الهدف هو بوصلة الإنسان في هذه الحياة، لا يعرف اتجاهاتها سوى من كان صاحب عزيمة وإرادة من حديد، من حاول مرارا وتكرارا رغم قساوة الظروف، من لم يعرف لطموحه حدود، وأدرك أن "لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس"، فالحياة فيض من التجارب والتحديات، التي تحتاج للجهد والشقاء، الحياة صعبة لكن ليست مستحيلة، في بعض الأحيان نفقد الأمل ورغبة الاستمرار إلى أن يأتي أمل جديد يجعلنا أقوى ويدفعنا للاستمرارية والمثابرة والتضحية لتحقيق الحلم. فالطريق إلى تحقيق الأهداف صعب مليء بالعقبات والمواجهات التي تحاول إرجاعك لنقطة البداية بين حين والآخر، ومن ينجح في تخطيها والوصول لنقطة النهاية هو من ظل صامدا وراسخا يكافح لبلوغ القمة.
"لا تعترف بالفشل ما لم تكن قد جربت آخر محاولة ولا تتوقف عن آخر محاولة ما لم يتم النجاح"، بهذه المقولة يمكن أن تلخص قصة كفاح طارق محمد الأفندي، البالغ من العمر أربعون عاما، الذي عاش حياته يكافح من أجل لقمة العيش والرزق الحلال شاقا طريقه معتمدا على نفسه دون الاعتماد على أهله، فافتتح مطعما في عمّان وعمل به لمدة أربع سنوات حتى عاد بعدها لمصر ليبدأ رحلة جديدة في الكفاح بعدة مطاعم أخرى ولكن تسببت ظروف الحياة في القضاء على مشاريعه وأحلامه، فلم ييأس وحاول من جديد بإنشاء كافيه متنقل على سيارة يروج منها جميع المشاريب للشباب، حتى ذاع صيته بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.
يحكي طارق محمد الأفندي لـ"اليوم السابع" إنه عاد لمصر في عام 2008م بعدما أنهى دراسته بكلية السياحة والفنادق بجامعة عمّان الأهلية بالأردن، وعمله بمطعمه الخاص، ليفتتح مطعما بمدينة أجا بالدقهلية وظل العمل يسير جيدا حتى اندلاع الثورة وما شهدته مصر من أحداث في عام 2013م فاضطر لغلق مطعمه، ولكنه لم ييأس فبعد فترة افتتح مطعما آخر في منطقة الجلاء بمدينة المنصورة حتى أغلقه هو الآخر لظروف منعت من استمراريته، ومن ثم اتجه للعمل في مدينة شرم الشيخ ليعود للمنصورة بعد ثلاثة أشهر فقط بعد ظهور جائحة كورونا التي كانت عائقا جديدا أمام مسيرته.
وأضاف طارق، إنه لفت انتباهه أثناء عمله بمدينة شرم الشيخ، عربة مشروبات متنقلة يتناسب تصميمها وشكلها مع طبيعة نشاطه، فاستشار كل من حوله حتى اشتراها من صاحبها ونقل تراخيص عملها لمدينة المنصورة.
واستطرد طارق، أنه اهتم بتصميم العربة، فبحث عن مهندسين يصممون له شكل العربة وعمال ينفذون له التصميم المختار محاولا محاكاة تصميمات هذه النوعية من العربات في الدول الأوروبية.
وقال طارق، إنه جهز العربة تجهيزا متكاملا، فزودها بآلات صنع القهوة والشاي وثلاجة للعصائر والمثلجات وتمديدات الغاز والمياه.
وأشار طارق، إلى أنه يقدم العديد من المشروبات بعربته المتنقلة، وأراد أن يتميز بعمله عن الآخرين من خلال تقديم مشروب النسكافيه الكلاسيك بالحليب الخالص، بالإضافة إلى شاي الكرك المكون من الشاي والحبهان والزعفران والجنزبيل والحليب، بالإضافة إلى مشروبات أخرى تكسر الروتين لدى الشباب وتحببهم في المشروع.
وقال طارق، إنه تشجع على العمل بمشروع عربة المشروبات المتنقلة بعدما وصى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر للشباب وترخيصها وصدور قانون ينظم العمل بها.
وأشار طارق، إلى أن أكثر المعوقات التي تواجهه أثناء عمله هو الكلام المحبط والسلبي الذي يتلقاه من بعض الأشخاص، ولكنه مع الخبرة استطاع أن يستوعب ذلك ويتداركه ويحببهم في عمله حتى أصبحوا زبائن دائمين يتوافدون عليه.
وقال طارق، إن مشروعه من المشاريع الخدمية ولهذا يستوجب عليه الإلتزام ببعض المعايير لضمان نجاح العمل كاستقبال الزبائن بطريقة مهذبة ومحببة وتقديم منتج عالي الجودة، والاهتمام بالنظافة.
وقدم طارق، نصيحته للشباب قائلا، يجب أن يحاولوا ويبدأوا بالعمل في مجال يفهمونه ويستطيعون التعاطي معه، وأن يثابروا ويحاولوا أكثر من مرة حتى يصلون لهدفهم ويحققون النجاح في حياتهم العملية.