لاتزال حرائق الغابات تطارد العديد من دول العالم، وسط أسوأ موجة حرارة تشهدها تلك البلدان منذ عقود، في ظل جهود مضنية لمحاولة إيقافها، ففي اليونان قامت طائرات مكافحة الحرائق في اليونان بعملياتها لمواجهة حرائق غابات الضواحي الشمالية للعاصمة أثينا والذى أجبر الآلاف على الفرار من منازلهم .
ومنذ بداية العام، دمرت حرائق أكثر من 13 ألفا و500 هكتار في اليونان، مقابل 7500 في المتوسط في هذه الفترة من العام بين 2008 و2020.
لبنان
وفى لبنان اندلع حريق هائل بالغابات الشجرية فى وداى جهنم بمنطقة عكار شمالى لبنان لتجدد المخاطر التى واجهتها المنطقة قبل السيطرة على حرائق غابات القبيات فى ذات المنطقة ،والتي استمرت جهود إطفائها لـ 3 أيام متواصلة على يد وحدات من الجيش اللبناني وطوافات القوات الجوية وعناصر الدفاع المدنى إلى جانب طوافات خارجية.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني اللبنانية، أن أفرادها بمؤازرة من وحدات الجيش المنتشرة بالمنطقة وبمشاركة طوافة من القوات الجوية يحاولون السيطرة على حريق ضخم نشب في الأعشاب والأشجار الحرجية في وادي جهنم بعكار.
ويشارك في جهود الإطفاء متطوعون من مؤسسات المجتمع المدني وعدد من المواطنين، وخصوصا أن فرق الإطفاء تواجه صعوبة بالغة في السيطرة على النيران نتيجة كثافة الدخان والرياح وارتفاع درجات الحرارة.
على صعيد متصل، حذرت مديرية الدفاع المدني من احتمالية اشتعال النيران في عدد من الغابات اليوم بمناطق مختلفة من عكار وجبل لبنان بسبب ارتفاع درجات الحرارة اليوم، داعية المواطنين إلى توخي الحذر.
وأكد الجيش اللبنانى أن وحداته تواصل اليوم عمليات إخماد الحرائق المندلعة في القبيات وعندقت وجبل اكروم والجوار شمالي لبنان وذلك بمساندة الطوافات وبمشاركة فرق الدفاع المدني والأهالى.
كاليفورنيا
استمرارا لهذا السيناريو، زحفت النيران في كاليفورنيا حيث دمر أكبر حريق يجتاح كاليفورنيا بلدة صغيرة في شمال شرق الولاية، ما أدى إلى إذابة أعمدة الإنارة وتدمير مبانٍ تاريخية، بعد ساعات من إصدار أوامر للسكان بإخلاء المنطقة.
ولفّت ألسنة اللهب جرينفيل، وهي مجتمع محلي في إنديان فالي تضم بضع مئات من الأشخاص، ويعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر.
وأوضح مصور حرائق الغابات ستيوارت بالي عبر "تويتر" مرفقا تغريدته بصور للدمار، أن معظم وسط مدينة غرينفيل دمر بالكامل، وفقًا لـ"فرانس 24".
من ناحية أخرى، قال الناطق باسم هيئة الإطفاء في كاليفورنيا ميتش ماتلو، للصحافيين: "فعلنا كل ما في وسعنا، في بعض الأحيان، لا يكون ذلك كافيًا".
وأظهرت صور حرارة النيران تسببت في انحناء أعمدة الإنارة في الشوارع ولم يتبق سوى عدد قليل من المباني، واندلع حريق "ديكسي فاير" في غابات شمال كاليفورنيا في منتصف يوليو نتيجة أزمة مناخية تسببت بموجة حر شديدة وبجفاف ينذر بالخطر.
الحريق الأسوأ باليونان
وبالنسبة لليونان ذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية أن الحريق الذي اندلع في ضاحيتي "فاريبوبي" و"تاتوي" بالعاصمة اليونانية مؤخرا هو الأسوأ من بين 81 حريقا اندلع في جميع أنحاء البلاد .
ونقلت الشبكة الأمريكية عن إدارة الإطفاء قولها إن خمس طائرات إطفاء وتسع طائرات هليكوبتر، شاركت أكثر من 500 من رجال الإطفاء والجنود والعديد من المجموعات المتطوعة على الأرض لمكافحة الحريق الضخم.
من جانبه قال رئيس إدارة الحماية المدنية نيكوس هاردالياس، إن رجال الإطفاء نجحوا في تقليص أربع جبهات نيران نشطة إلى واحدة بين عشية وضحاها، وأنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.
واشتعلت النيران بسبب ظروف الجفاف الناجم عن موجة حر طويلة بدأت الأسبوع الماضي وأدت إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية (113 فهرنهايت).
وأكدت السلطات اليونانية، إجلاء أكثر من 600 شخص عن طريق البحر، مساء أمس الخميس، من شمال جزيرة إيفيا إذ أن حرائق الغابات الهائلة التي اندلعت في الجزيرة قطعت طريق الخروج من قرية أجيا أنا، مما أدى إلى محاصرة السكان والسياح.
وذكرت صحيفة (كاثيميريني) اليونانية، أمس الجمعة، أن حرائق الغابات اندلعت في جزيرة إيفيا، الثلاثاء الماضي، شمال قرية ليمني ثم انقسمت إلى جبهات متعددة وانتشرت على مساحة كبيرة في الجزء الشمالي للجزيرة.
وحذر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، من أن اليونان تواجه "أسوأ موجة حر منذ عام 1987" في حين بلغت درجات الحرارة 45 درجة في بعض المناطق.
إيطاليا
وعلى صعيد متصل، سجلت إيطاليا أكثر من 800 حريق فى يوم واحد ، وخاصة مدينة بيسكارا الإيطالية، الواقعة في أبروتسو مع ارتفاع درجات الحرارة عن 40 درجة ورياح دافئة، انتشرت النيران بسرعة ما أدى إلى إجلاء حوالي 800 من السكان المحليين.
وأصيب 5 أشخاص على الأقل وتم إجلاء المصطافين بعد أن دمرت حرائق الغابات غابة صنوبر بالقرب من شاطئ في بيسكارا بإيطاليا، ونُقل أكثر من 200 شخص إلى بر الأمان من شاطئ البحر حول كاتانيا في صقلية.
الجزائر
وكشفت الجزائر عن تسجيل 350 بؤرة حريق تسببت في إتلاف أكثر من 10 آلاف هكتار، وقال عبد الحميد عفرا مدير المندوبية الوطنية للوقاية من المخاطر الكبرى بالجزائر، إن عقوبات جريمة الحرق العمدي للغابات ستصل إلى 30 سنة سجنا، وفق الإذاعة الجزائرية.
مضيفا أن التحقيقات كشفت أن الحرائق أصبحت في الجزائر تحدث خارج الموسم المعتاد المحدد من 1يونيو إلى 30 أكتوبر، وهو ما دفع الى دق ناقوس الخطر تجاه الظاهرة، التي أصبحت رسميا ضمن الجرائم الكبرى، وأكد أن يد الإنسان هي المتسبب الرئيسي في هذه الحرائق، وذلك لأغراض توسيع مساحات الزراعة أو البناء، وهي الأفعال التي أصبحت مجرمة تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.
وتسبب نشوب حرائق بعدة مناطق منها غابة ذراع الناقة بأعالي جبل الوحش بقسنطينة، فى إتلاف 120 هكتار من البساط الأخضر، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية التابعة لبلديات قسنطينة والحامة بوزيان، والخروب، وعين أعبيد، وعين السمارة، حيت سخّر 16 شاحنة إطفاء، وسيارتي إسعاف و3 سيارات اتصال وحافلتين، بالإضافة إلى 82 عونا من مختلف الرتب، لإخماد حريق بغابة ذراع الناقة والذى نتج عنه إتلاف 120 هكتار من المساحات الخضراء، من بينها 9 هكتارات غابة مفتوحة فيها أشجار الكالتيوس، والصنوبر، والصرو، كما تم تسجيل حريق 71 هكتارا من الديس، والقندول، وكذا 40 هكتارا ملكية خاصة متمثلة في أحراش. وفق صحيفة البلاد الجزائرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة