"كل يوم بنموت الف مرة لما بنشوف ابننا فى الحالة دي ومش عارفين نعمله حاجة ".. بهذه الكلمات الموجعة يمكن اختصار معاناة اسرة الطفل محمد رفعت عبد الحميد المقيم بمركز إيتاى البارود بالبحيرة الذي يعاني من مرض فرط الحركة والتوحد الشديد.
مرض الطفل محمد الذي يبلغ من العمر 13 عاما حول حياة أسرته الى جحيم لعدم قدرتهم على علاجه او حتى السيطرة عليه داخل المنزل.
ويروى رفعت مطاوع والد الطفل محمد مأساته مع نجله المريض: "محمد هو الابن الأوسط بين أبنائي الأربعة وبدأت فصول المعاناة معه منذ ولادته بعد ملاحظة اختلافه عن الاطفال الآخرين بصورة كبيرة"، مضيفًا أنه تم عرضه على الكثير من الأطباء وكان التشخيص واحدًا، وهو إصابته بالتوحد الشديد وفرط الحركة الذي يصعب علاجه وأن علاجه الوحيد هو إعطائه المهدئات العصبية لمحاولة السيطرة عليه.
وأوضح والد الطفل، ان معظم المهدئات التي يعالج بها نجله، زادت من شهيته للأكل مما أثر على وزنه بشكل مخيف، معقبًا: "أبني محمد وصل وزنه الى أكثر من 120كيلو وشديد الشغف للأكل بشكل غير عادى على مدار اليوم.. حيث أنه على سبيل المثال، لا يكفيه في وجبة الإفطار ارغفة خبز وكذلك الغذاء والعشاء مما أدى إلى إصابته فى النهاية بأمراض كثيرة منها مرض السكر الذي ارتفع فى دمه لأكثر من 500درجة، وصلت الى الغيبوبة بالإضافة الى عدم قدرته على التبول والتبرز بشكل إرادي، وإصابته بفرط شديد فى الحركة وصلت الى حد الهياج العصبي والعنف مع أسرته بشكل كبير.
وطالب والد الطفل من وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد تبنى حالة نجله وعلاجه لإنقاذ اسرة كاملة من الدمار.
وقالت والدة الطفل محمد ان نجلها أصبح يشكل خطرا كبيرا على أرواح ابناءها الآخرين خاصة البنات منهم.
وأضافت: "والله عيشتنا تصعب على الكافر مفيش حد عارف يسيطر على الولد وخايفين انه يؤذي اخواته زى محصل قبل كده مع اخته وخلصناها منه بالعافية"، مشيرة إلى أن الأمر أصبح خطير للغاية والعلاج بالمهدئات لا يكفي.
وتابعت: "حياتنا أصبحت جحيم ولازم نقسم نفسنا ورديات علشان نكون صاحيين مع الولد علشان خايفين يعمل حاجة وحشه فى نفسه أو حد فى اخواته.. وحتى الأن لم يستطيع اي دكتور تخديره لعمل أشعه على المخ لأنه عنيف جدا ومحدش بيقدر يسيطر عليه".
وأشارت والدة الطفل المريض، إلى زيادة الاعباء المادية والمعنوية مع كبر سن نجله، مضيفة: " اللى خايفة منه ان حالة محمد تسوء مع عدم علاجه خاصة مع تقدمه فى العمر وعدم مقدرتنا على رعايته ولذلك اطالب من المسئولين النظر بعين الشفقة لهذه الحالة النادرة رحمة به وبأسرته كلها" .
من جانبه أكد الدكتور محمود طلحة وكيل وزارة الصحة بالبحيرة تكثيف الجهود لرفع مستوى الخدمات الطبية والاستجابة العاجلة لمطالب المواطنين، لافتًا إلى أنه جارى تشكيل لجنة طبية موسعة لفحص حالة هذا الطفل وتقديم تقرير شامل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاجه على نفقة الدولة إذا لم يكن يتمتع بخدمات التأمين الصحي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة