أكسبتهم ثقافتهم الواسعة ومواهبهم المتعددة وحضورهم الجميل، شعبية وجماهيرية واسعة جعلت الجماهير تنتظر كل طلة لهم عبر الشاشات أو الإذاعات ومنحتهم قدرة فائقة على العطاء في العديد من المجالات، فلم يقتصر عطائهم وإبداعهم على التمثيل فقط ولكنهم أبدعوا حين خاضوا تجربة المذيع ومنحوها من صفاتهم ومواهبهم فتميزوا وارتبطت الجماهير بالبرامج المفيدة والهادفة التي قدموها وظلت هذه البرامج علامة في تاريخ الإذاعة والتلفزيون.
ومن بين هؤلاء النجوم الذين أبدعوا في التمثيل وأبدعوا كمذيعين الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز، التي أمتعتنا بأدوارها المهمة في السينما فهى هاميس فى فيلم «عروس النيل»، وأمينة فى «أنا حرة»، وسميحة فى «الوسادة الخالية»، وجهاد فى «وا إسلاماه» ، وأمل فى «رسالة من امرأة مجهولة»، وأميرة فى «آه من حواء»، والمتسولة فى «إضراب الشحاتين»، ونور فى «غرام الأسياد»، هى الهانم والخادمة والفتاة المتمردة والزوجة المغلوب على أمرها، هى الفنانة الكبيرة والإذاعية القديرة والكاتبة الصحفية المثقفة.
ففضلاً عن المشوار الفني الثرى للفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز فإنها صاحبة مشوار صحفى وإذاعى كبير تواكب مع مشوارها الفني واستمر حتى خلال الفترات التي ابتعدت فيها عن السينما، هى كاتبة وإذاعية وفنانة صاحبة فكر خاص فى اختيار أفلامها، ورغم أنها لم تقدم سوى عدد من الأفلام لا يتجاوز 20 فيلما فإنها أصبحت إحدى أيقونات الفن ورسخت بأعمالها المميزة فى وجدان الملايين.
تأثرت الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز بوالدها الكاتب الصحفى والروائى حامد عبدالعزيز تأثراً كبيراً حيث كان مثقفا وسابقاً لعصره، ، وكان كاتبا صحفيا فى الأهرام ويكتب روايات ومسلسلات للإذاعة وترجم العديد من الروايات، وكانت لبنى ابنته الكبرى وارتبطت به بعلاقة خاصة أثرت فى تكوينها وشخصيتها تأثيرا كبيرا، فكان منذ طفولتها يقرأ لها روائع الأدب العالمى وتعرفت في سن صغيرة على كتابات موليير وشكسبير وهو ما أكسبها ثقافة واسعة فتفوقت في الشعر والإلقاء والتمثيل وبدأت علاقتها بالوسط الثقافي مبكراً وهى ترى أصدقاء والدها من كبار المثقفين والكتاب.
بدأ المشوار الإذاعى للفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز فى سن مبكرة قبل مشوارها الفنى بسنوات، من خلال ركن الأطفال بالبرنامج الأوروبى.
وعن ذلك قالت الفنانة الكبيرة في حوار لليوم السابع: «بدأت فى الإذاعة وعمرى 10 سنوات، حيث كان والدى ينادينى لألقى الشعر أمام أصدقائه الكتاب والأدباء وكان منهم الإذاعى الكبير عبدالحميد يونس، فطلب منى أن أذهب لأداء اختبار بالإذاعة فى ركن الأطفال، وكان وقتها المسؤولون عنه إنجليز هما «آنتى دورين وأنكل بوب»، واختبرونى وعجبتهم وأطلقوا علىّ اسم "ليتل لولو - الصغيرة لولو"
وتابعت: «بعد سنتين تلاتة شالوا الإنجليز والإدارة بقت مصرية وتولى عبدالحميد يونس رئاسة البرامج الأوروبية، وقال لى هنعمل إيه الإنجليز مشيوا وكانوا شايلين البرنامج، فقلت له أنا أعمله، وبالفعل قمت بإعداد البرنامج وكان كله ارتجالى واستعنت بعدد من الموهوبين وكنت أؤلف قصص وبنغنى، وعرض عبدالحميد يونس البرنامج على لجنة وقالوا إنه أفضل من برنامج "أنكل بوب وآنتى دورين"
تضحك الفنانة الكبيرة وهى تتذكر هذا النجاح وتقول: «اللجنة قالت اتفقوا مع الشخص اللى عمل البرنامج وكان وقتها عمرى 13 سنة، وضحك عبدالحميد يونس وقالى هنتفق معاكى إزاى يا عيلة انتى، وفضلت أشتغل البرنامج دون أجر وحقق نجاحا كبيرا"
وتقاضت لبنى عبدالعزيز أو العمة لولو كما أصبح اسمها في البرنامج الإذاعى أول أجر لها وهى في هذا السن وقدره 50 قرشاً، وظلت الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز تقدم البرنامج لسنوات وحقق نجاحا كبيرا وهو مستمر حتى الأن على إذاعة البرنامج الأوربي وقدم العديد من المواهب ومنهم الفنان الكبير سمير صبرى الذى كان أول ظهور له من خلال هذا البرنامج وهو طفل.
وخلال هذه الفترة قدمت لبنى عبدالعزيز العديد من البرامج فى الإذاعة، وعن ذلك قالت لليوم السابع: «كنت باعمل برامج كتير فى الإذاعة قبل بداية مشوارى السينمائى، وعملت حوارات مع كل الوزراء، وقدمت برنامج «هل تعلم»، الذى كلفنى به الدكتور عبدالقادر حاتم لأنه كان يثق بى ويعرف قدراتى وكان البرنامج يكشف جرائم إسرائيل وأسرارها السيئة وكل هذه البرامج كنت أقدمها باللغة الإنجليزية».
وسافرت لبنى عبد العزيز بعد تخرجها من الجامعة الأمريكية في بعثة إلى أمريكا ومن هناك كانت تراسل جريدة الأهرام وتكتب عن الاستديوهات والسينما فى هوليوود، و ترسل الموضوعات باللغة الإنجليزية ويترجمها والدها للغة العربية قبل نشرها، واستمرت تمارس الصحافة حتى الأن حيث لازالت تكتب إلى اليوم مقالاً اسبوعياً لجريدة الأهرام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة