"لدى 3 أبناء بينهم اثنان مصابان بالفشل الكلوى، وهما شيماء عادل الكبرى طالبة بكلية الآداب قسم علم نفس بجامعة جنوب الوادى، وأنهت الفرقة الثانية وفى طريقها للفرقة الثالثة، ومحمد عادل طالب بالصف الثالث الثانوى ونجح فى الثانوية والعام المقبل يلتحق بالكلية، والابنة الثالثة مريم وهى بصحة جيدة ولم تصب بفشل كلوى كباقى أشقائها، وتجرى لهما جلسات غسيل كلوى 6 مرات أسبوعياً 3 مرات للبنت و3 مرات للولد"
هذا ما بدأ به الحاج عادل سيد أحمد الصغير، ابن مدينة البياضى بمحافظة الأقصر، حديثه لـ"اليوم السابع"، موضحًا أنه يعمل نجار أخشاب ويحمل حقيبة العدة الخاصة به يوميًا لتصليح الأبواب أو الشبابيك فى المنازل، ويخدم أبناءه الثلاثة وتحول مؤخراً لأب وأم لهم لظروف الانفصال عن زوجته، حيث إنه بحكم سنة والمتاعب الصحية التى يتعرض لها فى العمل وجلسات الغسيل مع أبنائه، قرر ابنه محمد الطالب بالثانوية العامة أن يعمل على مركبة "تروسيكل" لنقل الأشياء للمواطنين بعد إلحاح كبير منه لكى يساعد والده فى توفير نفقات شقيقته بالكلية وتوفير نفقات تعليمه.
ويضيف الحاج عادل، أنه طوال السنوات الماضية لم يكل مع أبنائه نهائيًا، ولظروف إصابة اثنين بالفشل الكلوى يعودان من جلسات الغسيل الكلوى وهما مرهقان تمامًا، وتساعده فى تجهيز الأكل والشرب لهم ابنته الصغيرة "مريم" الطالبة فى الإعدادية وأمامها عام وتصبح طالبة ثانوية عامة، مناشدًا المسئولين بدعمه لكى يستطيع استمرار مسيرة كفاحه مع أبنائه الثلاثة بعمل كشك له فى القرية يساعده على توفير نفقات ابنته وابنه المصابين بالفشل الكلوى ويتلقيان جلسات الغسيل فى المستشفى 6 مرات أسبوعيًا.
وعن بداية ظهور إصابة أبنائه بالفشل الكلوى، روى الحاج عادل، أن ابنه محمد عادل كان مصابا بنزلة برد شديدة وتوجه به للوحدة الصحية، وكُشف عليه، وطمأنوه بأنه مصاب بدور برد وقدموا له حقنا وأدوية لدور البرد، ولكنه ترك العلاج، وقرر أن يفحصه فى معمل تحاليل فى القرية وفوجئ بعد خروج التحاليل وإجراؤها بطلب طبيب بالقرية، أنه يحتاج لجلسات غسيل كلوى فورًا، وتوجه به إلى مستشفى الأقصر الدولى بوسط المدينة، وتم عمل تحاليل جديدة له وتم تحرير إقرار بأنه يحتاج لثلاث جلسات غسيل تنشيطية فى البداية، موضحًا أنه بعد الجلسات الثلاثة الأولى باع كل ما يملك وتوجه به للقاهرة للتأكد من حالته الصحية أكثر ورعايته بشكل أفضل، وظل شهر ونصف فى القاهرة لإجراء غسيل وتحاليل طبية لابنه، وبعد عدة أسابيع من الفحص والغسيل قرر للأطباء أن يقدم كليته لابنه، ولكنه دخل فى دوامة جديدة مع ابنته الكبرى شيماء والتى ظهرت أعراض إصابتها بفشل كلوى وأجريت لها أول 5 جلسات فى المستشفى الدولى بالأقصر.
وأوضح الحاج عادل الصغير، أنه يعيش منذ أكثر من 4 سنوات رحلة الحياة اليومية فى جلسات الغسيل الكلوى مع ابنيه شيماء ومحمد، حيث إن ابنته الكبرى شيماء تجرى جلسات أيام الأحد والثلاثاء والخميس، وشقيقها محمد جرى غسيل كلوى أيام السبت والإثنين والأربعاء، قائلاً:- "أنا بشكر الله تعالى على ابتلائى فى إثنين من أبنائى بالفشل الكلوى وأتمنى من الله أن يعيننى على مواصلة مسيرة علاجهم والحفاظ عليهم حتى الشفاء فى المستقبل، وكل ما أحلم به كشك من المسئولين لتوفير رزق الأولاد حال عدم وجود عمل بالنجارة لأنها مهنة لا يستطيع العمل بها يومياً".
ومن جانبه قال الابن محمد عادل الطالب فى الصف الثالث الثانوى، والذى كان يجرى جلسات غسيل كلوى طوال فترة الامتحانات 3 أيام أسبوعياً، موضحاً أنه نجح وحصل على مجموع 60% وذلك رغم ظروفه الصحية وعمله على التروسيكل لتوفير نفقات أسرته مع والدته ومساعدته، كما كان يقوم بالمذاكرة خلال جلسات الغسيل الكلوى، معبراً عن سعادته الكبيرة بالحصول على هذا المجموع فى ظروفه الخاصة شاكراً الله على هذا المجموع، والشكر لوالده وأسرته الذين كانوا يساعدونه فى المذاكرة وقت جلسات الغسيل الكلوى فى ليلة الامتحانات.