحلة سعيد من إنتاج البيت الفني للمسرح وتتواصل حتى يناير 2022 وتضم 145 ليلة عرض في 145 قرية بـ 15 محافظة هي "البحيرة، كفر الشيخ، الدقهلية، بنى سويف، الفيوم، سوهاج، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، الغربية، الشرقية، المنوفية، أسوان، الأقصر وقنا.

انا أدعو الدكتور إيناس إلى ضرورة الاهتمام بالفعاليات والأنشطة الثقافية الدائمة في المحافظات، واستعادة دور قصور الثقافة والثقافة الجماهيرية مرة أخرى، وعودة المسرح والفرق الغنائية والموسيقية، لأن هذه الفنون هي نافذة الشباب فى تفريغ إبداعه وطاقته الفنية، وخاصة أن أكثر من 60% من سكان مصر من الشباب. وليس هناك أجدر باستيعابهم من بيوت وقصور الفن والثقافة، بالإضافة طبعا الى دور المدارس وبيوت العبادة ومنظمات المجتمع المدني.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة