نشاهد، اليوم، صورة لأسطورة الكوميديا المصرية إسماعيل ياسين (1912- 1972) والذى لا يزال إلى الآن واحدا من أنجح الممثلين على الشاشة وصانع الابتسامة الكبرى فى حياة المشاهدين عبر الأجيال المختلفة.
ورغم الضحك كان إسماعيل ياسين قد نشأ وعاش طفولة صعبة، حتى أنه كتاب "إسماعيل ياسين بين السماء والأرض" لـ عماد خلاف يقول "هل فعلا كان يوما غاية فى البؤس يوم مولد إسماعيل يس، لقد كان أبوه سيئا، انصرف عنه وعن والدته التى تمكن منها المرض وبدأ ينهش جسدها الهزيل".
ثمة شىء مفجع كان ينتظر الطفل المسكين ووالدته، ففى إحدى المرات تشاجرت والدة إسماعيل مع والده وطالبته بمصروف البيت، لكنه تحجج بـ "منين" وقبل أن يهرب من الشقة سقطت الزوجة المسكين على الأرض، وحين وضع يده على قلبها لم يسمع نبضا، فتجمع الناس، وفى هذه اللحظة المشئومة ماتت والدة "إسماعيل" بالسكتة القلبية.
الحكايات القادمة من السويس تؤكد أن سمعة سوف ينتظر كثيرا حتى ينجو من هذا المصير المحتوم، والده لم يفق من الخمر والمخدرات حتى بعد وفاة زوجته ولم يجد مفرا سوى بيع ورشة الصاغة، وحين لم يتبق معه عطف عليه زميل له وعمل معه، لكنه استمر فى الشرب، وترك إسماعيل عند جدته لأمه لتربيته، كانت تعامله بقسوة شديدة، لأنها تعتقد أن والده هو السبب فى وفاة ابنتها، وكانت تنتقم منه عن طريق إسماعيل من خلال الضرب والإهمال.
لم تستمر حياة إسماعيل ياسين في ذلك البؤس، فعندما غادر إلى القاهرة استطاع أن يجد لنفسه موضع قدم اتسع حتى صار في وقت ما، الفنان الكوميدي رقم واحد في جيله، وحقق نجاحات كبيرة جدا، وأصبح صانع الضحكة في مصر، قبل أن تدور الحياة دورتها من جديد، ويعود إسماعيل ياسين حزينا مرة أخرى كما بدأت حياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة