أنهت عدد من الدول عمليات الإجلاء لمواطنيها في أفغانستان، في الوقت الذى تضع فيه الولايات المتحدة الأمريكية خطة لضرب داعش في أفغانستان، بعد التفجير الذى شهده مطار كابول اليوم وخلف عشرات الضحايا من قتلى وجرحى.
وأعلنت ألمانيا إنهاء عملية الإجلاء الخاصة بها من أفغانستان، فيما أكد سفير موسكو لدى كابول دميتري جيرنوف، أن جميع المواطنين الروس الذين رغبوا في مغادرة أفغانستان على خلفية وصول حركة "طالبان" إلى سدة الحكم قد تم إجلاؤهم.
وأضاف سفير موسكو لدى كابول أن الحديث يدور عن 360 مواطنا روسيا بينهم حاملو الجنسية المزدوجة غادروا البلاد على متن أربع طائرات أرسلتها روسيا إلى كابول لإجلاء رعاياها، قائلا: "كل من رغب في المغادرة قد غادر"، لافتا إلى أن هؤلاء لم تكن بوسعهم مغادرة أفغانستان منذ يونيو الماضي بسبب انقطاع حركة الملاحة الجوية المباشرة بينها وروسيا لأسباب فنية.
وأوضح سفير موسكو لدى كابول أن هناك معلومات مفادها أن عددا من الأشخاص لم يتمكنوا من الوصول إلى المطار في الوقت المحدد لاعتبارات لوجيستية، مضيفا أن روسيا لبت جميع المطالب التي تلقتها حتى اليوم من دول أخرى لإجلاء رعاياها من أفغانستان وأخرجت من كابول برحلات أمس 38 من مواطني دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
ولفت سفير موسكو لدى كابول إلى أن موسكو تعمل على مساعدة نحو 400 أفغاني سيبدؤون هذا العام دراستهم في جامعات روسية مختلفة، مشيدا بكيفية تعامل طالبان مع عملية الإجلاء الروسية، واصفا إياه "إيجابيا جدا"، وتابع أنه لا يزال على تواصل وثيق مع الحركة على كافة المستويات منذ استيلائها على كابل وأن العمل جار على حل جميعا المسائل.
ونصحت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها بأفغانستان بعدم الاقتراب من مطار كابول، وقال دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني: لن نسمح للأعمال الإرهابية بوقف الإجلاء من أفغانستان.
فيما فشلت المحاولة الأخيرة لإجلاء جميع حراس السفارة البريطانية فى إحدى الرحلات الجوية الأخيرة من أفغانستان، وقامت شركة الأمن الدولية "جراداورلد"، التى وظفت حوالى 200 موظف أفغانى بعقود لحماية السفارة البريطانية فى كابول، بترتيب 10 حافلات لتجميع موظفيها السابقين لنقلهم إلى المطار قبل فجر اليوم الخميس .
جرى التفاوض على ممر واضح مع طالبان؛ مما سمح للحافلات بعبور نقاط التفتيش، ووصلت القافلة بأمان ولكن لم يُسمح لها بدخول بوابات المطار، وفق صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
ظل الحراس وعائلاتهم فى الحافلات خارج المطار من الساعة 7 صباحًا حتى حوالى الساعة 6 مساءً اليوم عندما سمع دوى انفجارات على الجانب الآخر من محيط المطار، مما اضطر إلى التخلى عن العملية.
من جانبه أعلن رئيس الأركان الكندي بالإنابة الجنرال واين إير اليوم الخميس انتهاء عمليات الإجلاء التي تنفذها بلادها من العاصمة الأفغانية كابول، وذلك في ظل سيطرة حركة طالبان على أفغانستان الشهر الجاري.
وقال رئيس الأركان الكندي بالإنابة إن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغته بأن هذه أكبر عملية إجلاء عسكرية في التاريخ.
من جانبه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية توقعت حدوث هجوم مماثل في كابول، موضحا أن الهجمات في كابول شنها تنظيم داعش الإرهابى.
وأضاف الرئيس الأمريكي خلال كلمة له ، أن القوات الأمريكية قامت بعملية إجلاء غير مسبوقة في أفغانستان، موضحا أن القوات الأمريكية أجلت أكثر من 100 ألف مواطن أمريكي وأفغاني.
ولفت جو بايدن، إلى أن الوضع الميداني في أفغانستان ما زال يتطور، مشيدا بالجنود الأمريكيين الذين ضحوا بأنفسهم في هجمات كابول.
وتابع الرئيس الأمريكي: سنستمر في تنفيذ التزامنا المقدس تجاه عائلات الجنود الأمريكيين وأنا أعرف حقيقة ما يشعرون به، والقادة في الولايات المتحدة الأمريكية يتابعون الأمر بتفاصيله .
وتوعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمطاردة منفذي هجوم مطار كابول، الذى وقع اليوم، موضحا أنه حدث في كابول الهجوم الذي حذرت منه الوكالات الاستخبارية وأدى لمقتل عدد من الأمريكيين والمدنيين، ولن نصفح وسنلاحق المتورطين بهجوم مطار كابول، متابعا: طلبت إعداد خطط لضرب تنظيم داعش ـ خراسان في أفغانستان.
وأضاف جو بايدن، في كلمة له، أن القوات الأمريكية سترد بقوة وحزم على هجوم مطار كابول، موضحا أن تنظيم داعش خراسان خطط لعدة عمليات ضد الأمريكيين في أفغانستان، والهجمات الإرهابية لن تثني القوات الأمريكية عن مواصلة الإجلاء من أفغانستان، ولن نتهاون في الرد على المتورطين بهجوم مطار كابل.
وتابع الرئيس الأمريكي: سنواصل عمليات الإجلاء من أفغانستان ولن يردعنا الإرهابيون، موضحا أن عمليات الإجلاء من أفغانستان مهمة محفوفة بالمخاطر، ونقدم التعازي للأفغان ممن قتلوا وجرحوا في هجوم كابول.
ولفت جو بايدن، إلى أن تنظيم داعش هو الذي أزهق أرواح العديد من الأمريكيين والمدنيين الأفغان في مطار كابول، والمهمة التي نقوم بها في أفغانستان غير عادية وخطيرة جدا ولذلك أصررنا على وضع مدة محددة لها.
وتابع الرئيس الأمريكي: أنبه القادة على الأرض باستمرار لتنفيذ أهداف مهمة الإجلاء من أفغانستان بأفضل الطرق، وسنخطط لتوجيه ضربة لداعش في الوقت المناسب وهذا العدو لن يردعنا، وكنا نعلم ان عمليات الإجلاء من أفغانستان ستتم في ظروف صعبة للغاية بسبب التهديدات الأمنية، وكانت هناك معلومات بأن تنظيم الدولة ذلك العدو اللدود لطالبان يخطط لشن هجمات علينا.
وأضاف جو بايدن: أمرت القادة العسكريين باتخاذ أقصى الخطوات لحماية قواتنا في كابول، والقوات الأمريكية سترد بقوة ودقة في أفغانستان، وسنعمل على إجلاء كل الأميركيين الراغبين في الخروج من أفغانستان، مؤكدا أنه لا يستبعد إرسال قوات إضافية إلى كابول إذا تطلب الأمر.
وتابع الرئيس الأمريكي: سننقذ الأمريكيين ونخرج حلفاءنا الأفغان، موضحا أنه من مصلحة طالبان عدم تمدد تنظيم داعش في أفغانستان، قائلا: أبلغنا طالبان بضرورة زيادة التدقيق الأمني في محيط مطار كابول، ومن مصلحة طالبان مغادرة القوات الأمريكية في الوقت المحدد، كما أنه لدينا معلومات عمن يقف خلف هجوم مطار كابول لكن لسنا متأكدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة