أخذت رواية الكاتب عبد اللطيف ولد عبد الله اسم عين حمورابى في إشارة قانون سادس ملوك بابل العين بالعين تمهيدا للحقيقة التي يرد الكاتب إيصالها وهى أن المجتمعات أيضا تنتقم وأن الأفراد العاديين يمكنهم الانتقام ممن آذوهم حتى عن طريق الصدفة ولو بعد حين.
وتبدأ الأحداث من "وحيد حمراس" العائد من ألمانيا مغامرة من نوع خاص للبحث عن أثر تاريخي في مسقط رأسه الذي غادره في ظروف لم يكشف عنها مباشرة و فيها سنكون أمام كشف خيط رفيع بين الحقيقة و الوهم حيث مع كل فصل تزيد عملية الكشف أكثر وضوحا.
يعود وحيد حمراس إلى مسقط رأسه في الجزائر مع بعثة أوروبية للتنقيب على الآثار، ليجد نفسه في مواجهة ذكريات الماضي التي دفنها عقله الباطن.
يتناولَ العمل أوضاع المجتمع من خلال تصرفات البطل والإرهاصات التي يُعاني منها، هذه الإرهاصات التي جاءت نتيجة لمجتمعٍ ما زال يعيش ويقتاتُ على الخُرافة ونبذ العلم، ولا يولي أهمية لتنشئة الفرد على العلم.
الحَبكة روائية مُتقنة لا تمنح القارئ فرصة القراءة السريعة، بل تضعه دائماً أمام إشاراتٍ كثيرة للوصول إلى الفهم الصحيح لأحداثها، ويتَّضح لك من خلال السطور أن الرواي يشعرُ بالإنفصام، أو يعيش حالة من الفُقدان الجزئي للذاكرة.
ومن مقاطع الرواية: "العشق ثمرةُ الشباب يا وحيد ولا أظنك تجهل هذا ولكن إن استطعتَ أن تُحافظ على ذلك الشُعور فستظلُّ شاباً مهما تقدَّمت بكَ السن"، وأيضا: «أكثرُ الناس تجربة هم المُذنبون والفاشلون الذين تُغلق أمامهم كل أبواب الخير".
وعبد اللطيف ولد عبد الله كاتب جزائرى صدر له سنة 2016 رواية خارج السيطرة وهي رواية فانتازية بطابع بوليسي عن دار الإختلاف بالجزائر و دار ضفاف بلبنان، وصدر له سنة 2018 رواية التبرج عن نفس الدارين وفي سنة 2020 نشرت روايته عين حمورابي عن دار مسكلياني وميم وقد وصلت هذه الرواية إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2021.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة