عقدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في مقرها، اليوم الأحد، الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية مفتوح العضوية على مستوى المندوبين الدائمين لدى المنظمة، لبحث الأوضاع في أفغانستان بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وتقدم الأمين العام للمنظمة، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين بالشكر لدولة المقر المملكة العربية السعودية رئيسة القمة الإسلامية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس القمة الإسلامية، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على الدعوة لهذا الاجتماع.
وفي كلمة في افتتاح الاجتماع، قال العثيمين: إن المجتمع الدولي والمنظمة ينتظران من النظام الحاكم في أفغانستان أن يعمل على تعزيز الحوار الشامل بين كافة شرائح المجتمع، وتحقيق المصالحة الوطنية، واحترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، والالتزام بالمعايير التي تحكم العلاقات الدولية.
وأكد الأمين العام أنه على المجتمع الدولي، وعلى النظام الحاكم في كابول خاصة، ضرورة العمل على ضمان عدم استخدام أفغانستان مرة أخرى كمنصة أو ملاذ آمن للإرهاب والتطرف، لافتا إلى أن المنظمة تنتظر حماية واحترام الحق في الحياة والأمن، وكرامة أبناء الشعب الأفغاني، وفقاً للصكوك الدولية لحقوق الإنسان، والعمل على احترام القانون الإنساني الدولي.
وإنسانيا، أشار العثيمين إلى أن معالجة الاحتياجات الإنسانية تكتسي صبغة عاجلة بسبب التدفق المتنامي للنازحين واللاجئين، وحث الدول الأعضاء والمؤسسات المالية الإسلامية والشركاء على العمل سريعا بغية تقديم المعونة الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
وتضمن البيان الختامي عدة مطالب، كالتالي:
1- بناءً على دعوة من المملكة العربية السعودية، رئيسة القمة الإسلامية في دورتها (14)، ورئيس اللجنة التنفيذية، عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً استثنائيًا مفتوح العضوية على مستوى المندوبين الدائمين يوم الأحد 14 محرم 1443 هجرية، الموافق22 أغسطس 2021، بمقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة بشأن الوضع في أفغانستان.
2- أعرب الاجتماع عن تضامنه مع شعب أفغانستان وجدد التزام الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بمساعدته على إحلال السلم والأمن والاستقرار والتنمية في أفغانستان.
3- أكد الاجتماع مجددًا التزام المنظمة تجاه أفغانستان وفق ما عبرت عنه قراراتها الصادرة عن القمة الإسلامية ومجلس وزراء الخارجية والاجتماعات الأخرى، وكذلك إعلان مكة الصادر في 11 يوليو 2018 عن المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في أفغانستان بهذا الشأن.
4- سلَّط الاجتماع الضوء على توقعات المجتمع الدولي من القيادة المستقبلية في أفغانستان بشأن تعزيز المصالحة الوطنية واحترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والالتزام بالمعايير الدولية الحاكمة المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها.
5- امتثالا للمبادئ الإسلامية السمحة وإعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أكد الاجتماع ضرورة حماية واحترام حق الشعب الأفغاني في الحياة والأمن والكرامة.
6- أعرب الاجتماع عن قلقه الشديد إزاء تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان نتيجة تدفق النازحين واللاجئين بسبب الأوضاع الراهنة في البلاد وآثار جائحة كوفيد -19 والجفاف داعيًا الدول الأعضاء والمؤسسات المالية الإسلامية والشركاء إلى العمل بسرعة لتقديم المساعدات الإنسانية في المناطق التي هي بأمس الحاجة إليها.
7- دعا الاجتماع الأمين العام إلى التواصل مع المؤسسات المالية المانحة لتقديم المساعدة اللازمة للتخفيف من معاناة النازحين داخل أفغانستان واللاجئين الأفغان في البلدان المجاورة، وشدد على أهمية قيام بعثة منظمة التعاون الإسلامي في كابول بدور أساسي في تنسيق عمليات تقديم المساعدة الإنسانية.
8- أكد الاجتماع على التعاون في تسهيل عمليات الإجلاء الآمنة وضرورة السماح للمدنيين الراغبين في مغادرة أفغانستان.
9- شدد الاجتماع على ضرورة إجراء حوار شامل بين جميع الأطراف الأفغانية الممثلة للشعب الأفغاني من أجل مستقبل بلادهم.
10- حث الاجتماع أيضًا جميع الأطراف على العمل للنهوض بمصالح الشعب الأفغاني ونبذ العنف وحفظ الأمن في المجتمع الأفغاني وإحلال السلام الدائم بما يحقق تطلعات الشعب الأفغاني وآماله في الاستقرار والحياة الكريمة واحترام حقوقه وتحقيق ازدهاره.
11- أكد الاجتماع من جديد التزام منظمة التعاون الإسلامي الكامل بدعم عملية سلام التي يقودها الأشقاء الأفغان ويملكون زمامها للمصالحة الشاملة بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل ودائم وضمان دعم هذه العملية من دول الجوار الرئيسية والمجتمع الدولي، ويؤكد ووقوف منظمة التعاون الإسلامي مع أفغانستان في هذه المرحلة المهمة.
12- دعا الاجتماع القيادة الأفغانية المستقبلية والمجتمع الدولي إلى العمل معًا على ضمان عدم استخدام أفغانستان مرة أخرى كمنصة أو ملاذ آمن للإرهابيين وعدم السماح بوجود موطئ قدم للتنظيمات الإرهابية.
13- استذكر الاجتماع ما مرت به أفغانستان من المعاناة الشديدة والمشقة لشعبها بسبب الصراع والعنف الذي طال أمده وشدّد على ضرورة توجيه جميع الجهود نحو تحقيق التنمية ورفاه الشعب.
14- شدد الاجتماع على الحاجة إلى دعم المجتمع الدولي لضمان مساعدة أفغانستان في مسار التنمية الاجتماعية والاقتصادية دون التدخل في شؤونها الداخلية.
15- شدد الاجتماع على ضرورة حل الخلافات بين الأفغان بالطرق السلمية.
16- دعا الاجتماع إلى إيفاد وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة للمنظمة للقيام بزيارة جمهورية أفغانستان الإسلامية لإيصال رسالة المنظمة تجاه دعم استقرار السلام والمصالحة الوطنية في أفغانستان.
17- دعا الاجتماع الأمين العام إلى متابعة الوضع في أفغانستان واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمتابعة وتقييم تطورات الوضع وذلك بالتنسيق مع أعضاء اللجنة التنفيذية ورفع تقرير بشأنه إلى الدورة القادمة لمجلس وزراء الخارجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة