فتاة الصمت.. أميرة تتحدى فقدان السمع بالعمل فى "كافيه"

رغم صمتها والسكون الذى تعيش فيه، إلا أنها تسعى جاهدة لكسر هذا الصمت، وتتحدى ظروف إعاقتها وقساوة بعض المحيطين بها، "أميرة" أو "أميرة الصمت" قصتها تهز المشاعر وضحكتها تلمس القلوب، وحديثها يجذب العيون، تحدت إعاقتها بالعمل والجهد منذ الصغر.

أميرة فتاة فاقدة السمع تعمل في كافيه

"اليوم السابع" التقى "فتاة الصمت" التى تعدت الثلاثين من عمرها، قضتهم فى العمل الشاق، تقول "أميرة" بلغة الإشارة: أعمل منذ طفولتى فقد أجبرنى والدى على ترك المدرسة وأنا فى سن الحادية عشر بسبب إعاقتى، لكنى لم أستسلم عملت فى مجال الحياكة لدى سيدة أمينة كانت تعاملنى برفق نظير أجر بسيط، كنت أحاول من خلاله أن أعلم نفسى، لكن ضغط أسرتى عليا أن أعمل وأترك الدراسة كان أقوى منى، ظللت على هذا سنوات طوال مررت على مهن كثيرة، كان أسهلها بائعة فى محلات الملابس حتى وصلت إلى العمل فى هذا الكافيه كنادلة.

أميرة فتاة فاقدة السمع تعمل في كافيه 

تكمل أميرة حديثها قائلة: لم أشعر بالحنان على مدى حياتى، ففى سن الثامنة عشر أرغمنى والدى على الزواج من رجل يكبرنى بما يقرب من 15 عامًا، كان يعاملنى بمنتهى السوء حتى تم الانفصال منه دون أولاد، ورجعت للعمل مرة أخرى، مرت الأيام والسنون من حولي وأنا أشعر بوحدتى، أعيش فى صمتى رغم أن لى أخوة لكنهم مشغولين عنى فى دنياهم أنا الوحيدة التى تعانى من إعاقة السمع والكلام، لذلك لم أجد للهرب من صمتى العمل في مكان صاخب يشعرنى بالحيوية والحياة.

وتستطرد الفتاة "هذا المكان يشعرنى أنى أعيش، أصحاب المكان والعاملين يتعاملون معى بمنتهى الرحمة والحنان، زبائن الكافيه يتعاملون معى بأدب شديد".

أميرة فتاة فاقدة السمع تعمل في كافيه 

يقول مصطفى حسين مدير الكافيه الذى تعمل فيه "أميرة": أميرة حالة نادرة لم أرى مثلها، لديها حضور وذكاء، فى البداية  كانت تأتى لتقضى هنا بعض الوقت مع صديقاتها، لكن بعد ذلك طلبت منى أن تعمل معنا، حيت سمعت هذا الطلب توقفت لبرهة لكن وافقت وطلبت منها الانتظار بضع أيام لحين سؤال صاحب المكان، وبعد موافقته نزلت للعمل على الفور، هى تتعامل بلغة الإشارة فى البداية كانت صعبة بعض الشىء ولكن بالتدريب فهمت ما تقصد أن تقوله.

وأكمل "مصطفى" : من أجمل ما يميز "أميرة" روحها الخفيفة وضحكتها الجميلة رغم مشاكلها التى أفصحت عنها لنا فى البداية، العميل فى المكان متقبل "أميرة" بشكل كبير، أصبح لها زبائن يأتون إلى هنا من أجلها، هى فتاة لماحة وشاطرة فى عملها ولديها ذكاء واضح الجميع هنا يحبها.

أميرة فتاة فاقدة السمع تعمل في كافيه

أما حسام أبو زيد صاحب الكافيه فقال: في البداية رفضت فكرة عمل أميرة معنا، لكن مع الإلحاح من فريق العمل فى الكافيه قلبت الفكرة، ونزلت للعمل، أتابعها جيدًا أثناء العمل وتحركها فى المكان وكيف تتعامل مع الزبائن، فوجدت أنها مجتهدة جدًا بسيطة كل ما تريده أثبات نفسها فى عملها، إشارتها مفهومة تتميز بالاحترام مع الزبائن وخفة الدم، الجميع أحبها في المكان سواء العاملين أو الوافدين، وأصبح لها زبائن يأتون إلى هنا من أجلها.

وتابع: وكل ما تتمناه "أميرة" ودائما يتردد على لسانها أن تتزوج وتكون أسرة صغيرة وتشعر بحياتها.

أميرة فتاة فاقدة السمع تعمل في كافيه

وأكمل "أبو زيد" حديثة قائلًا: ما فعلته ليس إشفاقًا على الفتاة لكنه واجب عليا، وعلى كل صاحب عمل أن يهتم بهذه الفئة، وأن يكون لديهم مكان فى منشآتهم مهما كان عمل تلك المنشأة ما كانت طبيعة العمل تسمح بذلك، وستلاحظون الفرق جيدًا سواء على المستوى المادى للمكان أو المعنوى، أميرة فعلًا وش السعد عليا.

وقد أنهت أميرة حديثها لليوم السابع قائلة "أنا بحب الرئيس السيسى جدًا بعتبره أبويا الحقيقى".

أميرة فتاة فاقدة السمع تعمل في كافيه

أميرة فتاة فاقدة السمع تعمل في كافيه

أميرة فتاة فاقدة السمع تعمل في كافيه

أميرة فتاة فاقدة السمع تعمل في كافيه