أعربت الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن رفضها للأحداث الجارية في أفغانستان فيما عقد المجلس الدولى جلسات طارئة مغلقه ومفتوحه لمناقشه الأوضاع والوقوف على التطورات في الوقت الذى أكدت فيه الأمم المتحدة عبر أمينها العام أنطونيو جوتيريش أنها ملتزمة بالبقاء والمساعدة وتعزيز فرص السلام وحقوق الإنسان.
فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكتب مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة قال في إحاطة له أمام المجلس بشأن الأرهاب العالمى والأوضاع في أفغانستان إن العالم بحاجة إلى "ضمان عدم استخدام أفغانستان مرة أخرى كمنصة انطلاق للإرهاب العالمي" و عرض فورونكوف تقرير الأمين العام الثالث عشر عن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على السلم والأمن الدوليين، ونطاق جهود الأمم المتحدة لدعم الدول الأعضاء في مواجهة التهديد.
جلسة مجلس الامن حول افغانستان
وقال فورونكوف " إن تقرير الأمين العام الثالث عشر عن داعش يشدد على التداخل بين الصراع المسلح وهشاشة الدولة والإرهاب، مؤكدا أن أفغانستان ليست استثناء"، كما أشار إلى أن "تنظيم داعش وسع وجوده في أفغانستان".
ميشيل كونينكس، المديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، قالت أنه "في العديد من المناطق التي لا تشهد نزاعات، استمرت القيود المتعلقة بجائحة كورونا في المساعدة في قمع النشاط الإرهابي مشيرة إلى أنه في مناطق النزاع، حيث يكون تأثير القيود المرتبطة بالجائحة محدودا، أدى التفاعل المتزايد بين الإرهاب والهشاشة والصراع إلى تنامي التهديد الإرهابي".
وأضافت المديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة " تنظيم داعش والجماعات التابعة له لا تزال تشكل تهديدا كبيرا في غرب وشرق ووسط أفريقيا وأفغانستان، مع تركيز جهودها، في الوقت نفسه، لإعادة تجميع صفوفها والعودة إلى الظهور مجددا في العراق وسوريا."
وكيل الامين العام لمكافحة الارهاب
داود مراديان المدير العام للمعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية، ، قال لأعضاء مجلس الأمن إن "حالة أفغانستان هي مثال واضح على النهج المتناقض للتعامل مع الإرهاب، كان الكثيرون يوصون بوسائل سياسية للتعامل مع طالبان، بينما ينادون بالحل العسكرى للجماعات الأخرى، ذات التفكير المماثل، مثل القاعدة وطالبان الباكستانية والحركة الإسلامية لتركستان الشرقية".
مجلس الأمن أصدر بيان أعرب فيه عن "قلق بالغ" إزاء مواصلة استغلال تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، سواء عبر الإنترنت أو خارجه، الاضطرابات والتظلمات ونكسات التنمية المرتبطة بجائحة كـوفيد-19 وجدد أعضاء مجلس الأمن إدانتهم "بأشد العبارات جميع حالات الإرهاب، بما في ذلك الهجمات الإرهابية الجبانة الأخيرة، مثل الهجوم الإرهابي في العراق في 19 يوليو 2021." وأشاروا "بقلق إلى أن تنظيم داعش يمكن أن يستعيد القدرة على شن أو تنظيم هجمات إرهابية دولية".
اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة التي تعمل مع المنظمات الدولية على توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين نتيجة لوقوع كوارث طبيعية والطوارئ المرتبطة بالصراعات وأزمات الغذاء العالمية والأوبئة، أفادت أن شعب أفغانستان يحتاج إلى الدعم الآن أكثر من أي وقت مضى، و أن نصف سكان أفغانستان - بما في ذلك أكثر من 4 ملايين امرأة وما يقرب من 10 ملايين طفل – كانوا بالفعل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية في بداية عام 2021. فيما واجه ثلث سكان البلاد أزمة ومستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي الحاد وأكثر من نصف جميع الأطفال، دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية.
طفل فى مخيم للنازحين جنوب أفغانستان
وأفاد بيان رؤساء اللجنة الدائمة بارتفاع هذه الاحتياجات بشكل حاد بسبب الصراع والجفاف وكـوفيد-19 منذ نهاية شهر مايو، حيث تضاعف عدد النازحين داخليا بسبب الصراع ومن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية فورية، حيث وصل إلى 550 ألفا.
ودعا رؤساء اللجنة الدائمة الحكومات إلى إبقاء الحدود مفتوحة لاستقبال اللاجئين الأفغان الفارين من العنف والاضطهاد والامتناع عن الترحيل
وقالت اللجنة إن التمويل في الوقت المناسب ينقذ الأرواح ويحمي سبل العيش ويخفف المعاناة ويمنع المزيد من النزوح، مؤكدة أن هناك حاجة إلى نحو 1.3 مليار دولار للوصول إلى ما يقرب من 16 مليون شخص بالمساعدات الإنسانية في أفغانستان؛ لافته الى أنه "تم تلقي 37 في المائة فقط من الأموال المطلوبة، مما خلّف عجزا يقارب 800 مليون دولار."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة