على الرغم الأزمات العديدة التى شهدتها أفغانستان طوال الفترة الماضية، إلا بديل سقوط النظام أمر مرعب، وخاصة بعد سيطرة طالبان فى الحكم، فطالبان وان أبدت فى خطاباتها لغة لينة اقل تشددا، الا انها تمارس القمع على الشعب الأفغانى، كما ستشكل تهديدا لجيرانها، ولدول أخرى، فهناك تخوف واسع لدى العديد من الدول، لا سيما الاوربية من عودة الجماعات المسلحة إلى سابق عهدها، فوصول طالبان للسلطة هو بمثابة دفعة معنوية للتنظيمات المسلحة الجهادية بمناطق مختلفة من العالم وخصوصا الشرق الأوسط بعد أن سلبت منها روح القتال بعد هزيمة داعش فى العراق وسوريا.
وكشفت دراسة للمركز الفرنسى للدراسات أن أفغانستان ستشهد طفرة جديدة ستطرأ على نشاط الجماعات الإرهابية العالمية، وهو ما يجعل المنطقة مقبلةً على مستقبل غامض سيحتد فيه الصراع بين الإيديولوجيات الأصولية المتشدّدة الساعية إلى إقامة وفرض تصوراتها التى ترى فى حركة طالبان، بعد ما حققته الحركة فى أفغانستان
وتابعت الدراسة أن طالبان ليست تنظيما سياسيا فكريا يتبع الاسلام كمنهج فى الحكم، ولكنه تنظيم وصولى، يوظف الدين فى خدمة مصالح فئوية وحزبية، وهى ليست تنظيما ديمقراطيا ولا يسمح فيه لأى خروج عن كلمة الأمير، ويتبع منهج الولاء والبراء ولا يقبل أى معارضة أو مراجعة، وسيطرة طالبان على أفغانستان كانت بالقوة والسلاح وليست خيارا شعبيا لكل الأفغان.
وأوضحت الدراسة أنه قد حذر الرئيس ماكرون على وجوب ألا تصبح أفغانستان مجددا معقلا للإرهاب"، وهذا سوف عودة ثانية إلى الإرهاب الذى يهدد أوربا، ويفتح ملف عودة تدفق اللاجئين مرة ثانية، ولا تمتلك أوروبا من أدوات كافية للتأثير على طالبان، خاصة بعد رحيل الولايات المتحدة، ولذا، فإنها سوف تسعى لإدارة هذا الملف بالتعاون مع تركيا، عبر تقديم حزمة مساعدات اقتصادية بهدف استيعاب اللاجئين داخل حدودها، ومنعهم من الانتقال إلى الدول الأوروبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة