ذكرى رحيل نجيب محفوظ.. كتب تناولت أدب وسيرة أديب نوبل آخر 5 سنوات

السبت، 28 أغسطس 2021 02:00 م
ذكرى رحيل نجيب محفوظ.. كتب تناولت أدب وسيرة أديب نوبل آخر 5 سنوات نجيب محفوظ
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعل الأديب الأوفر حظًا من جانب المقاربات النقدية، والمعالجات السينمائية، والاهتمامات الجماهيرية، فرغم رحيله منذ 15 عاما، لكن يبقى سحره براق لا يخفت، سيرته عطره ريحها لا ينضب، اسمه لامع لا يقل لامعانا، هو النجيب الذى لا يغيب رغم الفراق والباقِ رغم الرحيل، أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ.
 
تمر هذه الأيام ذكرى حزينة على قلوب الأوساط الثقافية والفنية خاصة، والمصرية بصفة عامة، الذكرى الخامسة عشر على رحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل فى الآداب عام 1988، والذى غاب عن عالمنا فى أغسطس عام 2006، تاركا خلفه تراثا أدبى من أروع ما يوجد فى المكتبة العربية والأدب العالمى.
 
القراء ما زالوا مهتمون بقراءة روايات صاحب "الثلاثية"، وصناع الدراما لا زالوا شغفون بتحويل روائع أديب نوبل إلى أعمال فنية مرئية، والنقاد والباحثون كذلك لا يملون فى النبش فى أسرار وتفاصيل نجيب محفوظ فى أدبه وحياته، ولا زالت الكتب النقدية والدراسات البحثية والسير الذاتية تجرى وراه حكايات جديدة فى حياة النجيب.
 
خلال الخمس أعوام الماضية، صدرت العديد من الكتابات والمقاربات النقدية، عن الأديب العالمى نجيب محفوظ، ليكون أكثر الكتاب من جيله ومن الأجيال السابقة والتالية اهتماما من جانب النقاد، وكأننا لم نعرف أدبا ورواية إلا على يد صاحب "الحرافيش"، ومن الكتب والدراسات التى صدرت فى السنوات الخمس الأخيرة:
 

أولا حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة

 
أولا حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة
 
يعتبر "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة" كتاب محمد شعير أحد أهم الكتب التى تناولت إبداعات الروائى العالمى نجيب محفوظ، وقد أحدث صدور الكتاب صدى نقديا، حيث يجمع الكتاب بين النقد، والسرد الروائى، والبحث المعمق، واللغة السينمائية، لنجد أنفسنا أمام وثيقة حية لستينيات القرن العشرين، سياسيًّا وتاريخيًّا، بل ومرآة لواقعنا الراهن عبر اتخاد الرواية مركزًا للسرد، لا يقدم فيها شعير أحكامًا، وإنما يستعرض الوقائع دون تدخل، مستعيرًا فى ذلك حيادية محفوظ وحيله الروائية.
 
عبر رحلة بحث فى مئات الوثائق والدوريات، وبلغة تمزج بين السرد بتقنيات السينما التسجيلية، يلتقط محمد شعير دراما اللحظة المتوترة التى أثارتها (أولاد حارتنا)، ليتجاوز كونها أزمة فى حياة صاحبها، بل وسيلة لقراءة آليات وتفكير المجتمع، كاشفة لطبقات أعمق منه، وملتمسة بعضًا من جذور المواجهة بين حرية الفكر واستبداد الرجعية، قراءة لا تنشغل بالإجابة أكثر من طرح الأسئلة، ومن ثم تبدو مرآة لواقعنا الراهن. هى رواية الرواية، رحلة بحث عن التفاصيل المنسية، حول البشر، والزمن، والتحولات، ودوائر الصراع داخل حارتنا المأزومة.
 

ثلاثون عاما فى صحبة نجيب محفوظ

 
ثلاثون عاما في صحبة نجيب محفوظ
 
يركز الكتاب على أمور بعيدة عن الحكايات المتعلقة بعالم الرواية، إذ تمتد معرفة "الشنواني"، وهو أستاذ بكلية طب قصر العيني، بنجيب محفوظ لأكثر من عاماً، ويرصد المؤلف خلالها صفات "محفوظ"، وأهمها دقته والتزامه البالغ فيما يتعلق بحالته الصحية، ومواعيد تناول الأدوية، فضلاً عن مسافة وضعها مع غيره كشخصية عامة، وبين عالم عائلته وبيته الذى لم يدخله أحد إلا لحظة إعلان فوزه بنوبل فى أكتوبر 1988.
 
ويقدم المؤلف مجموعة من الصور القلمية لرواد جلسة "محفوظ" من الكتاب والشخصيات التى لم تحظ بشهرة كبيرة، وأولهم الروائى مصطفى أبوالنصر (توفى عام 1995)، وكان أكثر رواد الجلسة انتظاماً، لذلك حرص "محفوظ" على المشاركة فى تشييع جنازته، والثانى هو المحامى هارفى سعد، الذى عبر عن حرصه على حياة "محفوظ"، وظل يجلس خلفه فى كازينو الأوبرا القديم لحمايته عند اندلاع أزمة رواية "أولاد حارتنا" عام 1959.
 

كتاب مقامات فى حضرة المحترم

 
كتاب مقامات فى حضرة المحترم
 
يتكون الكتاب من مقدمتين إحداهما للمؤلف والثانية للناقد مصطفى الضبع، وثلاث مقامات هى على التوالى مقام الأسرار، ومقام الكمال، ومقام الوصل، ولعل التقسيم نفسه يشى بمحتوى صاحب المقام نجيب محفوظ الذى يراه المؤلف حلما شفيفا يحاول من خلاله الكشف عن التقاطعات المعرفية والجمالية والإنسانية لتجربة إبداعية كبيرة ليظل الكتاب مراوحة بين العمل النقدى المنهجى والعمل الإبداعى الذى لايتخلى عن إشاعة نوع من اللذة.
 

الأعوام.. سيرة الطفولة

 
الأعوام.. سيرة الطفولة
 
عبارة عن سيرة ذاتية عن طفولة نجيب محفوظ مكتوبة بخط يده، - كتبها تقريبًا خلال عامى 1928 أو 1929، وهو نص طويل كتبه بنفسه بعنوان "الأعوام"، من بدايات الأعمال التى كتبها، وهى تعتبر السيرة الذاتية الوحيدة له، ويتناول فيها سنواته الأولى، وأنا أدرس بجانب ذلك كيف انعكست نشأته على فنه وإبداعه.
تتناول حياته وهو فى سن 7 أو 8 سنوات، ولم يترك «محفوظ» شيئًا ذكره فى هذه السيرة لم يتناوله فى كتاباته الروائية المتنوعة، لذلك تثبت هذه السيرة أنها العنصر الأساسى والرئيسى لكل كتابات «أديب نوبل»، وندرك من خلالها أنه استوحى كل العالم والكتابات من خلال رؤيته وسيرته الذاتية، ومن هنا نعتبر المذكرات نصًا مؤسسًا لرؤية محفوظ للطفولة.
 

نجيب محفوظ ناقدا

 
نجيب محفوظ ناقدا
 
يقدم الكتاب مقاربة نقدية تأويلية لحوارات نجيب محفوظ المنشورة فى المجلات الأدبية خلال نصف قرن، وهى قراءة أثمرت عن إظهار الصورة الضمنية فى تلك الحوارات لنجيب محفوظ؛ وهى صورة نجيب محفوظ الناقد، ويوضح الكتاب أن محفوظ فى حواراته ناقد متمكن من مقولاته وصيغه النقدية، ملمٌّ بعناصر ثقافية عامة ونقدية خاصة.
كما احتوى الكتاب أيضًا على سيرة نجيب محفوظ كما يراها هو ونقده لها، والألوان النقدية فى حوارته، وتأثيرات نقده فى النقد الأدبى العربي، وحواره باعتباره نوعًا أدبيًّا – قصصيًّا، والسعى إلى البحث عن نظريته النقدية فى حوارته، ومسرد بأهم المفاهيم والمصطلحات الثقافية والأدبية والنقدية الخاصة بنجيب محفوظ، كما يضم الكتاب بين جنباته تسعة وعشرين حوارًا تُجمع للمرة الأولى فى كتاب واحد.
 

نجيب محفوظ بختم النسر

 
نجيب محفوظ بختم النسر
 
الكتاب يقدم صورة لنجيب محفوظ الموظف من خلال أرشيفه الوظيفى الموجود حاليا فى المركز القومى للسينما؛ والذى يضم مئات من الأوراق التى تحمل توقيعات وكلمات وقرارات بخط يد نجيب محفوظ.. وهى أوراق تختزن سيرته عبر الـ37 عاما، وهى الفترة التى قضاها موظفا فى ثلاثة جهات: جامعة القاهرة (وزارة المعارف) "1934- 1939"، وزارة الأوقاف "1939- 1975"، وزارة الثقافة "1957- 1971" تاريخ إحالته للمعاش.
 

المسكوت عنه فى عالم نجيب محفوظ

المسكوت عنه فى عالم نجيب محفوظ
 
يتناول هذا الكتاب الجيش المصرى فى أدب نجيب محفوظ والذى يتميز برؤية ناضجة متوازنة عن الجيش المصرى، وتتشعب هذه الرؤية لتحيط بعدد من الأبعاد والزوايا المهمة، التى تتعلق بالصلة الوثيقة التى تجمع المؤسسة العسكرية بمجمل مفردات الحياة المصرية فى تجلياتها المختلفة، إذ يؤكد على الانصهار الكامل لضباط الجيش المصرى فى نسيج الواقع، وقد خصص له بيومى أربعة فصول تناول فيها "الجيش والمجتمع، والجيش والسياسة، ثم حروب الجيش المصرى وبعد ذلك أجيال من الضباط" ويؤكد فيها الكاتب ان نجيب محفوظ كان يعلى من شأن الجيش المصرى ووطنيته، ويتعامل مع ضباطه وجنوده وفق المعايير والمقاييس الإنسانية، ومن هنا يأتى نضج وطزاجة وتفرد شهادته. 
 
وينتقل بنا بيومى من الجزء المخصص للجيش إلى جزء خاص بالشرطة المصرية فى عالم نجيب محفوظ حيث يقول فى التمهيد لهذا الجزء من الموسوعة "التمهيد" أمام قضية بالغة الأهمية والخطورة: "ضرورة الشرطة وفلسفة الأمن"، وفيه ما يبرهن، من خلال معطيات عالم نجيب محفوظ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة