احتضنت الجزائر اليوم الاثنين اجتماع دول الجوار الليبي لدعم حل الأزمة الليبية سياسيا والتأكيد على المخرجات التي توصل إليها الفرقاء في جنيف سواء سياسي بتشكيل سلطة تنفيذية جديدة ملزمة بعدد من المهام أبرزها إجراء انتخابات، أو مخرجات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" خاصة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة.
وأكد المبعوث الأممى لدى ليبيا يان كوبيتش أن جميع الأطراف الليبية تؤكد تمسكها بموعد الانتخابات فى 24 ديسمبر المقبل، وتأمل إقرار القاعدة الدستورية فى الأيام المقبلة لتتمكن من إجراء الانتخابات، مشيرا خلال كلمته باجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا والمقام فى العاصمة الجزائرية، أن حضور المراقبين الدوليين والإقليميين للانتخابات ضروري جدا، وإقرار الميزانية العالقة أمر مهم جدا لدعم جهود الحكومة.
وحذر "كوبيش" من استمرار تواجد المرتزقة والقوات الأجنبية فى ليبيا بشكل يدعو للقلق فى ليبيا ودول الجوار، موضحا أن المبادرة الجزائرية للجمع بين دول جوار ليبيا "خطوة مهمة" في تسوية الأزمة الليبية، معربا عن رغبته في إجراء حوار عملي وصادق حول كيفية مساعدة ليبيا، وأيضا كيف يمكن ان تساعد ليبيا نفسها وتساعد المنطقة على المضي قدما نحو الاستقرار والازدهار والتعاون.
وأوضح كوبيش، لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن الأسئلة والمخاوف مترابطة، داعيا إلى الاستفادة من مشاورات وتعاون ليبيا مع دول الجوار والمنظمات الدولية لإيجاد حل للأزمة الليبية.
وشارك وزير الخارجية سامح شكرى في الجلسة الافتتاحية لاجتماع دول جوار ليبيا بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وعدد من وزراء خارجية دول الجوار الليبي.
كانت وزارة الخارجية الجزائرية قد أوضحت فى بيان لها، أن هذا الاجتماع يمثل فرصة للتشاور والتنسيق حول مستجدات الأوضاع فى ليبيا وسبل دعم مبادرة استقرار ليبيا التى تم إطلاقها خلال مؤتمر برلين 2 لإنهاء كافة أشكال التدخل فى الشؤون الليبية، فى خطوة لعقد مؤتمر دولى تترأسه وتحتضنه ليبيا بمشاركة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة فى الملف الليبي.
من جهتها أكدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء محمد المنقوش أن المسار الأمني في بلادها هو التحدي الأكبر حاليا، مشيرة إلى أن استمرار وجود المرتزقة يشكل خطرا على ليبيا ودول الجوار.
وأشارت المنقوش - في كلمتها أمام مؤتمر دول جوار ليبيا المقام في الجزائر، إلى أن استقرار ليبيا من استقرار المنطقة، وتتطلع بلادها إلى بناء شراكة مع دول الجوار وتسعى لتوحيد المؤسسة العسكرية وتكريس السيادة الليبية، لافتة إلى أن التدخلات الخارجية تناقض الأعراف الدولية، مضيفة "نتطلع إلى نظام سياسي ديمقراطي من خلال انتخابات نزيهة".
ودعت وزيرة الخارجية الليبية إلى تنظيم مؤتمر تشاوري لمناقشة الملف الليبي، موضحة أن رؤية ليبيا لتحقيق الاستقرار قائمة على مسارين أمني وسياسي، مطالبة دول الجوار بضرورة توحيد رؤيتها وتنسيق مواقفها لمراقبة الحدود ومعالجة ظاهرة الهجرة، واعتماد مناهج تعليم وتبادل الخبرات، ودعم مبادرة الحكومة الليبية لاستقرار ليبيا.
وبينت أن مبادرة استقرار ليبيا الهدف منها استدامة السلام والاستقرار في البلاد وتثبيت مخرجات برلين 1 و2، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مشيرة إلى تطلع بلادها إلى بناء شراكة استراتيجية مع دول الجوار، حيث تجاوزت ليبيا مرحلة توحيد كافة المؤسسات، فضلا عن العمل من أجل توحيد المؤسسة العسكرية.
من جانبه أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن حل الأزمة الليبية لا يمكن أن يكون إلا عبر مسار ليبي-ليبي بدعم من المجتمع الدولي، وأن هناك مساع متواصلة لحل أزمة ليبيا، كما أنه ينبغي العمل على سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا في أقرب وقت، مشددا على دعم بلاده لجهود توحيد المؤسسات الليبية، وأن أمن ليبيا من أمن دول الجوار، مؤكدا أن بعض القوى الأجنبية تسعى لاستعمال التراب الليبي لإعادة رسم التوازنات، كما أنه دعا إلى تطبيق مخرجات مؤتمري برلين بشأن ليبيا، وأن المرحلة الراهنة تقتضي التضامن لتمكين الشعب الليبي من الحفاظ على سيادته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة