يواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن الشهر الأكثر دمارا له منذ توليه الرئاسة، حيث يكافح لاحتواء أزمة قاتلة فى أفغانستان ووباء لا يتوقف وانتكاسات أخرى أرسلت موجات من الغضب والقلق بين صفوف حزبه فى الوقت الذى تشير فيه استطلاعات الرأى إلى تراجع تأييده.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن شهر أغسطس بدأ بأجراس إنذار بشأن عودة ارتفاع إصابات كورونا ومصير غير واضح لقائمة أولويات بايدن الداخلية، مصحوبا ببعض التفاؤل بشأن الاقتصاد واتفاق البنية التحتية بين الحزين. لكن الشهر يقترب من نهايته بصفارات إنذار بشأن استراتيجية بايدن فى أفغانستان، حيث قتل 13 أمريكيا فى الأسبوع الماضى، وأيضا تزايد المخاوف بشأن كوفيد 19. وأشعل هذا القلق جولة جديدة من تبادل أصابع الاتهام داخل حزب الرئيس.
ويخشى كثير من الديمقراطيين أن أسس رئاسة بايدن، وهى الكفاءة والهدوء والسيطرة، يمكن التشكيك فيها ولأول مرة، مما قد يضع الأساس لعواقب مدمرة فى الانتخابات النصفية العام المقبل.
وقال جون جاكسون، رئيس الديمقراطيين فى مقاطعة ديلكالب بولاية جورجيا، وهى أحد المعاقل الانتخابية فى الانتخابات النصفية، أنه يشعر بالقلق بشأن القدرة على تحقيق أجندة الرئيس. وأضاف أنه لا يعارض بالأساس الكثير من سياسته، ولكنه يعارض تنفيذه لها، مشيرا إلى أن تعامل بايدن مع أفغانستان قد أضر بمؤهلاته فى الرئاسة.
ويدافع الديمقراطيون عن أغلبية بسيطة فى مجلسى الشيوخ والنواب، وغالبا ما يعانى حزب الرئيس فى أول انتخابات نصفية بعد دخوله البيت الأبيض، وهو ما يفسر تصاعد القلق بشدة فى صفوف الديمقراطيين هذا الشهر. وقال عضو ديمقراطى فى مجلس النواب، والذى رفض الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، إن الكثير من التكتل يعتقد بخسارة المجلس بالفعل فى الانتخابات النصفية. بينما يقول ديمقراطيون آخرون أنهم يتبنون احتمالية تحقيق الجمهوريين مكاسب تفوق العشر مقاعد.
ويقول جامى راسكين، النائب الديمقراطى إنه حتى قبل أزمة أفغانستان، كان الناس معجبين للغاية بالتنظيم وبالجدية والخبرة التى اتسمت بها إدارة بادين ورئاسته. وفى المناقشات الخاصة، أثار بعض الديمقراطيين بمجلس النواب فكرة ضرورة إقالة وزير الخارجية أنتونى بلينكن مستشار الأمن القومى جيك سوليفان، حسبما قال عضو ديمقراطى بمجلس النواب وديمقراطى آخر على علم بالمحادثات، واللذين رفضا الكشف عن هويتهما لحديثهما عن محادثات حساسة.
من جانبهم، يقول مسئولو البيت الأبيض إن الشهر الصاخب لم يردع استراتيجيتهم الواسعة. ويرون تطورات إيجابية فى الأفق لو استطاعوا تجاوز عاصفة أفغانستان مع احتمالية توقيع تشريع يخص استثمارات تاريخية فى الطرق والكبارى والبرامج الاجتماعية، ويجادلون بأن قرار بايدن بالانسحاب من أفغانستان كان القرار الصحيح على الرغم من التداعيات التى أعقبته.
وتقول مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض كيت بيدنفيلد، إنها ترفض فكرة أن تعامل بايدن مع الموقف الصعب فى أفغانستان قد قوض إلى حد ما ثقة الناس به. فقد أظهرت للناس أنه يمكن أن يقود فى وقت عصيب، ويتمتع بالثبات ويلتزم بالشفافية. وأضافت أنه لا يمكن لأى رئيس أن يمنع حدوث الأشياء السيئة على مرأى منه، واختبار القيادة هو ما يمكن فعله عندما تحدث تلك الأشياء السيئة. وتعتقد بيدنفيلد أن الأمريكيين رأوا بايدن يتحرك سريعا وبشكل مستمر حال الأسبوعين الأخيرين.
فى المقابل، يسعى بعض قادة الديمقراطيين لتهدئة المخاوف بين أعضاء الحزب بشأن موقف بايدن السياسة. وقال شون مالونى، رئيس لجنة حملة الديمقراطيين بالكونجرس: توقفوا عن التبول فى فراشكم، فى إشارة إلى حالة الخوف المستمرة، وعودوا على العمل، متوقعا أن يحتفظ الحزب بأغلبيته فى الانتخابات، وقال إنهم سيقدمون النتائج للشعب الأمريكى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة