عادل السنهورى

الزمالك صانع الفرحة وسارق النار

الخميس، 26 أغسطس 2021 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق نصف الشعب المصري من الزملكاوية أن يفرحوا ويفرطوا في الفرحة وفى التعبير عن مظاهرة السعادة البالغة بالفوز بواحدة من البطولات المهمة في مصر.. ببطولة غائبة منذ 5 سنوات أو ستة –عشان ماحدش يزعل وتزيد أحزانه- هي بطولة الدوري العام للعام الجاري.
 
من حق هذا الجمهور الوفي والمخلص والمنتمي حقيقة للكيان الزملكاوي وللفانلة البيضاء العزيزة والغالية جدا على قلب كل زملكاوي أن يبتهجوا ويسعدوا ويرضوا بهذا النصر والفوز المبين ببطولة هي الأصعب والأكثر شراسة من البطولات السابقة.. ولأنها – وهذا هو المهم- بطولة حلال جدا تحققت فيها أركان العدالة وبنسبة مقبولة الى حد ما ففاز بها من يستحق بالجهد والعرق والكفاح والإصرار حتى اللحظة الأخيرة.
 
هذا الجمهور عليه أن يزهو بفريقه وناديه الذي تحول الى مايشبه احدى الأساطير الاغريقية القديمة وهو ما يستحق دراسات وأبحاث من المهتمين بعلم النفس وعلم الاجتماع والمنطق والتاريخ أيضا. فقد تحدى فريق الزمالك كل الظروف وواجه أعاصير المشاكل وأمواج الخلافات وزعابيب القضايا والاتهامات والبلاغات والبيانات. وتحمل أمورا لا يمكن لناد آخر في العالم في ظل هذه الأمور ان ينافس حتى على بطولة أو يحافظ على كيانه في الحد الأدنى.
 
منذ سنوات والزمالك تحول الى نادي مرادف للمشاكل والإدارات المجمدة والمعينة والمثقل بالأعباء المالية والديون والحملات الإعلامية المسمومة ومع ذلك تراه يولد من رحم كل هذه التحديات بطلا ومتحديا وقويا.. يفوز بالبطولات وبطولة الدوري حتى لو كل 5 سنوات. ولو كان هناك نادي غيره لما سمع عنه أحد ولأصبح نسيا منسيا في سنوات قليلة . ولنا في تاريخ الرياضة أمثلة لأندية شعبية كثيرة.
 
هذا العام وحده فاز الزمالك بثلاث بطولات للدوري في الألعاب الجماعية، السلة واليد والقدم وبطولة قارية في كرة السلة وغيرها من البطولات في ألعاب آخرى. فهل هذا يستقيم ونظريات علم المنطق والنفس وعلم الاجتماع ومجريات التاريخ. هل تستقيم الفوضى واقالة مجلس الإدارة وتعيين إدارة تلو آخرى وحالة افلاس يعاني منها النادي ومطالبات بأموال طائلة من لاعبين سابقين ومستحقات آخريين مع الفوز بالبطولة أو البطولات
هل يفوز فريق كل الأخبار عنه في وسائل الاعلام هي أخبار سلبية ومصدرة للإحباط واليأس حتى والفريق متصدر للبطولة...هل هذا يستقيم ونظريات علم الاجتماع.
 
أليس الاستقرار والهدوء وتحديد الاختصاصات والوفرة المالية والتخطيط والإدارة السليمة هي الطريق الى حصد البطولات. فلماذا يفوز الزمالك بالبطولات وهي يسير عكس ذلك...؟
 
هل هناك ناد تتزايد أعداد جماهيره وتتضاعف وهو لا يفوز بالبطولات. وترى أطفال صغار يشجعونه وهم لم يشاهدوه يفوز الا مرات نادرة ...من يقول ذلك واي تاريخ رياضي يرصد ذلك.
 
هذه ظواهر تستحق التوقف أمامها لبحثها وتمحيصها ودراساتها والخروج منها بنظريات اجتماعية جديدة في الحب والانتماء والفوز.
لقد صنع الزمالك الفرحة والسعادة من رحم الأحزان، وأصبح مثل اسطورة " برومثيوس" سارق النار في الحضارة اليونانية القديمة من آلهه الأوليمب . فكما تقول الأسطورة فان برومثيوس خلق الانسان وجعله ينظر الى السماء ووقع في حب الناس وفكر كيف يقدم لهم الخير والسعادة، وهذا الأمر لم يعجب "زيوس" كبير آلهة الأوليمب لذا شعر بالغضب لأن بروميثيوس فضّل الناس بمعاملته، فلقد أرادهم زيوس أن يكونوا خانعين وبائسين ولم يكن يرغب في أن تكون لهم أية قوة تجعلهم يتجرأون يوماً ما على الاستيلاء على مملكته.
 
ولما جاء الخريف أطلق زيوس أول برد الشتاء ورأى بروميثيوس الناس يرتجفون من البرد ويظهرون علامات الأسى والحزن، ففكر أن يحضرها إلى جبل الأولمب الذي لا يقربه فصل الشتاء، لكن زيوس كان هناك ولم يكن يسمح بدخول المخلوقات البشرية إلى مملكته. فكان على بروميثيوس أن يفكر بطريقة أخرى لمساعدة البشر.  سرق النار من البركان الذى كان يخدم الاله فقط ونزل بها الى الناس فامتلكوها لانها من حقهم مثل اله الأوليمب.
 
هكذا الزمالك الأسطورة جاء بقبس من الفرحة والسعادة الى شعبه ومع ذلك يستكثر عليه البعض الفرحة وباتوا في حزن وكمد وهم. دون سبب منطقي واضح. فالفرحة ليست مقسومة لهم فقط أو مخلوقة من أجلهم . فالفرح والسعادة لكل الناس والفوز بالبطولات ليس حكرا عليهم وانما من حق الأخرين عندما تتوفر أسباب العدالة والنزاهة. فهى يوما لك ويوما عليك. تحزن اليوم وتفرح غدا . وهذا ما يؤمن به الشعب الزملكاوي أبو قلب أبيض ناصع البياض . أبو قلب زى الفل.
 
عموما الفرحة حلوة. لا شك في ذلك ومن صنع الفرح وسرق النار من أجل شعبه يستحق منا كل تحية، للاعبين والاداريين والعاملين والجهاز الفني ومجالس الإدارة السابقة والحالية وتحية خاصة للزملكاوية الأوفياء المخلصين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة