ما بين الحين والأخر اعتاد رواد شاطئ العريش بشمال سيناء والصيادين وكل من يصل للشاطئ العثور على سلاحف بحرية، تقذف ببعضها أمواج الشاطئ أو تكون فى طريقها لوضع البيض على الرمال، وتضل طريق العودة ويكون الموت مصيرها.
السلاحف الصغيرة بعد فقسها
السلاحف البحرية التى خرجت على شاطئ مدينة العريش بمنطقة "الأيوبى"، كانت على موعد مع أصدقاء لها من بنى البشر، مجموعة من الشباب المحبين للبيئة القائمين بتشغيل مشروعات خدمية على الشاطئ، وبحكم تواجدهم طوال الـ24 ساعة يرصدون كل ما يخرج من البحر أو يدخله، وكان من بينها السلاحف البحرية.
السلاحف الصغيرة تعود للمياه
الشباب قبل نحو شهر عثروا على سلحفاة كبيرة الحجم "ترسة بحرية" بدت فى حالة إعياء وإرهاق شديد، تجمع حولها المصطافين، كانوا يريدون أخذها لكن الشباب أنقذوها من بين أيديهم وعندما سكبوا عليها الماء وجدوها تنتعش وتتنفس، وعلى الفور حملوها لمياه البحر التى ما أن وصلت لها حتى انطلقت فى عرض البحر لتختفى عن الأنظار.
أحد أعضاء فريق الإنقاذ
وفى هذا السياق قال عطا أبو أحمد أبو كرفاش قائد فريق المتطوعين، إنهم لم يسمحوا لأحد أن يقترب من السلحفاة، وتبين أنها لو بقيت تحت الشمس لفارقت الحياة، "ويومها وبحكم الخبرة عرفنا أن خروجها للشاطئ كان بحثا عن مكان تضع فيه بيضها وليس لمجرد خروج عادى أو لفظ أمواج البحر لها، لأنها كانت على قيد الحياة".
السلاحف الصغيرة
وأضاف، "أن ما توقعناه كان فى محله وبعد شهر بالتمام فوجئنا بخروج كميات من السلاحف الصغيرة من تحت الرمال، وبدأت فى حركة عشوائية غير منظمة وتعانى إرهاق وعرفنا أن تلك السلحفاة كانت وضعت فى المكان بيضها الذي فقس للتو وقررنا أن نستكمل دور إنقاذ هذه السلسلة من السلاحف البحرية وجمعناها فى وعاء وسبحنا بها فى عمق البحر واطلقناها وكان أجمل ما فى الأمر أنها انطلقت تسبح بسرعة كما فعلت أمها من قبل وقدرت أعدادها بنحو 50 سلحفاة بحرية".
السلاحف على شاطئ العريش
وأشار، إلى أن الشباب المنقذين لها هم زملاء له فى موقع العمل وجميعهم اعتادوا على هذه الظواهر، ويعتبرون أن دورهم ورسالتهم هو الحفاظ على البيئة الطبيعية وفقا لتوجيهات أجهزة الدولة، وأن يكونوا عونا فى هذا الجانب.
السلاحف مع فريق الإنقاذ
وسبق وسجلت إدارة البيئة بشمال سيناء ظهور سلاحف بحرية على الشاطئ يتم العثور عليها ميتة ويتم اكتشاف خروجها بعد أيام، وقبل عامين أعلنت إحدى الجامعات الخاصة بشمال سيناء إطلاق سراح سلحفاة بحرية مهددة بالإنقراض من شاطئ بمدينة العريش بشمال سيناء، كى تعود إلى بيئتها الطبيعية، بعد رحلة علاج استغرقت نحو أسبوع، وحضر مراسم إطلاق سراح السلحفاة كل من جمال حلمى مصطفى مدير شئون البيئة بمحافظة شمال سيناء، وسوسن حجاب مدير عام جهاز شئون البيئة بالمحافظة، وباسم ربيع مدير محمية الزرانيق، ونقلت السلحفاة من القاهرة لشاطئ العريش بمعرفة عدد من المهتمين بالشأن البيئي.
السلحفاة الأم على شاطئ العريش
وقال باسم ربيع مدير محمية الزرانيق، إن السلحفاة تم العثور عليها لدى بائع سمك بالقاهرة وتحمل رقمين لوزارة البيئة وجهة أخرى، وهى ذكر يزن حوالى 52 كيلوجراما، وطوله 78سم، وعرضه 67 سم، ويقدر عمرها 36 سنة، لافتا أنها فى عمر الشباب لأن السلحفاة البحرية تعيش نحو مائة عام.
السلحفاة الأم عند خروجها للشاطئ
وأشار، إلى أن هناك ثلاثة أنواع من السلاحف البحرية فى البحر البيض المتوسط منها هذه السلحفاة البحرية الخضراء، والسلحفاة كبيرة الرأس، والسلحفاة جلدية الظهر، والنوعين الأولين "الخضراء وكبيرة الرأس" من الأنواع المهددة بالانقراض.
وأعرب، مدير محمية الزرانيق عن رغبته فى إقامة مركز لإكثار السلاحف وإنقاذها بصفة خاصة، والحياة البرية بصفة عامة فى شمال سيناء، وأشار إلى أنه سيكون مركز جذب للسياحة، ويدر دخلا للمحافظة.
شاطئ العريش 2
وكشف مدير محمية الزرانيق، عن أنهم يقومون منذ أكثر من عامين بترقيم السلاحف البحرية فى بحيرة البردويل والبحر المتوسط، وحتى الآن تم ترقيم أكثر من 50 سلحفاة، وكل سلحفاة لها ملف إلكترونى يمكن استدعاؤه، وتتبعها عبر فى جميع شواطئ العالم.
شاطئ العريش
وكان سبق وأعلن مرصد وحماية السلاحف البحرية بوزارة البيئة، إنه يتم رصد السلاحف البحرية على سواحل البحر الأحمر، والبحر المتوسط فى مصر، مشيرة إلى أنه على سواحل البحر المتوسط يوجد نوعين أساسيين من السلاحف يتواجدون للتعشيش أو للتغذية، هم: السلحفاة الخضراء، والسلحفاة كبيرة الرأس، أما فى البحر الأحمر فالأكثر تواجدا هما: السلاحف صقرية المنقار، والسلاحف الخضراء، ويتم رصد السلاحف البحرية فى فترات التعشيش، لافتة إلى أن لها دور أساسى فى الحفاظ على البيئة البحرية، حيث تتغذى على قناديل البحر، والحشائش البحرية الموجودة فى قاع البحر، مما يؤدى إلى زيادة المغذيات الموجودة فى البحر وتتغذى عليها كائنات أخرى.
عودة السلاحف الصغيرة للمياه مرة أخرى
فريق الإنقاذ على الشاطئ
فريق الإنقاذ
نقل السلاحف الصغيرة للمياه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة