حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تداول البعض أراءهم حول ما يسمى بـ " زواج البارت تايم " والذي يعتبر نوع من الزواج قد يكون معلن أو غير معلن في فترة معينة بارتضاء الطرفين على حد قولهم، الأمر الذي جعل الكثيرون يتسألون عن دوافع مثل هؤلاء لخوض تجربة زواج من هذا النوع قد يفتقر لاحد القواعد الأساسية المتعارف عن الزواج وهو تواجد الزوج بشكل مستمر مع زوجته وليس لفترة مؤقتة محدودة.
حكايات النساء مع زواج البارت تايم
زواج البارت تايم .. سمر: جالي عرسان كتير بالشكل ده عشان اتأخرت فى سن الزواج
تجربة سمر. أ صاحبة الـ 38 عام والتي لم يسبق لها الزواج والتي حكت عنها أن غالبية عروض الزواج التي تأتي إليها بنفس هذا النمط وهو "زواج البارت تايم" خاصة وأنها فائقة الجمال على حد قولها، فالرجل يريد الزواج من زوجة ثانية وليس بعلم الزوجة الأولى ويكون جلوسه معها بمدة محدودة بهدف التقارب أو لكي يعلم مدى حبه وتحمله لها ولمسئولية جديدة بجانب بيته الأول، وتابعت أن بعض الأشخاص كانوا يتسارعون لنيل قبول الزواج منها لإمتلاكها شقة مجهزة، وهذا يعتبر بالنسبة لهم فرصة لن تعوض كما لا تكلفهم الكثير من الأموال، وأردفت أن الأمر مؤلم لأنهم يعتبرونها تأخرت عن سن الزواج كما قيل لها من أحد الأشخاص الذى تقدم لها بعد أن رفضت الزواج منه.
الشعور بالوحدة
زواج البارت تايم .. مها: بشوف زوجي شهرين في السنة ومرتاحة كده
أما عن احد الحالات التي بالفعل تزوجت بطريقة الـ "بارت تايم" قالت مها. م صاحبة الـ 42 عام مطلقة أنها أجبرت على الموافقة على الزواج من أحد الأشخاص لشعورها بالوحدة ولاحتياجها المادي خاصة وأنها أم لـ 3 أطفال يرفض والدهم الإنفاق عليهم، كما أضافت أنها كانت تريد المحافظة على مستوى معيشي لائق ومريح لهم فوافقت على إنها تكون الزوجة الثانية بالسر مقابل مهراً كبيراً ومصروفاً شهرياً لها تفي به احتياجات أبنائها، وأردفت أن الامر ليس مزعجاً بشكل كبير بالنسبة لها سوى فقط في سريته.
التفاهم
زواج البارت تايم .. نهى: تزوجت بطريقة "البارت تايم" وانفصلت بعد أسبوعين
وعن نهى. س صاحبة الـ 35 عام والتي تزوجت بطريقة الـ "بارت تايم" قالت أنه تقدم لها شخص يحمل مواصفات مقبولة للغاية، الأمر الذي جعلها تقبل خاصة وأنها منفصلة مرتين قبله، وبعد تقديم المهر والشبكة وتجهيز عش الزوجية تفاجأت بعد ذلك بأنها عاشت معه لمدة أسبوعين فى شقة إيجار مفروش، وحين واجهته قال لها أنه طلقها، وتابعت إنها حين واجهته بإبلاغ زوجته الأولى قال لها إنها بالنسبة له نزوة "أرخص من إيجار سيارة" على حد قولها، وأردفت أن الأمر ساء من حالتها النفسية وأصبحت معدومة الثقة بنفسها وبالأخرين كما نصحت الفتيات بالإبتعاد عن التفكير في هذا النوع من الزواج.
حزن
خبيرة علاقات أسرية: "السنجل ماذر" أكثر الموافقات على "البارت تايم" بسبب الاحتياج المالي والنفسي
وعلى جانب أخر قالت الدكتورة اشجان نبيل، خبيرة العلاقات الاسرية والتطوير المجتمعي،:" أن فكرة زواج البارت تايم إذا طبقت بشكل صحيح ليس لها أي ضرر ولكن الغالبية أستغلونها بشكل سيء لأغراض دنيئة جعلتها أشبها بالإنحلال المقنن بورقة".
وتابعت :"أن بعض الأشخاص يلجئون لهذا النوع من الزواج خاصة الرجال بسبب فشلهم في علاقتهم بالزوجة الأولى الأمر الذي يجعلهم يستسهلون هذا النوع من الزواج لعدة أسباب منها قلة تكلفته وسرعة تنفيذه وسهولة شروطه التي يكون من أساسها عدم أخبار الزوجة الأولى به".
أما عن لجوء السيدات والفتيات لهذا النوع من الزواج، قالت خبيرة التطوير المجتمعي:" أن بعضهن يلجأن لزواج البارت تايم بالرغم من توضيح دار الإفتاء أسباب عدم جواز زواج "البارت تايم" للهروب من شبح العنوسة ومنهن من يكن مطلقات أو ارامل وفي حاجة لدعم مادي وتوفير حياة مستقرة والذي يطلق عليهن "سنجل ماذر"، أما عن الرجال الذين يلجئون لهذا النوع من الزيجات هو تلبية لرغباتهم بشكل شرعي ولكن دون خسارة بيتهم الأول واحياناً يأتي الامر على حياة الزوجة الثانية بالتقصير في حقوقها ومعاملتها وكأنها مجرد لعبة تزين حياته فقط ويمكنه الاستغناء عنها او استبدالها في أي وقت بسهولة".
علاقة سوية
وشددت خبيرة التطوير المجتمعي أن لا يوجد أزمة في تفعيل هذا النوع من الزواج على أن يكون مكتمل الأركان بصرف النظر عن شروطه التي قد يرتضاها الطرفين من وقت مقابلتهم أو المهر و الشبكة وحقوق الزوجة في عقد الزواج، مؤكدة أن الاستهتار والدونية التي يتعامل بها البعض لتطبيق هذا النوع من الزواج للحصول على رغباتهم فقط تعتبر إهانة للمرأة ولا يجوز إنسانياً، لذلك يجب على النساء أن يوافقن على الزواج بشكل مستقر حتى وأن كانت زوجة ثانية.