تستعد مدينة العريش بشمال سيناء فى تمام الساعة الثامنة مساء اليوم لحفل زفاف شعبى أسطورى لزفاف العروسين "حسين الأزعر وأسماء أحمد البيك" من ذوى الاحتياجات الخاصة قصار القامة.
العروسان-اسماء-وحسين
وكان العروسان قد لقيا تعاطف شعبى مع قصتهم فى تحدى كل ظروف الإعاقة بقصر القامة التى جمعتهم ورغم عدم قدرتهم على توفير متطلبات بيت الزوجية استطاع أن يتغلبا على هذا العائق بتدبير مقر مؤقت لليلة الزفاف فى ركن ببيت العائلة ووفرا الاثاث بشرائه بالأجل من تجار العريش.
وبعد نشر "اليوم السابع" قصتهم ومطالبهم توفير شقة ليعيشا فيها حياتهم، وقضاء ديونهم التى استادنوها لشراء متطلبات عش الزوجية، أعلن عدد من أهالى سيناء فتح مزاد علنى خيرى لتوفير ثمن الشقة ودعوة أهل الخير لسداد ديونهم ويكون هذا هدية لهما فى يوم فرحهم.
وبدورها استعدت عائلة العروسين لحفل الزفاف المقرر أن ينطلق بعد غروب شمس اليوم بزفة شعبية تنطلق من ميدان وسط العريش، ووجه العريس وعروسته الدعوة لكل أهالى سيناء مشاركتهم فرحتهم وحضور فرحة الزفاف المقرر أن تعقد فى قاعة افراح بجوار المدرسة الثانوية بنين بالعريش، كما أعربوا عن املهم أن يحضر زفافهما كل الشخصيات العامة بالمحافظة وعلى رأسهم قيادات المحافظة.
والعروسان هما "وائل الأزعر وأسماء أحمد حسين" احتفلا الليلة الماضية بليلة " الحنة" للعريس وجمعت بينهما صفة مشتركة وهى الإعاقة بقصر القامة، وكانا قد عقدا قرانهما قبل نحو أسبوعين.
قال الدكتور عبد الكريم الشاعر الأستاذ بجامعة العريش، أن العريس وعروسته تبين أنهما قررا الزواج كما واجها من قبل قرار تحدى الإعاقة، لافتا أنهم يعانون من ظروف صعبة ومع ذلك استطاع العريس تخصيص مقر مؤقت لزواجه فى غرفة وصالة مستقطع من بيت أسرته، وتعاون هو وعروسته فى تأثيث البيت بالأجل متحملين الديون فى سبيل إتمام زواجهما.
أضاف، أنهما بحاجة سريعة لشقة تجمعهما، وتم التواصل مع مديرية الإسكان لتوفير شقة لهما ضمن الإسكان الاجتماعى، وهى تحتاج مبالغ مالية كمقدم وأقساط، ومن هنا بدأت الدعوة لأن يتم توفيرها لهم بجهود أهل الخير وتكون هدية العمر للعروسين فى ليلة دخلتهما.
وقال شرف خلف، أحد الداعين للمزاد، إنهم يبدأون اليوم من الساعة 8 صباحا جمع ثمن الشقة عن طريق التبرع بمقر إحدى الجمعيات الاهلية بالعريش، وأملهم أن يجمعوا كافة المستحقات المقررة، ومع انعقاد حفل زواج العريسين الساعة 8 مساء اليوم تكون هدية مقدمة لهما من كل أهل شمال سيناء ليتحقق لهما حلم امتلاك بيت زوجية.
يذكر أن حسين 28 عاما، عامل خدمات بمدرسة بالعريش، شقيق لـ 6 أخوة، ولد مصابا بقصر والتواء القدمين، بعد أن حصل على وظيفة استكمل تعليمه وحصل على دبلوم تجارة وخاض بطولات رياضية، وعروسة أسماء حاصلة على بكالوريوس نظم ومعلومات، وهى الشقيقة الكبرى لـ 3 بنات تقوم بتربيتهن والدتهن بعد وفاة زوجها، وتمكنت ذاتيا من تعلم وإجادة فنون الترجمة الفورية للغة الكورية والتركية والألمانية.
وطلب حسين من والدته بعد زواج شقيقه التوأم حسان البحث له عن عروس وبعد استشارة لصديقاتها بالطريقة التقليدية تعرفت على أسماء وطلبتها لابنها، بينما أسماء التى سبق وتقدم للزواج منها أكثر من شاب قبلت الزواج من حسين وأكدت "قلبى اختاره".
وأسماء وحسين واصلا رحلة التحدى لإتمام مراسم الزواج بكتب الكتاب، وخصصت أسرة حسين لهما غرفة وصالة من منزل العائلة على ساحل مدينة العريش، وبدورهم قاما بتأثيثها بالأجل معتمدين على ثقة التجار بهما.
وسبق وروى "حسين" لـ اليوم السابع حكايته بقوله أن عمره 28 سنة ويعمل بوظيفة عامل خدمات بالتربية والتعليم، وهو منذ ولادته حتى اليوم لا يعرف مستحيل يعيقه عن ممارسة حياته الطبيعية ويتحدى الإعاقة "قصر والتواء ساقيه وعدم اكتمال نموهما بشكل طبيعى"، لافتا إلى أنه فى صغره سعى للتعليم حتى وصل للمرحلة الإعدادية، ثم سعى فى العمل بحثا عن لقمة عيش، واستطاع بجهود والدته الالتحاق بوظيفة عامل خدمات فى إحدى المدارس وبعدها واصل طريقة واستكمل تعليمه حتى حصل على شهادة دبلوم فنى تجارى، وخلال هذه الفترة يمارس كل هواياته الرياضية ويشارك فى بطولات حصد على إثرها مراكز أولى فى ألعاب منوعة والإلقاء على المسرح.
وأضاف أنه كان يعارض فكرة الزواج، ولكن عندما تزوج شقيقه "التؤام " قبل شهور ألح على والدته البحث له عن "عروس"، وبالفعل سعت والدته بالطرق التقليدية حتى أخبرتها إحدى صديقاتها عن أسماء التى ذهبت لأسرتها وتعرفت عليها وفى ثانى زيارة رافقتها وتعرفت على العروس التى بدورها قبلت واستكملت مراسم الزواج بالخطوبة وكتب الكتاب وتقرر تحديد يوم الفرح الإثنين المقبل بالعريش.
وقال رغم إنه زواج تقليدى إلا أنه أعقبه حب بينهما وأحس أنها الزوجة المناسبة له التى ستحمله وتستره ويكملان سويا حياتهما يشدان أزر بعضهما البعض.
وقالت العروس "أسماء"، إنها حصلت على بكالوريوس نظم ومعلومات، وشهادات متنوعة فى التنمية البشرية وأنها سعيدة ورزقها الله بابن الحلال الذى مال قلبها له، مشيرة إلى أنها تتطلع لحياة زوجية خلالها تكون فى ستر ومرضى عنها من أسرة زوجها وأسرتها.
وأضافت أنها تبحث عن راحة نفسية ومرت بفترة كان صعب أن تجد من يتوفر فيه شرط الزوج المناسب حتى كان نصيبها أتاها من باب بيتها دون سابق معرفة. وأوضحت أنها إضافة لشهادتها الجامعية، تجيد مهارات العمل الإدارى والترجمة لعدد من اللغات التى إجادتها بطلاقة بينها اللغة التركية والكورية والألمانية التى اجادتها تعليم ذاتى عن طريق الإنترنت.
وقالت عائشة عبدالله والدة العريس "حسين"، إنه الابن السادس لها وولد طبيعى وبعد فترة اكتشفت أنه لا يكتمل نمو قدميه، وبعد مرور 4 سنوات من عمره فشلت محاولات عامين من البحث عن علاج فى التغلب على هذه الإعاقة وبدوره أصيب باليأس من العمليات وقال لا أريد علاج وأرضى بما قدر لى.
وتابعت والدة العريس أن فرحتها وشعورها لا يقدر أن تم زواج ابنها واحتفال كل أهل العريش بخطوبتهما، وقالت "كنت شايله همها وربنا جبر بخاطرى".
وقال والده السبعينى "حسان حامد "، "الحمد لله أن أبنى أخيرا يتزوج واليوم أنا ارتحت".
وقالت والدة العروس أسماء: "الله كرمها" وأنها البنت البكر وتصغرها فتاتين إحداهن أنهت دراستها الجامعية والثالثة أنهت دراستها الثانوية هذا العام، وربت بناتها الثلاثة بعد وفاة زوجها منذ أكثر من 10 سنوات، وأكدت أنها لم تيأس من حالة ابنتها وإعاقتها وفور ولادتها وتبين أنها لا تنمو بشكل طبيعى حمدت الله وتعاملت مع الموقف بشكل لا يؤثر عليها ووقفت ورائها حتى أنهت دراستها وحصلت على شهادة عليا وشهادات منوعة فى الترجمة واليوم تكتمل الفرحة بزواجها.
وأجمع العروسين أنهما يستعدان للزواج بعد أن استكملا فرش غرفة وصالة بجانب أسرة العريس، وتمكنا من تجهيز الفرش بعد الحصول عليه من تجار مصدر ثقة بالأجل "ديون"، وحلمها أن تكون لهما شقة خاصة بهما من الشقق التى تخصصها المحافظة لذوى الاحتياجات الخاصة، كما أعرب العريس عن أمله أن يتم التسوية الوظيفية له لينتقل من عامل خدمات لموظف إدارى بالشهادة التى حصل عليها أثناء عمله وهى دبلوم تجاره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة